في هذا الكتاب الصادر عن دار زنوبيا ، الذي اعدته الزميلة و الكاتبة العراقية المعروفة ، بشجاعتها و اسلوبها الشيق ودفاعها عن حقوق المرأة في العراق و الوطن العربي ومن خلال علاقاتها الواسعة بمنظمات المرأة في البلدان التي احتكت و عملت فيها ، و في هذا الكتاب الحديث العهد في صدوره ، فيه سردية لقاءات مع مناضلات في الحركة النسوية التونسية ، و إشارة هيفاء زنكنة في فصل لها تحت عنوان (لماذا نكتب الان ) ، أثناء تواجدي في تونس مع ست مناضلات تونسيات لتنظيم الورشة وكان لزينب فرحات مديرة المسرح ومؤسسة جمعية زنوبيا دورا هاما في أن الورشة ات ثمارها، و كانت للورشة على الرغم من بساطتها ولكنها كانت هي من تجربة خاظتها النساء الست في معتقلات النظام الدكتاتوري وجاءت هذه الشهادات دون وسيط وبمصداقية عالية كما ضربت مثال قاله الشاعر الفلسطيني محمد درويش [ كان الهدف أيضا ، ألا نقتصر الكتابة على تقديم شهادة تتضمن تفاصيل الاعتقال و التعذيب فقط ، على أهميتها، بل تقديم سرد شخصي محوره يضئ ] ٠
والمناضلات هن آمال بن عبا و دليلة محفوظ جديدي و زينب بن سعيد الشارني ، ساسية الرويسي بن حسن ، عائشة فلوز بن منصور و ليلى تميم بليني ، وبمشاركة خاصة من هيفاء زنكنة من الحزب الشيوعي العراقي _ القيادة المركزية ، كانت المناضلات التونسيات الذين سردن أساليب التعذيب ، هن من تنظيم برسبكتيف وتعني بالعربية ( وجهة نظر ) _ العامل التونسي في السبعينات من القرن المنصرم ، وهنا لابد الإشارة و بأيجاز عن كل منهن وبشكل مختصر لاترك للقارئ الرجوع إلى الكتاب ٠
1_ أمال بنت فاطمة اللزام و محمد بن عبا :مولودة بالمرسى في 28 مارس 1944 ، المهنة أستاذة فلسفة صحفية ( دار الصباح ) مسؤولة عن عمود ( المرأة ) بجريدة ( المغرب ) الاسبوعية إلى جانب نضالها في صفوف منظمة ( باراسبكتيف العامل التونسي ) ناضلت في نقابة التعليم الثانوي ، وجمعية الصحافيين و نقابة الصحافيين ٠ اسست مع مجموعة من النساء المناضلات ( لجنة المرأة العاملة ) التابعة ل ( الاتحاد العام التونسي للشغل ) و ( جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية ) و ( الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ) و (جريدة نساء ) مع ساسية الرويسي و زينب بن سعيد الشارني ٠ ومن تجربة آمال بن عبا تقول : إن كان للعزلة من معنى فهو ذلك الذي يحعلنا نتخلى بسهولة عن أهدافنا ، فنعيد إلى الأدراج ما خططنا من خواطر ، و نتجاهل بسهولة قدراته الذاتية، ونحط من قيمة ما ينجز ، ويولد فينا حذرا يتحول اضطهاد ٠
لقد عملت هذه المناضلة في منظمة سياسية يساري التوجه الفكري ، مما تحملت الكثير من المعانات من الاعتقالات و التعرض إلى التعذيب النفسي والجسدي ، متحديتا الجلاد لقناعتها بالنضال من أجل المستقبل الأفضل لوطنها و شعبها ، و في سرديتها تحدثت عن الكثير من المعانات ٠
2_ نارودنيا : دليلة محفوظ تقول : لا اعتزم كتابة تاريخ تلك الحقبة من النضال ، إذ أنها مهمة المؤرخين المختصين ، ما اكتبه هو شهادة تندرج ضمن الذاكرة الجماعية ، لتبرز تجربة عشتها في الماضي ، و اتقاسم سماتها و آثارها مع عدد من المناضلات اللواتي تعرض لمختلف أشكال الاستبداد في بداية السبعينات، لانهن اخترن النضال من أجل مشروع ٠ هذه التجاوزات بة هي أيضا هي جزء لايتجزء من الحاضر الذي يجمعنا الان ، حاضر يحمل رمز نضال مستميت لم ينطفئ ، هي تحية وفاء كل من رافقتني خلال أيام العسر و فترات النصر ، أيامنا بأن النضال يحيك نسيجه بصبر و أناة و قوت وإيمان ٠
بهذه الكلمات التي تعبر فيها عن أهمية النضال رغم الصعوبات و تحملته من سجن وتعذيب لكنها لم يزول فكرها اليأس، كانت تفك بكلمات الشاعرابن بلدها تونس ابو القاسم الشابي ؛ اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
دليلة محفوظ من مواليد 5 مارس 1952 نشأت في أمواج الاب النقابي المتمرد والوطني الحر ، وهيجان امي الثائرة منذ طفولتها ضد التميز و الشرسة في زرع المساوات بين ابنائها و بناتها في التربية و التعليم ، وعن حياتها تحدثت عن طفولتها و مدرستها في مراحل التعليم الثانوي ٠ و تناولت ما جرى لها في الاعتقال من تعذيب و حشي على يد سلطة غاشمة لا تسمح لطرح وجهة نظر مغايرة لدكتاتورية النظام القائم و النضال من أجل رفاهية الشعب و سيادة الوطن ٠ ذكرت دليلة محفوظ عن إحدى حفلات التعذيب مايلي ؛ فجأة انهال علي الضرب و الشتم واقتلاع الملابس ، تعالى صراخي ليملأ الغرفة ، مرددة بين الصفعة لأخرى (انا إنسانة , ما عندكش تضربني و إلا تمسني) ، قضيت ليلتين في مكان ضيق ، افترش الأرض ليلا نهارا ٠
3_ زينب بن سعيد الشارني [ و ل (أنتيغون ) أبعاد عديدة
زينب بن سعيد : مولودة في حمام انف ، سنة 1948 , أستاذة جامعية متميزة في الفلسفة من جامعة دينيز ديدرو باريس ،و دكتورة في علم الاجتماع من جامعة تونس ، نشرت خمسة كتب في مجال البحث الجامعي ، وتشرفت على خمسة ندوات دولية ، ولها العديد من المقالات و البحوث في الفلسفة و الفكر الاجتماعي ، هي عضو في المكتب السياسي لحزب العمل التونسي شغلت مراكز اجتماعية متعدد ٠ كتبت في هذا الكتاب مايلي : ( أنتيغون) أستاذة تعلن حكية التمرد على القانون ، والانصهار في طيات المواطنة و الانفة من أجل الانتماء إلى بلد ، وهي أستعارة تستحقر فكرة الحق في الإقامة في أرض تسير الحياة الكريمة و الآمنة، و لكن ( أنتيغون ) تحيلنا أيضا على الذاتية النسائية المتميزة و المولدة لمغاير ينتقد العقلانية البرغماتية الاجرائية، فيفسح المجال للتفكير في المجتمع عبر الأهواء و من خلال مشاعر الأخوة ، و سخاء امرأة تجرأت على أن تتدخل في أمور السياسة ٠
أن زينب بن سعيد الشارني انها التحقت بحركة سياسية ماركسية من أقصى اليسار سنة 1970 عندما كانت تتابع دراستها بفرنسا جامعة السوربون ، وقد نشطت في مجال تثقيف الرفاق وإنشاء جماعات عمالية في مجال الدعاية و التحريض ، وبعد عودتها إلى وطنها عام 1972 ، و بدء مشوارها النضالي من خلال مشاهدتها لنضال الرفاق ومنهم أخيها محمد الطالب في كلية الطب ، و عند إخراجها في العمل النضالي تتحدث عن الأساليب التي شاهدتها من خلال التحقيق معها ، و الأساليب الوحشية التي يستخدمها جلاوزة النظام في التحقيق معها ، مستخدما أسلوب وحشي، مثل كما تذكر : حينها تسلح الشرطي الجلاد بخرطوم مطاطي طويل ، و انهال به على باطن قدمي، كانت الآلام التي نتجت عن ذلك أفضع الآلام التي نتجت عن ذلك أفضع الآلام التي خبرتها في حياتي ٠
هكذا كانوا يتعاملون مع النساء المناضلات في استخدام التعذيب النفسي و الجسدي و هن صامدات دفاعا عن المبادئ ، و في الكتاب إشارة إلى هذه الممارسات ٠
4_ ساسية الرويسي ( بحثا عن ساسية )
ولدت ساسية بدقاش ،توزر في 20 ديسمبر عام 1946 , خبيرة عقارية متقاعدة من وزارة التجهيز و الإسكان و تتحدث عن اسمها تقول : حملني المرحوم والدي اسم جدته التي اشتهرت في القرن 19 شجاعة ، قوية فرضت احترامها على الجميع، محاربة تمتشق السيف و تعتلي صهوة جوادها المطاوع ، فكانت أسطورة أجيال و أجيال لا أدري لماذا اختارني والدي لمهمة ( أحياء روح) تلك الجدة ؟ ( فأنا ثالث بناته ) ٠نشأت و وثقل ذلك ( الاسم _ الصورة ) يكبلني و يدفعني منذ الطفولة فعشت بين ( ساسيتها ) الأصلية ، و النسخة التي كنتها ( أنا ) ٠ ؤقد كتبت المناضلة ساسية الرويسي قبل سردها للمعجنات التي رافقتها في حياتها السياسية ، ما يلي : لم أحظى بفرحة اللقاء ، و لا كنت انتقيونه ممن جمعتهن [ ورشة الكتابة (الانتقونية ) التي نظمتها السيدتان الفاضلتان هيفاء زنكنة و زينب فرحات، لا لكوني لم أكن ضمن القائمة المدعوة لتلك الورشة بل لتغيبي خارج البلاد تزامنا مع إقامتها فلم احضر ذلك اللقاء المؤثر بين الرفيقات اللاتي جمعتهن التجربة و فرقتهن الحياة ، وحرمتني غيابي من الاستفادة من تقنيات الكتابة ] ٠
إشارة ساسية الرويسي بعلاقاتها الإنسانية بالرفيقات في فترة سبعينات _ ثمانينات القرن الماضي في فترة النضال والقمع و الاعتقال و السجن و التأسيس لتونس الحديثة و التعددية السياسية و الفكريةو الثقافية و نشأة الحراك المدني و السياسي الذي أزدهر مع ضعف ( دولة الاستقلال ) و تخبطها في ازماتها الاقتصادية و الإجتماعية و السياسية الخانقة فيما بعد ٠
متحدثة عن معانتها في التحقيق و التعذيب في الأجهزة الأمنية للسلطان الغاشمة ٠
5 _ عائشة فلوز سجينة سياسية رقم 362
تكتب هذه العواطف الشجية : إلى زوجي الذي جعل من قلبه مسكنا لي ، إلى حسن الوجود و أحمد المهدي اللذين أنجباني أنا ، إلى عائلتي كبيرها و صغيرها الذين شحنوني بحبهم ، إليك امي لأنني انت ٠
عائشة فلوز من مواليد 25 مارس 1952 بمدينة الماتلين ( بنزرت ) ٠ متحملة من الجامعة التونسية على شهادة الدراسات المعمقة في الأدب الفرنسي و محلة ثالثة في علوم التوثيق و محلة أولى في الصحافة و علوم الاخبار و شهادة في التصرف من المعهد الأوربي المتوسطي ، تحملت مسؤوليات مختلفة في شركة فسقاط قفصة
تكتب عائشة فيروز في وجدانياتها : أنا أحب الكلمات الجميلة ، الراقصة ، على نغمات الحرية ، لأنها ستصنع يوما قصيدة ولحنا ٠ .
وتكتب عائشة عن معاناتها و ما تحملته في سجون الدكتاتورية التونسية : أذكر أن كبير المحقيقين في وزا ة الداخلية استقبلني بهذه الكلمات ( هذه هي اللي طلعتنا الشعر في ٠٠٠لساناتنا ) ثم اردفها عبارة مبتذلة ، قبل أن يحيلني على الاستنطاق في مكان هو عبارة عن شبه دهليز لا يلجه الضوء ، هل كان وصولي إلى تونس في المساء ؟ طاولة تتوسط الدهليز ، كما في الأفلام فوقها شيء من الإضاءة ، عون يسأل و يجيب في نفس الوقت ٠
وبعد معانات كبيرة قلتها في السجن وراء القضبان إلى أن سبقت إلى المحكمات ومنها محكمة أمن الدولة و تابعت رحلتها من سجن إلى آخر و لم تستكين في علاقاتها مع الرفيقات السجينات ، و بعد السجن هناك نوع آخر و هو ( سجن الإقامة الجبرية ) ، و تذكر : أشعر دموعي وبأنهمار دموعي كلما تذكرت أمي ، كنت أكتب لها الرسائل من السجن ، و تقول قول الشاعر محمود درويش :
و اعشق عمري لأني، إذا مت ، أخجل من دمع امي ٠
[ كم هو رائع وجميل انها ذكرتني بأمي وكيف كانت تتبعني من معتقل إلى آخر و معاناتها وتحملها الضرب و الطرد ]٠
و اخيرا تقول مالذي سوف يحتفظ به التاريخ منيلي بلمحنة اليسار في زمن الظلم و الاستبداد زمن السبعينات ؟ ٠
6_ ليلى تميم بليلي : كوبا لن تذهبي إلى كوبا !
ولدت ليلى تميم بليلي في باردو ( ضاحية تونس ) في 12 . فيفري 1952 في وس، عائلي حداثي وميسور ، كانت تتردد على متحف مدينتها ، منذ الصغر الأمر الذي أثار اهتمامها للتحف و التراث ، دراستها للتاريخ مكنتها من الانغماس في بيئة جامعية ديناميكية و حماسية ، جعلتها تحلم بثورات كبيرة ٠ كتبت : لن تذهبي ! عبارة آمرة طالما سمعتها من ابي ٠ لكنها أتت هذه المرة ، من زوجي الذي أطلقها بنبرة لا تدع أي مجال للتفاوض ٠كان يعتبر نفسه مسؤولة عن علاقتنا كزوجين شابين ، و ينوي إستخدام الحق الذي يمنيه اياه قانون الزواج للحد من اندفاعي ٠ تستمر في الكتابة : كانت صورة كوبا الثورية، فيدل ، وتشي غيفارا ، ولاهافانا، و خليج الخنازير ، و السيفاريوس الملفوف على افخاذ الجميلات السمراوات، كل ذلك المزيج من قراءات المراهقة ، والحلم اليساري ، و معادات الامبريالية ، تغذي في نفسي رغبة جامحة في اكتشاف تلك الجزيرة التي طالما حملتني اليها أحلامي ٠
كانت المناضلة ليلى تميم بليلي كانت تنشط في مجال الحركة الطلابية ، تكتب انها اختارت معسكر، فالتحقت بالهيكل لنقابي القاعدي للإتحاد العام لطلبة تونس بشعبة التاريخ ، كنا ننظم في هذا الهيكل أنشطة ثقافية إلى جانب التدرب على النصوص النظرية لماركس ، و أنجلز ، ولينين أساسا كانت هذه القراءات التي اكتشفتها مملة ، فقد كنت افضل النصوص الأدبية ، بيد أنه كان من الواجب ابتلاعها كما يبتلع دواء مر ٠ كانت سنتان 1969 و 1970 مليئتين بالأحداث و التحركات داخل الجامعة ، وكان الشعار الأهم للطلبة رفض الحزب الواحد ،. وتحدثت باسهاب عن التعذيب في معتقلات و سجون الطغمة الحاكمة ، و هذا الأساليب يندى لها جبين الإنسانية في القرن العشرين ٠
7_ هيفاء زنكنة أيها القلب ماذا ترى ؟
هيفاء زنكنة كاتبة و ناشطة حقوقية ( بغداد 1950 ) أنظمة إلى منظمة التحرير الفلسطنية _ فتح ) عام 1974 ، نشر لها ثلاث روايات ( في أروقة الذاكرة ) عن تجربة اعتقالها بالعراق ، ( مفاتيح مدينة ) و ( نساء على سفر ) ، أصدرت أ بع مجموعات قصصية ، و أقامت معرضين فنيين شخصي بلندن و أيسلندا و ساهمت بعدة معارض أخرى، من بين كتبها باللغة الانكليزية ، ( مدينة الأرامل) سردية امرأة عراقية عن الحرب والمقاومة ) ( الحلم ببغداد ) و ( الجلاد في المراة) مع المدعي العام الأمريكي السابق رامزي كلارك ، و (دفاتر الملح )تونسيات عن تجربة السجن السياسي ) ٠
عضو مؤسس للرابطة الدولية للدراسات العراقية المعاصرة ( lACIS ) وإحدى مؤسسات ( تضامن المرأة العراقية ) ٠ عملت مستشارة للاسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و الإجتماعية لغرب اسيا ) لعدة سنوات من بين التقارير التي ساهمت فيها ( التكامل العربي ) و (نحو العدالة في العالم العربي ) التقرير الذي تم سحبه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة إثر اعتراض الكيان الصهيوني ٠
نشرت عديد الدراسات الأكاديمية بالإضافة إلى المقالات الصحافية ، لها رأي أسبوعي في صحيفة ( القدس العربي ) و تحاضر بانتظام حول الثقافة ، المقاومة، وقضايا المرأة ٠
رئيسة تحكيم ( جوائز كتاب فلسطين الدولية ) باللغة الانكليزية، لندن ٠
كتبت المدينة رقم 1
كنت في العشرين من عمري ، عارية و قفت وسط الغرفة يحيط بي أربعة رجال و صناديق كتبي و المنشورات ، ومكتب ضخم ، و آلات تسجيل ، وأريكة تمتد على احد الجدران و صينية تحتوي بقايا الطعام ، و الستائر مسدلة أبدأ ، الجالس خلف المكتب الضخم لم يقل الكثير ، كان متوسط القامة ، داكن البشرة ، يرتدي نظارات غامقة اللون ذهبية الإطار و بدلة غامقة اللون ، يحمل في يده مسبحة ، و زع نظراته عليها و علي بالتساوي ، كما لو كان متحيرا ازاء مسألة خاصة جدا ٠ كان هو السيد المطلق لذلك القصر ، قصر النهاية ، ملما بكل ما يجري في أقبيته و غرفه العديدة ، يستقبل زواره لالقاء نظراته المتحدة عليهم قبل توزيعهم على الغرف الأخرى، و لانشغال الحكومة بتنظيف واحهة مبناها الإعلامي، و المعرفة الرئيسية بالمساهمة في تلميع بضع اجرأت طمعا في المساهمة في بالحكم ، تمتع ذلك الرجل بحرية كاملة في الاعتقال و التعذيب و الإعدام، و اختفى في دهاليز ذلك القصر آلاف الناس لمجرد رفع أصواتهم متذمرين ، ( بعد أربعة أعوام ظهيرة يوم شديد القيظ ، عانى سيد القصر من الصيرورة نفسها ، اعتقل وعذب و أعدم ، من قبل الحكومة ذاتها ) ٠
لا اريد الإطالة لما كتبته المناضلة هيفاء ، واترك للقارئ متابعة ما كتبته ، و بالمناسبة أريد أن أشيد بورشة العمل التي قامت بها المناضلة هيفاء زنكنة ، النشطة في الحركة النسوية العربية ، مع مناضلات تونسيات تحدثن عما حدث معهن من تعذيب نفسي وجسدي ، في سجون ومعتقلات الأنظمة الدكتاتورية ، وفي ظل حكومات الحزب الواحد ، أنه بحق عمل رائع جسد في هذا الكتاب القيم للتاريخ ، لذا أجد من الضرورة اقتناء هذا الكتاب و قرأة ما جاء في صفحاته ، في نضال المرأة العربية من شجاعة وصمود أمام الجلادين والقتلة ، و برأي المتواضع ، انهن اكتسبن من تجارب و نضال روزا لكسمبورغ و انجيلا دايفس ، و المرأة السوفيتية في الحرب الوطنية ، و الجزائرية في حرب التحرير ،جميلة بوحيرد ، و رفيقاتها و الفلسطنية المناضلة ليلي خالد ورفيقتها الفلسطنيات وهن كثر ، و اليوم صمود المرأة الفلسطنية في عملية ( طوفان القدس ) في غزة بمشاركتهن في النضال ضد الصهاينة و غيرهن ٠فكل التحية لنساء العالم في نضالهن من أجل مستقبل افضل يسوده السلام العالمي و لكبح مشعلي الحروب ٠