رسالة مفتوحة إلى السلطات في العراق لعدم حجب الانترنت خلال الامتحانات
INSM Network Iraq شبكة انسم – العراق
المناصرة من أجل مقاومة_حجب_الإنترنت خلال الانتخابات
#لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات:
كجزء من حملة لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات، قمنا بارسال رسالة مفتوحة إلى السلطات العراقية للمطالبة بوضع حد لحجب الانترنت في العراق أثناء الامتحانات، والتزامها بعدم حجب الانترنت! #KeepItOn
جانب دولة رئيس وزراء جمهورية العراق السيّد محمّد شياع السوداني
مكتب رئيس الوزراء
نسخة إلى: وزير التربية السيّد ابراهيم الجبوري
وزيرة الاتّصالات السيّدة هيام الياسري
الموضوع: قطع الإنترنت خلال الامتحانات المدرسية الوطنية في العراق
دولة رئيس مجلس الوزراء السيّد محمّد شياع السوداني الموقّر،
تتوجّهُ إليكم منظّمة “سمكس”، ومنظّمة “أكساس ناو”، و”جمعية الإنترنت”، ومنظّمات المجتمع المدني الموقّعة أدناه وأعضاء تحالف #KeepItOn – وهي شبكة عالمية تضمّ أكثر من 300 منظّمة من 105 دول تعمل على مكافحة ظاهرة قطع الإنترنت – وتناشدكم وجميع السلطات المعنيّة في العراق بالالتزام بعدم حجب الإنترنت خلال الامتحانات الوطنية المرتقبة بين شهري أيّار/مايو وحزيران/يونيو المقبلين.
العراق هو واحد من الدول القليلة في العالم التي لجأت أكثر من مرّة إلى قطع الإنترنت لمنع الغشّ وتسريب أسئلة الامتحانات. وتنتهك هذه الإجراءات القانون الدولي، إذ كما أشارت المفوّضية السامية لحقوق الإنسان، وكذلك العديد من قرارات الأمم المتّحدة، يؤدّي قطع الإنترنت إلى “عواقب غير مقبولة تمسّ بحقوق الإنسان ولا ينبغي فرضها أبداً“. وسبق أن ناشدنا حكومة العراق لوقف هذه الممارسة التعسّفية، واليوم نكرّر نداءنا قُبيل إجراء الامتحانات هذا العام.
وكنّا قد رحّبنا في العام الماضي بالقرار المبدئي الذي اتّخذته وزارة الاتّصالات بإلغاء إجراءات قطع الإنترنت المتعلّقة بالامتحانات للمرّة الأولى منذ عام 2015. ولكن، من المؤسف أنَّنا شهدنا تراجعاً عن هذا القرار في وقتٍ لاحق حيث فُرض حجب الإنترنت في مناسبات متعدّدة في حزيران/يونيو وتمّوز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2023.
قبل إجراء الامتحانات المهمّة هذا العام، نودّ تذكيركم بأنّ الأدلّة التي تُثبت فعّالية إجراءات قطع الإنترنت في منع الغشّ في الامتحانات قليلةٌ لا بل معدومة. تُجري معظم بلدان العالم امتحاناتها الوطنية من دون اللجوء إلى هذا الإجراء التعسّفي. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة عدّة حالات من تسريب أسئلة الامتحانات الوطنية في العراق، حتّى في ظلّ إجراءات حجب الإنترنت – وهو دليلٌ على أنّها غير فعّالة في الحفاظ على نزاهة عملية الامتحانات الوطنية، ما يثبت الحاجة لإيجاد حلولٍ أخرى.
من ناحية أخرى، توجد العديد من الأدلّة التي تؤكّد الآثار السلبية الناجمة عن قطع الإنترنت على الأفراد والمؤسّسات في العراق. فبالإضافة إلى حرمان الملايين من حقوقهم الأساسية، يؤدّي قطع الإنترنت إلى تقليل النشاط التجاري وعرقلة النموّ الاقتصادي. على سبيل المثال، بين تمّوز/يوليو 2015 وحزيران/يونيو 2016، شهدَ العراق خسائر تجاوزت 200 مليون دولار أميركي في النموّ الاقتصادي جرّاء قطع الإنترنت. وحتّى إجراءات قطع الإنترنت التي تُفرض لفترة وجيزة أثناء الامتحانات قد تكون لها عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد على الاقتصاد العراقي ككلّ، ما قد يضرّ بشكل كبير بمصالح سكّان البلد. وإذا كانَ قطع الإنترنت ليومٍ واحدٍ يكلّف الاقتصاد العراقي خسارةً قدرها 1.4 مليون دولار أمريكي وأخرى تُناهز 120,000 دولار أميركي في الاستثمار الأجنبي المباشر، فهو يزعزع أيضاً ثقة الشركات الدولية في البنية التحتية للاتّصالات في العراق.
أصبحت هذه الآثار السلبية أكثر وضوحاً في ظلّ ما يشهده العراق مؤخّراً من تحوّلٍ رقمي لتحقيق النموّ الاقتصادي. إنَّ الجهود التي تبذلونها لتعزيز التحوّل الرقمي في العراق تمثّل خطوةً مهمّة نحو تحديث الخدمات الحكومية من خلال تحويلها إلى خدمات إلكترونية. ولكنّ قطع الإنترنت يشكّل تهديداً جدّياً لهذه المبادرات. وقد شارك العديد من الناس عبر وسائل التواصل تجاربهم الشخصية حول تأثير هذه التدابير عليهم شخصياً وكيفية تأثير ذلك على الأعمال التجارية والشركات الناشئة وخدمات النقل والمصارف وخدمات التوصيل والأفراد الذين يعتمدون على الوصول من دون عوائق إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت من أجل عملهم اليومي. ولكي يتمكّن العراق من تعزيز الكفاءة الحكومية والاستقرار الاقتصادي بصورة كاملة عن طريق الرقمنة، يجب أن تتحمّل السلطات مسؤولياتها وأن تمتنع عن قطع الإنترنت لأنّه ينال من جهود الرقمنة التي تعمل الحكومة على النهوض بها.
في تقريرٍ نُشر مؤخّراً حول إجراءات قطع الإنترنت، سلَّطَ مجلس حقوق الإنسان الضوء على الاتّجاهات والأسباب والتداعيات القانونية والتأثيرات على حقوق الإنسان المختلفة، داعياً السلطات إلى عدم اللجوء إلى قطع الإنترنت. وشدّدت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان على أنَّ “حجب الإنترنت يتسبّب في أضرار لا تُحصى، سواء من الناحية المادّية أو في ما يتعلّق بحقوق الإنسان“، في حين أنَّ “التكاليف التي تتكبّدها الوظائف والتعليم والصحّة والمشاركة السياسية دائماً ما تتجاوز أيّ فائدة مرجوة من حجب الإنترنت.”
نظراً لـتاريخ العراق في اللجوء إلى قطع الإنترنت خلال فترات مهمة أخرى، بما في ذلك الاحتجاجات، ندعوكم بصورة عاجلة إلى الالتزام بعدم قطع الإنترنت في جميع الأوقات ووضع حدّ لهذه الممارسة غير الفعّالة، وتحديداً أثناء الامتحانات. إنَّنا نناشدكم لضمان حصول الشعب العراقي على اتصّالٍ آمنٍ ومفتوح وغير مُقيَّد بالإنترنت خلال فترة الامتحانات القادمة.
ونحن مستعدّون لمناقشة هذه المسألة بمزيدٍ من التفصيل معكم ومع مكتبكم، أو الردّ على الأسئلة والاستفسارات، أو تقديم الدعم للانتقال من إجراءات قطع الإنترنت إلى بدائل أكثر احتراماً لحقوق الإنسان. يُرجى أخذ العلم بأنَّنا سننشر هذه الرسالة وأيّ ردود قد نتلقّاها من حكومتكم.
نناشدكم مجدّداً لمراعاة التزامات العراق بتعزيز حقوق الإنسان، والامتناع عن تنفيذ إجراءات قطع الإنترنت أثناء الامتحانات، والالتزام بـ #لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات.