الرسم في زمن الكورونا
لقاءات الصحيفة مع الفنان التشكيلي المبدع والمتميّز في رسوم الكاريكاتير..
منصور البكري
الرسم في زمن الكورونا, اليوم 16 آذار مارس تمر الذكرى السنوية الأولى لزهرة العراق رحيل الفنان التشكيلي العراقي الكبير صلاح جياد حيث رحل العام الماضي يوم 16 آذار 2020, صلاح ملاك بكل معنى الكلمة طاقة فنية فريدة وخلق مثالي, هذه الاعمال هي أربعة بورتريهات لصلاح جياد في مراحل زمنية متفاوتة, الثلاثة الأولى منها رسمتها هذه السنة 2021 لهذه المناسبة أما الرابعة فرسمتها عام 2015, فقدان صلاح خسارة فادة لاتعوّض للعراق كله وللفن التشكيلي العراقي على وجه الخصوص, تجمعني بصلاح ذكريات جميلة وخاصة زمن السبعينات حينما كنا نرسم في مجلتي والمزمار كان يدهش الجميع بسرعة رسمه ونقاء ألوانه وتخطيطه, له بصمة لايمكن تعويضها, في رأيي كان حتى أقوى تكنيكياً من أساتذته باستثناء فائق حسن, كنت اقف مطولا خلفه دون أن ينتبه في مبنى مجلتي متكئاً على الجدار أراقب حركة فرشاته وهو يرسم سيناريوهات لمجلتي وخاصة التأريخية, المحاربين والخيول وكل شيء من وحي خياله الخصب فكان لايحتاج الى وسائل ايضاح وصور لأنه كان يخطط طيلة حياته مع نصفه الآخر الجميل فيصل لعيبي في المقاهي واسطبلات الخيول وكانت صحبتهم الأخويه والفنية والروحية منذ الصغر وبقيا مخلصين لهذا العهد الجميل منذ الطفولة حتى رحيل صلاح ملاك العراق ليكمل الطريق فناننا الكبير فيصل لعيبي (أتمنى له الصحة والابداع المتواصل وطوووووول العمر) تعلمت من صلاح كثيراً من تكنيك المائية التي كانت عجينة بيده يصنع بها مايشاء ليخلق لنا عوالم خاصة به وفرشاته لاتقبل النقاش فهو واثق من خطوطه وضربات فرشاته وكنا نطلق على اسلوب صلاح مصطلح (ضربات صلاح) التي لايمكن تقليدها, رحل جسد صلاح وبقيت روحه وأعماله الفنية تعيش معنا وخالدة الى الأبد وستكون أعماله مدرسة لكل الأجيال الجديدة, هذه شهادتي عن صلاح كل شيء فيه جميل أخلاقة فنه هدوئه ثقافته صوته الجميل بصحبة كأس أماسي السمر والطرب, كان له صوتاً جميلاً جداً حينما يغني لعبد الوهاب, كنا عائلياً نلتقي في بيته أو بيت الراحل عدنان حسين وخاصة حفلات رأس السنة … حينما أفكر في صلاح تنتابني الرهبة حيث كل مارسم عالق في ذهني, فقط شيء واحد وأقولها بصراحة عمله في ساحة المومارت هذا العمل الاضطراري الذي اضطر على مزاولته طيلة اقامته في باريس أعتقد أتعبه كثيراً وكان سبب آلامه وحزنه الدائم والذي وصفها في آخر لقاء معه في برنامج مقهى الفيحاء بالتركة ويعني فيها العذاب الذي حملناه معنا في هجرتنا من جراء سطوة النظام الدكتاتوري البائد الذي ولّى دون رجعة, أنشر هذا اللقاء في آخر سطور هذا المنشور وأتسائل لو كرّس صلاح جياد كل وقته للفن التشكيلي طيلة اقامته في باريس فماذا سنرى؟؟؟ طبعاً هو رسم عدة لوحات تجريدية تعبيرية هائلة في باريس (لوحات زيتية كبيرة الحجم) ولكنها قليلة مقارنة بانتاجه الهائل حينما كان في العراق … أهدي هذه الأعمال الى أخي حبيب القلب فيصل لعيبي نصف صلاح الثاني … تحياتي لكم أحبتي الأصدقاء أينما تقيمون مع الف تحية وسلام … أخوكم منصور البكري / برلين