الرسم في زمن الكورونا
لقاءات الصحيفة مع الفنان التشكيلي المبدع والمتميّز في رسوم الكاريكاتير..
منصور البكري
اللعنة على هذا الوباء الذي سرق منا أعز الناس واطيبهم, رحل الفنان بسام فرج (1943 ـ2021) رائد الكاريكاتير العراقي الحديث بسرعة, كنت اتصل به دائما ونتحدث ساعات دون ملل أو كلل, انها خسارة كبيرة للعراق وللفن العراقي، الرحمة والسلام الابدي لحبيبي بسام فرج كنت اتصل به الأيام الأخيرة لأطمأن على صحته ولكنه لايجاوب، نم قرير العين يا اطيب الطيبين … كورونا تحصد مؤسسي ثقافة الأطفال … (الف اللعنة على هذا الوباء ولا أهلا ولامرحبا) كانت هذه آخر جملة استلمتها من بسام في يوم 9 آذار … بسام في أرواحنا وقلوبنا فليرحل الجسد كلنا سنرحل يوما!!! لكن الأعمال الفنية والنضال والمواقف الإنسانية الصحيحة والفكر السياسي النير كلها ستبقى، الفنان تاريخ في وجوده في الدنيا وعدم وجوده فهو حدث مؤثر سيبقى لأجيال كثيرة لاحقة والجيد أن بسام واكب الانترنت وأعماله تملأ شبكة الإنترنت فهو موجود بيننا كل يوم … رسومه الساخرة في مجلتي بشخصية جحا وحماره وأجواء بغداد القديمة كانت بلسماً جميلاً لكل أطفال العراق ولنا جميعاً، كنت أقف جنبه مازحاً حينما كان يرسم جحا ونضحك في كل تفصيلة ومقلب, كذلك أعماله الكاريكاتيرية اللاذعة والناقدة الهائلة في مجلة ألف باء كانت أول مايتصفحها المواطن العراقي قبل أن يقرأ محتويات المجلة حيث يمطرنا بسام بمجموعة كاريكاتيرات ضاحكة في صفحتين كل أسبوع وكان يرسم نفسه بانف طويل ويضع توقيعه الذي كان مثل الماركة المسجلة وبقي يستعمل هذا التوقيع في جريدة المدى حتى رحيله … هذه اللوحة مهداة الى روح بسام المرحة الجميلة وأهداء لكم جميعا أصدقائي محبي ومتابعي رسومه في زمن مجلتي والمزمار ومجلة الف باء في السبعينات … كم كنا نمزح ونضحك عبر الماسنجر ونبني مشاريع مستقبلية سويةً حيث حققنا قسماً منها بمعارض ومحاضرات مشتركة, كم كان يكتب مادحاً ومعجباً بكل بورتريه أرسمه منذ تواصلنا في الفيس بوك قبل أكثر من 10 سنوات الى فترة قصيرة من الآن وكنت أقول له (سأرسمك يابسام بلوحة كبيرة تليق بمقامك حينما يسعفني الوقت ويأتي المزاج الكاريكاتيري لأنك بسام رائدنا وكان دوماً يقول لي على راحتك منو راكض ورانه؟) فعذراً أيها الحبيب الوفي لأنني رسمتك للأسف بعد رحيلك … لنتذكر دوماً معلمنا ورائدنا في مهنة الكاريكاتير العراقي الحبيب الغائب الحاضر دوماً بسام فرج … تحياتي لكم أحبتي والبقاء في حياتكم جميعاً متمنياً أن لايصيبكم مكروه … أخوكم منصور البكري / برلين / ألمانيا الاتحادية