شيء عن الفضائيات…..
علي الياسري
أنا من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة…
كل حدث وليد مؤامرة ..الانقلابات العسكرية
مؤامرة بين مجموعة طامحين طامعين
الحب مؤامرة بين اثنين بعيدا عن اعين الاهل
واعداد الخطط والاجوبة عن الأسئلة التي قد تطرح
إذا انكشف الامر..التجارة مؤامرة قائمة على الاحتكار
والتواطؤ على التلاعب بالأسعار للحصول على المزيد
من المكاسب….الأنتخابات مؤامرة في التكتلات واجتماع
المتناقضين واعداد الخطط لتسقيط الاخر والضحك على
الاخرين بوعود كاذبة وهكذا.
والفضائيات التي تتناسل من غير
انقطاع وسيلة من وسائل تنفيذ الكثير
من المؤامرات بعلم او بغير علم
وأحسب أن اخطر هذه المؤامرات
هي المؤامرة الكبرى على وجود الأمة
فبعد ان فرقوها سياسيا شيعا واحزابا
وبعد ان شجعوا التقوقع القطري
جاء دور اهم مقومات وجود الامة العربية
واعني به اللغة العربية الكريمة .
فالمتآمرون أخذوا ينهشون جسدها قطعة قطعة
فسياسيوها المغفلون مشغولون بصراعهم على المنافع
غير ابهين بسياسة التجهيل ونشر الامية والتراجع المخيف
بقيم التعليم وعدم الاهتمام بمستلزماته .
اما الفضائيات فتتولى الدور الأكبر في تنفيذ المؤامرة بالشراكة
او نتيجة الشعور بالدونية او التقليد الاعمى اوالغفلة .
أسماء جميع الفضائيات الا ما ندر مكتوبة بالانكليزية
صراحة او بحروف انكليرية مختصرة حتى فضائيات فلسطين
التي مازالت تبحث عن هويتها ….. أسماء البرامج بالانكليزية
الأسماء العربية تكتب بالانكليزية ..الاخبار أصبحت نيوز ..وهم الثقافة
عند الذين يفتقرون اليها ..العرض اصبح شو..عرب ايدول بدلا من محبوب
العرب او العراق …lbc…art…nbn وهكذا .ثم يأتي دور المتحذلقين
من الذين يستغفلون انفسهم فيتصورون ان تضمين كلامهم الفارغ بعض المفردات
الإنكليزية سيوهم الاخرين انهم يفهمون …فتاة تغني ما زال صوتها صوت طفلة
لولا الصدى الذي يحوله الى صوت فتاة صغيرة صارت حكما يقيم الأصوات
ويتحدث عن أساليب الغناء ومستويات الابداع وقلنا لاباس …ولكنها أيضا ادلت بدلوها
وكانها خريجة في كمبردج ..فهي تبدي اعجابها بالمغني وهي تصرخ واو …ومن مقولاتها
( آني مسجلة عندي بالنوت قبل اللايف )أي الملاحظات قبل الغناء المباشر او الحي …ما هذه الحذلقة
….. يا قوم لا تجرفنّكم الموجة..احترموا لغتكم هل رايتم أوروبيا كتب بحرف عربي .
قال لورنس في مذكراته : لقد فقد العرب تاريخهم وجغرافيتهم ولكنهم تمسكوا بلغتهم
واتخذوا منها شكلا من اشكال الوطن .