كوني
محمد عادل الرسلان
أحببْتُ بها نفسي فأنا
بالوحدة أدفن أحضاني
وغرقتُ ببحرٍ تهتُ به
وأضعتُ بذالك شطآني
بحرٌ بغموضٍ يأسرني
جدَّفْتُ بوردة نيسانِ
فأتى أيلول ووردتهُ
زُرِعَتْ بنهاية بستاني
قد كان به من بادئةٍ
فأتى ببداية هجراني
والوحدةُ تأسفُ عن عجَبٍ
ما كانت تفهمُ أحزاني
بأنِ الأشواقَ لتقْتُلُني
وتهيِّجُ دمْع الحرمانِ
جفَّت نيرانٌ ما اشتَعلَتْ
من ماء الحبِّ الظمآنِ
والوردة تُذْبلُ أَشهُرَها
إذ تَقربُ يوماً وجداني
مالي بالحبُّ أعاهدها ؟!
وأخون الوعد بكتماني
إن يذهبْ وعدٌ يا قمَري
فدعينا نلجأ للثاني
يا عِشقي عيشي في أمَلي
كوني في كلِّ الأزمانِ
في عقلي كوني ذاكِرةً
كوني كالإثم على الجاني
إن أنت بقلبي باقيةٌ
فأعيدي عقل السكرانِ
قد يدمنُ عيناً مدمعةً
هبطت من ثقل الأوزانِ
أو كان ليعشقَ مدفئةً
ويزيدك بعض الأغصانِ
ويقول بأنَّ القصْد بذا
حضنٌ من حزن الأبدانِ
يا حرفاً يصنعُ قافيتي
ويعظِّم شعري بالشانِ
ما أملكُ إلا أسئلةً
هل يصنعُ عشقٌ إنساني؟!
وتفوق العين بنظرتها
حكماً عن كلِّ الأديانِ
أو تعقد يوماً هدنتها
كي تهدئَ حرب الأوطانِ
أو ترفع سيفاً ثمَّ لها
يستسلمُ كلُّ الفرسانِ
تحتلُّ بحبٍّ مِحرقتي
أو تحكمُ حقّاً ميداني!
حتَّى ما تنهي أسئلتي
وأعيرَك بعضَ التيجانِ
فابني في قلبي مملكةً
واعلي عن عرش النسيانِ
زيدي أدغالي من نبَتٍ
كي تكره هجراً غزلاني
يا روحي حُيِّرنا بغدٍ
عيشي في لذِّ الإيمانِ
إن تدري لا يرقى أمَلٌ
فلنبقَ بغلِّ الإمكانِ
بأنِ الأيَّام ستزهرُنا
وتزيدَ ببعضِ الألوانِ
أو تحرق كلَّ مرادفةٍ
مع عشقٍ يألفُ نيراني
أو تحرقنا أو ترسِلَنا
فوراً لله الرحمنِ
وسأشكوه الآلام ولا
أشكوهُ لشوقٍ آذاني
من ثمَّ سأدعو رحمتهُ
من أجل غرامٍ أحياني