قصائد من بعيد
أ. د. إشبيليا الجبوري
لتشرين
إلى شهداء وجرحى ومغيبين تشرين الأبطال
I –
“مرثية ضوء القمر”
القمر متأخر هذا المساء
شهداء تشرين هشاشتي.
إليكم يا هشاشتي المدمرة
إليكم يا هشاشتي المنهارة
تشرين قادم.. أنت في السماء
رصدت صمتك دون أن تقول كلمة.
أنت شهيد الحرية ولكني أغني
أنت دجلة وأنا أطير.
أعلم أني مسعفة في الطبابة –
أعلم أني جيدًا أن الحرية حلوة
في عينيك الأبدية٬ ليس شيئا آخر.
ولكن أنت طائر، لا تقلق أو تنهار٬ تقدم
إذا كان الضباع يحتمون في القانون لأنه جائر
والذي يحكمنا خفيفًا.
أنت عاريا في الحرية٬ ستستلقي شهما٬ على أرض الميدان٬
أو على جسر الجمهورية.
السماء٬ والطيور النهرية٬ و أجنحة سعف النخيل المتسعة٬
الصيحات التشرينية أصداف نهرية تصدح وترن٬
في خيمتي الطبية اللفاف واليود٬ وعواصف الحرية٬
السماء غير المؤكدة والغناء.
نسمع صفارات الإنذار والقنابل الدخانية التي سئمنا من ألحانها٬
لن يعوض لنا دمائكم من العقاقير الطبية
لكن٬ حيث أنت في “التوكتوك”٬ كنت تتجول في الميدان بمشية ثابتة
أن المسافات النهرية٬ والجروح العميقة٬ تغرسنا٬ دون خلل.
تحت “نصب الحرية”٬ وجهك المغلق بالدماء والمتجه نحو دجلة
يبقى ليل المقاهي الهادىء مستيقظا.
نعم أنت عاريا في الحرية٬ مستلقيا على أرض الميدان
سوف يديم دمك على الشوارع٬
وتشتت كحجر ضفائري
وتنبت مسامير شرائط ضفيرتي بين أرصفة الميدان
مع دمك اللبلاب هناك.
يذهب الليل والشحوب
و سيستمر دجلة في دمك الحمامة٬ أبدا.
II
“ضوء في ميدان التحرير”
القمر متأخر في المساء –
تشرين قادم لن يستسلم للنوم
يحضر الآفاق.
الأشجار واقفة في الميدان
تأفق بالأحلام
تلم بهم الدفع إلى قوة الخاصرة
الشفق اصطبغ بلون أحمر
ما يمتد من الرصيف إلى الرصيف
دم مستقيم يوازي سطح الأرض الموازية.
أنا أعددت الخيمة الطبية مجددا
ولفائف تؤدي مجموعة واسعة مع المعقمات الطبية.
و خط دائري نرى فيه المشاهد السماء ملتقية الدم من الأرض
وإن يبدو متعرجا٬ مكونا دائرة ميدان من القمر
مهيب من الصوت٬ أو رزين من الصراخ
فصاحة “التوكتوك”: فهو آفيق للصهيل
خصب الحرية.. هلال في سماء ميدان النحرير
الميدان مظلم
الليل يرافقني وحدته
هل يكون مختل كلمات
أو مخطئا في الميادين؟
هل كان مغنيا يوماً؟
تتفتح الزهور البرية
في الأراضي الموحشة
تتفتح الزهور البرية
على قبور الشهداء.
لا تقف عند نافذة المقهى٬ وتنقر بأصابعك
لم أحضر٬ أنا شاردة الشوارع.
أجوب الشوارع التي لم تعبد بعد.
أتلمس الشاي اللامع في المقاهي الجوالة.
أنزل ماء النهر المخضوضر الصافي
أنتشر أرش الماء على أزهار نضجت.
أمشي المساءات الماطرة اللطيفة.
ألف المقاهي التي تتدفأ.
الرياح التي تلامس النوافذ على البحر.
أتدفأ الشمس على حقول القمح التي نضجت.
أمشي الكد صمتا.
عندما تأتي المقهى في صمت المساء
المطر السريع للإرتقاء
يلاحق طيور رصيف الميناء
يسرع اندفاع رحلة صمت دائري.
أتأمل المساءات الناعمة
أتواصل بقارب صغير
تحت النجوم اللامعة في النهر ليلا.
لأقف عند قبور الشهداء٬ بصمت
مع باقة أزهار حمراء وبنفسج٬
أما أنت لست موجودا٬ أنت مع النجوم اللامعة
مع النهر الذي يلتمع في الليل.
لا تقف عند نافذة المقهى٬ وتنقر بأصابعك
لم أحضر٬ أنا شاردة الشوارع.
في الأراضي الموحشة
تتفتح الزهور البرية
على قبور الشهداء.
البصرة العتيقة*
محتوى الرسالة:
– 0 –
أرض السواد عطرة -، البصرة العتيقة -، نبض.!
الفصل الاول؛
-1 –
الموقد حجري -، مخمل الرماد، يتحرك.!
-2-
تنحسر الأزقة -، أصوات الوفيات، تتدفق.!
– 3 –
دورة سكون المشقة -، لحن الناي، حزين.!
– 4 –
مازال المطر يهطل -، نخيل البصرة، سؤال.!
الفصل الثاني؛
– 5 –
خيط سمك -، الطائرة الورقية، بدون طيار.!
– 6 –
احاطة دانتيل -، لباس إبريق الشاي، فضة.!
– 7 –
رج أقراط اللازورد -، إبريق الشاي، فخاري.!
-8 –
المقاهي دافئة -، بخور الاصمعيات، معتق.!
– 9 –
أكتمل القمر -، مقاهي أرصفة الشط، باردة.!
الفصل الثالث؛
– 10 –
أوراق صفصاف، النسيم المعطر -، على ضفاف الشط.!، أرض السواد عطرة -، البصرة العتيقة -، نبض.!
ابي الخصيب آفاق*
– 0 –
حيث يكمن “ابي الخصيب” -، ضوء الفجر البارد، يأن.!
الفصل الاول؛
-1 –
الهواء البارد يدبغ -، صوت الديك، يضيء الفجر.!
-2-
زهرة نعناع ساطعة -، طين ابو الخصيب، رحلة.!
– 3 –
يتتابع النهر دبغه -، روح الحليب القروي، خلود.!
– 4 –
شاي القرية حميم -، هذا صرير، ضوء الفجر.!
الفصل الثاني؛
– 5 –
رائحة خبز حار، ضوء الفجر يظهر، من باب المطبخ.!
– 6 –
تاريخ الطين -، ضفيرة “سعدية”، طويلة القامة.!
– 7 –
صرير البساتين -، “ابو الخصيب”، يصلب مطر.!
-8 –
الخس يلمع -، ماء الساقية صافي، الإوزة جنوبية.!
– 9 –
ضوء التنور يئن -، نيران “سعدية” تحدق، بالأحمر.!
الفصل الثالث؛
– 10 –
وحشة السياب مرة -، “سعدي يوسف”، يقرع.!، حيث يكمن “ابي الخصيب” -، ضوء الفجر البارد، يأن.!
إنتهت.
ابي الخصيب/ مدينة البصرة / جنوب العراق
October 09 2023
———————————————————————
* 10 قصص قصيرة ذكية – متوالية سردية مؤتمتة في ثلاثة فصول.
(-) ابي الخصيب؛ قضاء تابع لمدينة البصرة، يقع في أقصى جنوب العراق.
الحزن جنوبي*
– 0 –
الحزن جنوبي -، العظام الرقيقة، محفورة.!
الفصل الاول؛
-1 –
دم “ريهام يعقوب”، الشاهد، يومي.!
-2-
اعين متورمة -، ضوء القمر، رطب.!
– 3 –
مقاهي -، الأوهام، لا تعد ولاتحصى.!
– 4 –
حصيرة -، سلال التمور، على الكنبة.!
الفصل الثاني؛
– 5 –
الروح مغطاة -، الغناء يطمس السطح.!
– 6 –
الصهيل البري -، الأحلام تقشر، بطاطا.!
– 7 –
أغنية تشرينية -، احلى المطر، العناق.!
-8 –
طاحونة مقهى -، الكعب، من ناب قديم.!
– 9 –
الضباع الضالة -، وهم النافذة، زجاجية.!
الفصل الثالث؛
– 10 –
استمع النهر، الموسيقى -، في حالة انهيار.!، الحزن جنوبي -، العظام الرقيقة، محفورة.!
إنتهت.
مدينة البصرة / جنوب العراق
صمت الجنوب مرتفع*
– 0 –
الحسن البصري أخضر -، صمت الشاي المر، مرتفع.!
الفصل الاول؛
-1 –
ليل جنوبي -، لون البصرة، أرجواني.!
-2-
إكليل -، كحل نخيل البصرة ، أخضر .!
– 3 –
نبض شجي -، خبز التنور، بصري.!
– 4 –
تقوير الليل -، سعف النخل، متعب.!
الفصل الثاني؛
– 5 –
القمر ينزل القارب -، الموج يتدلع، في شط العرب.!
– 6 –
نخيل البصرة ليلي -، القمر -، “من السما”.!
– 7 –
صوت الغناء ينطلق -، اعطي يدي، للسماء.!
-8 –
ضم اعترافه -، الحزن يتظاهر، بعدم المبالاة.!
– 9 –
يتألق صمته -، الضوء الأصفر، من المصابيح.!
الفصل الثالث؛
– 10 –
المغني -، تنهيدة العيون، على “جسر التنومة”.!، الحسن البصري أخضر -، صمت الشاي المر، مرتفع.!
إنتهت.
مدينة البصرة / جنوب العراق