إلى ذوي التعليم وذواتِه كافَّة في ذكرى يوم المعلّم والمعلّمة.
عبدالإله الياسريّ
معـاناة معلِّـــم
ياســـائـلي عن مِهنـــةِ الأُســتــــــاذِ
لارُزءَ في أَرضِ العــــــــــراقِ كهــذي
**
لـم تُبـقِ غيـرَ حُشَـاشـــةٍ من مهجتي
أَلمـاً,ومِـن كبــدي سِـــوَى أَفــــــلاذِ
**
غَرِقــاً أَصيـــحُ.ومَـن يُغيـث مُعلِّمــاً
ــ لامــالَ عنــده ــ طالـبَ الإنقـــاذِ؟.
**
صَفِـرتْ يـَـداه.فيا لـذلِّ طموحِـــــه!
مــاكــانَ أَقــربَـــه إِلَى الشــــحَّــاذِ!
**
ســحقتْ أَمانيَـــه وحــوشُ همومِـه
لــم يَبـقَ ممَّــا وَدَّ غيــــرُ جُــــــذاذِ
**
كـالفــــأَرِ مـأَســـــوراً بقبضةِ قطَّـةٍ
مـــامِـن مَفــــرٍّ عنــــده ومَـــــلاذِ
**
حتّى الطيـــور تَعوذُ من خطرِ الردَى
بعشـوشِـهــا,ويَبيـتُ غيــرَ مُعــــاذِ
**
ماقيمـةُ العِلْـــمِ المُهـــانِ جَنـاحُـه
بمَخـالــبٍ للجهــــلِ مـن فـــــولاذِ
**
وسـلاســلٍ قالـتْ لهــا أَحقــادُهــا:
ضُرِّي المُعلِّـــمَ مـااســتطعتِ وآذِي
**
للأَثريـــــاءِ من الرغـــادةِ وابــــــلٌ
ولـــــه مـن الأَحـــــلام بعـضُ رَذاذ
**
في الـرتبـــة السفلَـى.وأَعلَـى رتبــةٍ
للتـــــافهيــــنَ الحُمـقِ والشُـــذَّاذِ
**
للحـاكميــــنَ القاتليـــنَ الأَبــريـــا
ءَ الشــاربيــنَ دمــاءَهــمْ بِلَـــــذاذِ
**
والعارضيـنَ من الوعـــودِ أَحبَّـهـــا
لمُغَـفَّـــلٍ قـــــولاً بـــــلا إِنــفـــاذِ
**
والهــازئيـــنَ غبـــاوةً بمـواهــــبٍ
وبـعبـقــــريَّــــــةِ رادةٍ أَفــــــــذاذِ
**
مُستحوِذونَ على العقـــولِ لحَرفِهـا
ومُفـاخــرونَ بأَبشــع اســـــتحــواذِ
**
مجدُ المُعلِّــمِ باليـــراعِ ومجدُهــمْ
بســـيــاطِ جَــــلّادٍ,وصونِ رِبــــــاذِ
**
مـــاعنــده بـــاقٍ لأجيــــــالٍ ومــا
عنـــدَ الطغــــاةِ فُقَـاعـــةٌ لنَفــــاذِ
**
شَــتَّانَ بينَ ربيـــــــعِ حــرفٍ مُورقٍ
حُبَّـاً,وجَــدبِ عـــــداوةٍ ونِــبـــــاذِ
**
تبّـاً لأَرضِ جهـالــــةٍ لم تحتــــــرمْ
في ليـلها الـداجي سـنَى الأُسـتــــاذِ
**
لـكـنَّــــه رغــــمَ الـدجَى مُتشـبِّـثٌ
بســراجِـــــه وبنــــورِه الأَخَّـــــــاذِ
**
ومُـبشِّــرٌ بطلــــوعِ نَشءٍ في غــــدٍ
وبعصمةٍ بشعــاعِهـــــمْ وعِيــــــاذ
**
أَكـرمْ بـه من مُرسَــلٍ ــ لـم يَستهنْ
بأَمـانــــــةٍ في عنقِـــــه ــ نَـفّــــاذِ
**
كـ (مُحمَّدٍ) قد قالَ سـاجنُه:اعتَرِفْ
فأَجـابَـــه:مـاشـــئتَ قُــلْ إِلَّا ذِي(١)
**
لا بـــدَّ من عقـــلٍ جرئٍ ســـاحــقٍ
دَغَـلَ الخنــــوعِ بمنجــلٍ جَـــــذَّاذِ
خريف سنة 1978م
العـــــراق.النجف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)محمد:هوالزميل الأستاذ محمد تركي المعمار الذي سُجنَ بتهمة العمل السياسي ضد الحكومة،وعُذِّب ليعترف بأصحابه الذين كانوا يعملون معه،فصانهم متحدياً الموت،ولم يعترف.