المسرح السومري: حقيقة وليست وهماً أو ادعاءً
د. تيسير الآلوسي
” المسرح السومري: حقيقة باتت تتأكد يوما بعد آخر وليست وهماً أو ادعاءً، فماذا يرى جديد البحث العلمي الرصين بالخصوص؟“
ميدان البحوث العلمية مفتوح الأبواب على مصاريعها لكنه طبعا مع انفتاحه الأوسع محكوم بشروط الموضوعية والنهج العلمي المؤمل في تناوله ومعالجته مادته.. من هنا سيكون مرحب تماما بكل الرؤى فيما تتناول حيثما كان المهمة منفتحة على استهداف الحقيقة وليس أي أمر آخر.. وفي ميدان المسرح السومري مازلنا نتفحص ما بين أيدينا من نصوص وصلتنا ومن مؤشرات لمبنى للمسرح المنسوب إلى سومر مهد التراث الإنساني وتلكم قضية إشكالية تبقى بحاجة لمزيد من رصد وبحث علمي شغوف بكل اكتشاف جديد ما لا يمكننا هنا حاليا أن نتفق مع من ينفي أو يؤكد بالمطلق حقيقة مازالت بحاجة للدرس والمعالجة.. وهذه ومضة تتطلع لفتح حوار موضوعي هادئ بالخصوص
عندما يشير باحثون علميون إلى معالجات متبحرة ترى في بعض المنجزات السومرية بأنها تجربة درامية فإنما تنطلق من أبعاد تخص ولادة دولة المدينة هنا حيث مهد التراث الإنساني بوصف تلك الولادة أساس التحول من شكل تعبيري إلى آخر؛ بجانب عناصر درامية وطريقة أداء مقترنة بوجود الجمهور؛ كما أنه لم يعد خافٍ على مطلع وجود مبنى المسرح السومري وتفاصيله المعمارية ومسمّاه.. فهل بعد ذلك ما يبيح التوجه للنفي المتعجل بدل التعمق بدراسة المتاح المكتشف حتى يومنا!؟
أقول ومن دون تعجل أيضا لإثبات أو نفي:
نحن بحاجة لتفعيل الدراسات المتخصصة تلك التي جرى إهمالها طويلا على جميع الصُعُد التي أرادت البحث في السومريات ولعلنا مع الأيام يمكن أن نقرر ما نصل إليه جمعيا لا فرديا وفي ضوء القرائن وليس الاندفاعات لا مع ولا ضد..
كل التقدير لجميع الرؤى بكل اتجاهاتها (الموضوعية) منها، في تأنيها وتبحرها وتعمقها.. وما نحتاجه عندما نلتفت إلى ذياك التاريخ العريق ليس الانحناء بقصد التقديس الأعمى للماضوي ولكن الاستفادة منه في ضوء معطياته التي ربما تؤثر على اتجاهات إبداعاتنا المعاصرة وقراءاتها..
المسرح السومري
ولهذا نحن بصدد أجناس للنوع الدرامي جسدت منطق كل مرحلة تاريخية ودرجة خصوصيتها في التعبير عن تسلسل مرحلة أو أخرى في المسيرة البشرية..
ومن هنا أؤكد على ضرورة ألا نقع بخطيئة تطبيق قوانين جنس درامي أو آخر أو حتى قوانين النوع الدرامي مقيدة جامدة بل علينا الانفتاح لقراءة النصوص بوصفها ما وصلنا من مواد درامية وغير درامية
فهلا تمعَّنا هنيهة بعيدا عن الأحكام المسبقة و\أو المستعجلة خدمة لهذي القراءة أو تلك؟؟؟ مع كل التقدير لكل القراءات حيثما التزمت العقلانية وعلميتها في النهج والتناول..
أضع هذي الومضة دعوة لجميع المتخصصين المعنيين كيما يساهموا في الجدل الدائر منذ زمن بعيد بهذا الشأن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* د. تيسير الآلوسي/ تخصص أدب مسرحي