يومُ مولدها
عدنان الظاهر
خُضّي سعفَ نخيلِ العينينِ ليُسقِطَ ضيّا
هذا صوتُ بشيرِ العيدِ
المولِدُ في عُمرِكِ تجديدُ
حُضنٌ يتدفّأُ بالسالفِ من ذكرى
فَطَمتكِ الأمُّ ولم تقطعْ حبْلاً سُريّا
في السُرةِ سرُّ الأسرارِ
مكّنتُ حِزامي فيها تمكينا
لا تحتفلي قبلي
دُنيانا مَركبةٌ تتفجّرُ من بُعدِ تفخيخا
صاعقها منها فيها
( عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ / المتنبي )
هزَّ البرقُ خريفَ العيدِ
غامتْ .. أمطرتِ الدُنيا واشتدَّ صفيرُ جناجيلِ الرعدِ
إصفّرَ الغابُ
أسقطَ جِلبابَ الأوراقِ الخُضرِ
أسقطها حُمرْاً صُفراً تتهاوى جرداءَ
ـ جاءَ الذِئبُ وغابتْ ليلى ـ
موعِدُنا عيدٌ ثانٍ
يتنفَسُهُ نورُ قناديلِ النيرانِ
نهرٌ يجري بالحُبِّ ونزعةِ طُغيانِ كؤوسِ السُكْرِ
كأسُ الماسِ الأصفرِ أنخابُ
لا تقربُ ليلى كأساً لا تهوى ماسا
إشراقةُ صوفيٍّ حلّتْ فيها
غامتْ دُنياها أو صَحّتْ
ليلةُ حفلِ الميلادِ
مطرٌ أوراقٌ تتساقطُ من عاليها
وصلتْ برقيّةُ مِسكِ خِتامِ عيونِ الأخبارِ
أنَّ الفصلَ خريفيُّ قيامةِ أنوارِ الفجرِ
أوراقٌ تتهاوى تتساقطُ ألوانا
” بِنتُ القُنصلِ ” وردتُها المُثلى
عيناها حقلُ ورودِ عِبادةِ قُرصِ الشمسِ
تتفتّحُ قنديلاً قنديلا
دمعاتُ زُجاجِ الشمعةِ في طورِ التشكيلِ
إنْ عَزَفتْ ليلى قامَ الحفلُ صعوداً ونزولاً تكبيرا
أو غَنّتْ كرّتْ أقداحُ أكاسيرِ التصعيدِ
ما سقطتْ لولاها أوراقُ
ما غنّى مدعوٌّ نَشوانا
ما زُرتُ مدائنَ ليلى أسعى زَحْفا …
كانَ الحفلُ هناكَ كثيرَ التَصخابِ
عَربدةٌ يقرَعُ فيها كأسٌ كأسا
الليلُ ذئابُ عيونِ شَرارتٍ من جمرِ
سيّدةُ البهجةِ في الحفلةِ أقوى كانتْ أعلى
النورُ يدورُ إذا ما قامتْ أو دارتْ
إكليلُ القُنصلِ وردتُها في سمتِ بروزِ الصَدْرِ
تحكي لَطخةَ نونِ النسوةِ في خديها
الثغرُ لِجامُ صهيلِ الأفراس
غَجَرٌ يردحُ من خلفِ ستورِ قلاعِ حديقتها
طبْلاتٍ ودُخْاناً وربابا
ليلى غنّتْ ( ليهْ خلّيتني أحبّكْ )
الحاكي غنّى
الدُنيا هَذيانُ طفوُحِ كؤوسِ الخمْرةِ صِرْفا.