مِغْزَلُ ……. (مَليكة)
عادل سعيد
حين يبدأُ مِغزلُها بالدوَران ..
تلتفُّ حولَه خيوطُ شَواربِ رجالٍ غَليظة
و خيوطُ قلوبِهم الضّعيفة
ـ يغضّون أبصارَهُم حياءً !ـ
و هي أمام عَتَبةِ دارِها في الزّقاق الضَيّق،
تُنادمُ جاراتِها المُسِنّات،
و لحظةَ تطلقُ ضِحْكتَها العابِثة
يتعثّرُ الرجالُ
بشواربِهِم الغليظة و … قلوبهِم الضّعيفة..!
فتتشبثُّ بِخَصْرِ مِغزلِها
الدائرِ برشاقةِ غَزال و ضَرواةِ نَمْر
ـ كما يتشبّثُ اللهُ بِخَصْرِ صوفيٍّ ـ
كي لا يتطايرَ من حافةِ تنّورتِه
مع العّشّاقِ و القارّاتِ عن قِشْرةِ الكُرةِ الأرضيّة
و مِغزلُها يخترقُ قوانينَ الجاذبية بدورانِه .
( مَليكة)!
( مَليكة) التي هوَتْ عند عَتَبةِ بيتِها بعدَ خمْسينَ عاماً،
حملَ نعشَها أبناءُ رجالٍ
كانوا بشواربَ …. و قلوبٍ ….و ما يَتْبع !
أحدهُم ـ دونَ قصْدٍ طبعاً ـ
داسَ مِغْزلاً نَحيفاً عندَ عَتَبةِ بابِها ..
مِغْزَلاً ..
التفَّ حولَهُ يوماً
خيطُ شارِبِ أبيهِ الغَليظِ و ..
…….. قلبِهِ الضّعيف!!