>
بين السرد الماضوي ..واعتماد المنهج الفلسفي ..جدلية
د.عبد الجبار العبيدي
عَلمنا منهج التاريخ الأسلامي الماضوي السردي ان كل نظريات الخطأ الدينية والاجتماعية مستمدة من كتابات مؤرخيه وفقهائه الذين أختلفوا فيما بينهم في نقل النص وتفسيره على المنهج السردي دون تحقيق ، حين لم تكن اللغة العربية قد استكملت بعد تركيزها في تجريدات ، فقد كتبوا في السيرة النبوية خمس سير كل منها يختلف عن الأخر، وبعقلية الماضي ويدعي كل منهم انه هو الصحيح .. هي : سيرة ابن أسحاق ، وابن هشام ، والواقدي ، وموسى بن عقبة ، وابن سعد ..ولا ندري ما الصحيح ؟.ولم يعلمنا منهجهم السردي المختلف والمتناقض ما تعلمته الشعوب من نظريات فلسفة أنبيائهم ومؤرخيهم لحياتهم خوفاً من التزوير التي فسروا فيها تاريخهم ، حتى ساروا بها نحو التقدم وفلسفة الحياة الموحدة ..من هنا بدأ مشوار الخطأ عند العرب والمسلمين ..
ان المفهوم الحركي للتاريخ ليس واضحاً في موسوعاتنا الفكرية التي ورثناها – وبسبب فقدان هذه الصورة – وقع الباحثون فريسة احكام عشوائية ناقصة ، لاينفذ من خلالها الى طريق سوي لحبٍ يقود الى الرأي السليم ،بذلك فقدنا العمق النفسي للمؤرخ ذاته وطبيعة ما كتب لذا ظل المفهوم الحركي باهتاً ..هنا كان مقتلنا منذ ان جاء حكم المسلمين بأهمال المبادىء التي تركها صاحب الدعوة لنا بالدليل والقوة ورأي المحاورين ، وحين اهمل هذا التوجه كان هذا أول تجاوز على شورى المسلمين التي وردت في الكتاب العظيم”وأمرهم شورى بينهم “… فكان ..رأي الأتفاق بين الحاكمين دون بقية المسلمين مرورا بالشورى الملغاة وقتل المعارضين من قبل خلفاء المسلمين ،وصولا لكل نظريات القهر والغاء حاكمية الله في التنفيذ.حتى سموا من طالب بتحقيق الشورى بالمرتدين والخوارج على الدين..
حينها فرض النص المقدس بتفسير لا يتفق وعدالة انسانية الانسان في التقييم ، خالي من اي منهجية فلسفية في التطبيق ..من هنا توقفت عجلة التقدم الحقيقي منذ البداية التي كنا نامل منها بدين جديد جاء ليحمل مبادىء انسان الأنسان في صنع القوانين .فكانت وثيقة المدينة التي اخفوها على الناس خوفا من المطالبة بتحقيق عدالة الدين بين الناس وضياع السطة من ايديهم في التطبيق.واصبحنا تحت الفكر المنغلق الموروث دون معرفة الصحيح من الخطأ نُحكم حكما دينيا فرديا هرطقياً من قبل مرجعيات التفريق المصطنعة بلا شرعية القانون ….فلا مؤسسات تحكُمنا ، ولا عدالة تحمينا ، من ظلم الحاكمين في مجتمعاتنا فسموا الاصلاح فتوح قهري والسلطة بهرجة تقاليد ..كما نراها اليوم في حكوماتنا الاسلامية هذه الحكومات التي خلال مدة 656 سنة لم تعرف الادارة والقانون .وطلت تحكم كما في رأي القاعدة وداعش وبوكوحرام اليوم..دولة رجال دون النساء اللواتي ينظر اليهن بلا حقوق .
الحضارة العراقية القديمة عند السومريين والبابليين في أور وبابل جاءت بحضارة الانسان منذ القديم يرافقها التشريع والقانون ..وهم الذين أبتكروا الكتابة والقلم ومجالس القضاء والشريعة وشرعية التغيير، منذ عهد آورنمو وحمورابي وقوانينهم كانت أشبه بعدالة قوانين النص المقدس ..حتى ان الاسلام أخذ من بعض قوانينهم في التطبيق”العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص المائدة 45 ” وفي قانون حمورابي جاءت المادة 127-195..متشابهة في النص ، وفي أهوارنا تم تدجين الحيوان والزراعة ومستلزمات العيش الرغيد ، ولم يناصبوا العداءاحدا منذ زمن قديم بعد ان فصلوا الحكم السياسي عن الدين.
وحين جاءت الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام مستمدة من الديانة الابراهيمية التي سبقتهم كل طبق دينه حسب الظروف التي مكنته من استخدام التيارات الفكرية التي مثلت العقلانية تارة ، والسلفية اخرى.فكان الانشقاق منذ البداية . لكن التاسيس القرأني للمجتمع جاء ليعني رؤية اخرى تختلف عما سبق عند الديانات الاخرى نتيجة مفهوم المتغيرالاجتماعي من وجهة نظرجدلية تاريخية بعد ان اصبح القانون بموجب النص هو الذي يحكم الظاهرة الجديدة وليس لعادة او التقليد .هنا تشخص الخطأ بين التطبيق والخروج عليه نتيجة الانحراف السلطوي والتفرد في حكم المجتمع الجديد..ليكون المشروع الاسلامي مشروعاً قابلا للفعل في ظروف العصروما بعده باعتبار ان النص صالح لكل زمان ومكان في التطبيق.لكن امورا سلبية طرأت على تطبيق النص كضرب الشورى والتوجه الى غزوات القوة في فرض الدين حتى لم تعد الحركة بمستوى فرض الاحكام بين المسلمين ..تلك هي معاناتنا في تثبيت الحقيقة التي لم تعد سوى تخريف.
جاءنا الدين من نبي صادق أمين بكتاب مبين يقول ..:” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا،الملك 2″ وجاءنا بمبدأ العدل المطلق والشورى بين المعتقدين. فهل استطاعوا ان يتغلبوا على الخطأ القديم ام كانوا معه يحاربون العدل والشورى ويلتجئوا لابادة المحاورين ، وابتكار نظريات الاختيار دون تقييم ، وتحويل الخلافة الى ملك عضوض لا يخرج من ايديهم حتى يسلموه لعيسى بن مريم والمهدي المنتظر في اخر الزمان .. ليتحول قادتهم الى قديسين بأسرار التقديس الآلهي المعروف فقالوا عن انفسهم :”قدس سرهم” ولا ندري أية أسرار لديهم ليكونوا مقدسين .. اللهم الا سر السلطة والمال والجنس اللعين ..هنا مات القلم في ايديهم واصبحوا يلهثون خلف المواعين..؟