اختتام المؤتمر الفكري لمهرجان المسرح العربي والورش التكوينية
عبد العليم البناء
اختتم المؤتمر الفكري لمهرجان المسرح العربي والورش التكوينية بإعلان الفائزين بمسابقات النص الموجه للكبار وللأطفال وللبحث العلمي
إسماعيل عبد الله:المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي تقدم أسماء باحثين شباب وتكرسها لفتح آفاق بحث جديدة في المنجز الفكري العربي المسرحي
نقيب الفنانين العراقيين يبارك نجاح عرض مسرحية (أمل) لجواد الأسدي
بعد أيام حافلة بالابداع المسرحي العربي الحافل بمختلف تمظهرات مبدعيه وفي مقدمتها ابداعات المسرحيين العراقين، اختتمت أمس الثلاثاء فعاليات العرس المسرحي العربي الأكبر من بين كل المهرجانات المسرحية العربية، الدورة الـ 13 لمهرجان المسرح العربي التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالدار البيضاء بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة المغربية،تحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)للمدة من العاشر ولغاية السادس عشر من شهر كانون الثاني يناير 2023، برعاية سامية من لدن جلالة ملك المغرب محمد السادس، وصاحب السمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتضمن حفل الختام، الذي أقيم في مسرح محمد السادس، العديد من الفقرات، وفيلم تسجيلي لأعمال الدورة وصولاً الى إعلان المسرحية الفائزة بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لعام 2022 بنسختها العاشرة.(وسننشر وقائع حفل الختام في عدد الغد من (المواطن) بعونه تعالى بسبب فارق الوقت بين بغداد والدار البيضاء). وتضمنت فعاليات الدورة فضلاً عن المسابقة الرسمية، عروضا مسرحية على الهامش، إلى جانب عدد من الندوات والورشات التدريبية وتوقيعات لعدد من الإصدارات ذات الصلة مع تكريم لعشرة فنانين من المسرحيين الرواد المغاربة.
ومن بين الفعاليات المصاحبة للنسخة الـ13 لمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء، كان اختتام المؤتمر الفكري الذي ترأسه الدكتور يوسف عايدابي مدير التأليف والتوثيق في الهيئة العربية للمسرح، للنبش في ثنايا المسرح المغربي استشرافاً لآفاق مستقبلية تقوم على أسس علمية كفيلة بمواكبة آخر المستجدات في فن الخشبة، عبر تقييم لما تضمنته 16 من الأعمال الابداعية في فن المسرح المغربي من خلال بسط حصيلتها استنادا إلى المحور الأساسي في هذا المؤتمر والمتمثل أساساً في مساءلات علمية وعملية لهذه التجارب المسرحية المغربية أخذاً بعين الاعتبار عاملي الامتداد والتجديد، والذي دار على مدى 5 أيام بمشاركة نحو 50 باحثاً وباحثة وأكاديميين وممارسين من المغرب لتسليط الضوء على تجاربهم التي يمكن اعتمادها كإنموذج يحتذى لإثراء مختلف التجارب العربية.
وأشار الأستاذ الباحث عز الدين بونيت المقرر العام للمؤتمر الفكري أن دورة هذه السنة تكتسي صبغة خاصة، وما يميزها هوأنها انكبت على مساءلة هذه التجارب المسرحية الابداعية من داخلها وهذا شيء جديد وإيجابي، معتبراً أنها شكلت فرصة للاحتكاك الممتد بين النقاد والممارسين المسرحيين.وأوضح أن فرصة المواجهة المباشرة بين المبدع والناقد تبقى غير متاحة لا في المهرجانات أو لا في اللقاءات أو حتى عقب العروض المسرحية، وغالبا ما يبقى النقد – في نظره- حبيس الأوراق دون رد.وأضاف أن ما يميز هذا المؤتمر أيضا أنه تم خلال جلسات النقاش الثمانية تسليط الضوء على عدد من النقاط التي لابد أن يعاد فيها النظر سواء من جهة المبدعين أو من جهة الإدارة المسرحية أو من جهة النقاد والباحثين أنفسهم.وفي هذا السياق، قال السيد بونيت وهو أستاذ التعليم العالي وباحث في فن المسرح والدراسات المسرحية بجامعة ابن زهر بآكادير أن المؤتمر عبر المساءلة الإيجابية سمح بالانتقال من حالة إبداء الملاحظات إلى حالة الحصول على خلاصات والتي تعني في الميدان المسرحي تحويل هذه الخلاصات الى منطلقات لأبحاث جديدة والى منطلقات وأسس وقرارات سياسية أو إدارية ملموسة فيما يخص الممارسة المسرحية وكيفية تحفيزها على مزيد من العطاء والإبداع.وأشار إلى أن أهمية هذه الدورة تكمن أيضا في كونها أطلعت ضيوف المهرجان على 16 تجربة مسرحية مغربية من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية، والتي تم إخضاعها للمساءلة من لدن ثمانية من كبار النقاد والباحثين المغاربة في مجالات عدة تهم أساسا الإخراج والسينوغرافيا والتأليف و التمثيل وغيرها، حيث عملوا على تناول هذه التجارب بالنقد والمساءلة دون محاباة.
وبحضور الدكتور يوسف عايدابي مدير التأليف والتوثيق في الهيئة العربية للمسرح، رئيس المجال الفكري في الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بروفيسور عبد القادر كنكاي، وفي رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وضمن البرنامج الثقافي المشترك بين الهيئة العربية للمسرح والكلية، جرت أحداث الندوة العلمية المُحَكمة لمسابقة البحث العلمي المسرحي المخصصة للباحثين الشباب حتى سن الأربعين، بنسختها السابعة، وقد ترأس الندوة كل من بروفيسور شعيب رئيس مختبر السرديات في الكلية، وبروفيسور ميلود بو شايد رئيس شعبة المسرح فيه، إضافة إلى حضور لجنة تحكيم المسابقة ممثلة بالبروفيسور سعد يوسف من السودان وبروفيسور نجوى عانوس من مصر، والتي تعد مرحلة نهائية لحسم تراتبية الفائزين بالمراكز الثلاثة الأفضل، وكانت الهيئة قد أعلنت نتائجها قبل النهائية بتأهل ثلاثة من الباحثين للندوة المُحكمة مطلع كانون الثاني 2022، وهم د. أسماء بسام من مصر، وعادل القريب من المغرب، ومروة وهدان من مصر.
حملت المسابقة في نسختها السابعة ناظماً معرفياً هو (تجليات مسرح الصدمة في التجارب المسرحية العربية نصوصًا، إخراجًا، تمثيلًا وتصميمًا) بين الغاء الحدود، تحطيم المحرمات، إعلان الاعتراض والغضب، والرغبة الجامحة في تطهير العالم من شروره، وذلك ليتنافس الباحثون الشباب من خلاله، ولينجزوا إضافة حقيقية للبحث المسرحي العربي من خلال تناولهم لهذا المفهوم العالمي الحديث، ضمن توجه الهئية دأبت الهيئة لتكريس المسابقة كمنبر تنطلق منه أصوات ورؤى الشباب المسرحي في قضايا البحث العلمي، في سبيل تنمية المسرح وصولاً إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد) و(المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد)، ضوابط بحث علمية صارمة، منها جدة الموضوع وأصالته، الرصانة والابتكار والطرح المغاير وعدم وجود نسبة استلال تزيد على 20%.كما وضعت الهيئة منهجية لإخضاع الباحثين الذي حصلوا على أعلى ثلاث درجات، لمساءلة خلال ندوة محكمة علنية، تجري بحضور أعضاء لجنة التحكيم، لتحديد تراتبية للفائزين، حيث تحسم هذه الندوة قدرات وإمكانات الباحث للدفاع عن بحثه.وقامت لجنة التحكيم وبحضور جمع من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا بمناقشة الباحثين الثلاثة وخلصت إلى ملاحظات وتوصيات ستجعلها الهيئة في صلب اهتمامها.وقررت اللجنة منح الفائزين الترتيب الآتي:المركز الأول: الباحث عادل القريب، المغرب، عن بحثه الموسوم بـ(العرض المسرحي ديالي بين صدمة الطرح الموضوعاتي وحدود الاشتغال الجمالي).والمركز الثاني: الباحثة مروة أحمد وهدان، مصر، عن بحثها الموسوم بـ(تجليات مسرح الصدمة في الخطاب المسرحي الفلسطيني ..دراسة نقدية لمسرحية (المسلخ) بين النص والعرض).والمركز الثالث: الباحثة أسماء محمد محسن ابراهيم، مصر، عن بحثها الموسوم بـ(تجليات الصدمة فى المسرح النسوي السعودي. خطاب المرأة في نصوص ملحة عبد الله).
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله صرح بهذه المناسبة قائلاً: “إن المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، والتي نجحت وعلى مدار النسخ السبع أن تقدم أسماء باحثين شباب وتكرسها، تفتح أفاق بحث جديدة في المنجز الفكري العربي المسرحي، وهي بهذا النهج من تنظيم الندوة المحكمة تضيف قدرة الباحث للدفاع عن بحثه كنقطة قوة إضافية لقوة البحث ذاته”.
كما أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن أسماء الفائزين في مسابقتي تأليف النص المسرحي الموجه للكباروللأطفال، وقد تشكلت لجنة تحكيم مسابقة النصوص الموجهة للكبار من:كريم رشيد من العراق ، الدكتورة ليلى بن عائشة من الجزائر، هزاع البراري من الأردن.وجاءت نتائج الفائزين بالمركز الثلاثة على النحو الآتي: في المرتبة الثالثة: الكاتب أحمد عبد الكريم من الجزائر. عن نصه (فنتازيا الموت في بغداد)، وفي المرتبة الثانية: الكاتب علي عدنان آل طعمة. العراق / هولندا، عن نصه (سيسيفوس ثلاثاً)، وفي المرتبة الأولى: الكاتب أكسم اليوسف، سوريا / كندا. عن نصه (أديب). وقدتشكلت لجنة تحكيم مسابقة الموجهة للاطفال من:الأستاذ فتحي عبد الرحمن من فلسطين، والدكتور مشهور مصطفى من لبنان، والدكتور نبيل بهجت من مصر،أما الفائزون بها فهم:في المرتبة الثالثة الكاتب محمود فرغلي موسى من مصر، عن نصه (الأعدقاء).في المرتبة الثانية الكاتب محمود عبد الله عقاب من مصر عن نص (علاء الدي والمارد الآلي)،.في المرتبة الأولى الكاتب رضا حسنين عرفات من مصر، عن نصه (رشيد).
وفي سياق حضوره الفاعل نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي في الدورة الثالثة من مهرجان المسرح العربي وبمعيته نخبة من مبدعي المسرح العراقي الذين زاد عددهم على أكثر من خمسة وثلاثين شخصية مسرحية قام السيد النقيب بتحية ومباركة العرض المسرحي العراقي الثالث الناجح والمبهر (أمل ) للمخرج الكبير الدكتور جوادي الأسدي وفريقه المبدع من ممثلين وتقنيين الذي عرض الأمس الاثنين وكان آخر العروض العراقية المشاركة وقدم لهم باقة ورد تقديراً وتثميناً للجهود الإبداعية الكبيرة التي جسدوها بمهنية عالية وحرفية مميزة شكلاً ومضموناً، ليمثلوا المسرح العراقي بجدارة واقتدار وابداع، وبصفته السينوغراف العراقي والعربي الأبرز واصل السيد النقيب اختتم تقديم ورشته لعدد من شباب المسرح المغربي ضمن الورشات التكوينية الاخرى للمهرجان،كمؤطر حملت عنوان (السينوغرافيا حامل ومحمول في العرض المسرحي)، وهي ورشة في الاقتصاد والذكاء السينوغرافي في العرض المسرحي السينوغرافيا..