في دورة ” خليجي 25 ” الكروية حقق الفريق العراقي إنتصاراً..
لكن ماذا يعني ذلك؟
سامي صالح عبود العامري
نعم ماذا يعني الانتصار الذي حققه الفريق العراقي في لعبته النهائية ضد الفريق العماني الشقيق في دورة ” خليجي 25 ” الكروية والتي اقيمت في مدينة البصرة العراقية ؟
عندما يذهب الجيش الى ساحة الوغى ويعود منتصرا، يستقبله جمهوره وشعبه بالحفاوة التي تليق به. لقد انتصر الشعب العراقي بعمومه من شماله الى جنوبه بهذه اللحظة الحاسمة في المعركة الكروية مع فريق ليس بالسهل بناء على تاريخه الكروي سواء ما قدمه في هذه المباراة ، او في هذه الدورة، او في المباريات والانتصارات في دورات مباريات ” خليجي ” السابقة. لقد كانت اعصاب الجمهور الحاضر ، ومشاهديها على القنوات، والكومبيوترات مشدودة الى هذه اللحظة الحاسمة في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاضافي والتي سجل الفريق العراقي هدفه الثالث بعد ان ان عانى من اهداف التعادل وكانه في لحظة المخاض. وتنفست هذه الحشود من الجماهير العراقية بهذا الفوز وهاجت قرائحهم لتعبر عن فرحتها بنيل كاس الفوز بفريقها الوطني.
حكي لنا جمهور الاعلاميين بان المسيرة امام الهيئة المنظمة ، لعقد هذه المباريات في مدينة البصرة وبالخصوص في العراق بحجة انهم غير مستعدين لتقديم الخدمات والملعب والادارة وما شابه ذلك من امور لوجستية ، لم تكن سهلة ، ولكن تحقق الحلم وفازت البصرة والعراق بالعقد.
وما ان حطت اقدام ابناء الخليج على تربة ثغر العراق حتى تهللت رياحها الحارة بابتسامة تمايلت له اعواد النخيل الرشيقة ، وكشرت قلوب “البصاروة ” ذات البساطة المعروفة والكرم السخي ، مرحبة بهم واحتضنتهم مثلما تحتضن الام وليدها. اما الجماهير العراقية فقد قدمت من الشمال الكردي والعربي مضحية بالمسافة وعناء السفر والكلفة المادية لتكون الجماهير الداعمة لفريقها العراقي. اما نخبة اللاعبين العراقيين فقد مسخت من عقولها كل ما هو مفرق – فكان منهم المسيحي ومنهم المسلم ومنهم الكردي ومنهم العربي – وكانت رسالتهم انهم ينجحون في تحقيق الامل الذي يرجوه منهم الجماهير المحتشدة عن قرب او بعد. من هنا تاتي اهمية هذه المناسبة فقد كانت عرسا شارك به الاهل، الاصدقاء والاحباب من ارجاء العراق وشاركهم به اخوانهم من ابناء الخليج ” العربي- رضت ايران ام ماتت في حقدها الصفوي”. نعم لقد سجل التاريخ هذه الفرحة المنتظرة لسنين عديدة لتعلن للخليج بان العراق ارض طيبة واناي مستعدين للتضحية ونيل شرف الانتصار. لقد فعلها الفريق العراقي وكان الشرف لدولة رئيس الوزراء ان يقدم كاس الفوز بالبطولة لفريقه الوطني. بل عبر اللاعبين عن شعورهم بان هذا الكاس هو لجمهورهم العراقي بما فيهم من استشهد على ابواب الملعب.
في الختام ، نحن البعدين عن البصرة والعراق ، لم نكن اقل حماسا وترقبا لهذا الانتصار: فقد عبرنا عن فرحتنا بتبادل التهاني الاخوية واستمر تعاهدنا باننا نفس عراقية واحدة وان اختلفت دياناتنا وقومياتنا ، وما ادرجه هنا ايميل اخي وصديقي الا اثباتا على ما اقول ” نهئ البصرة واهل البصرة والعراقيين على فوز الفريق الوطني ببطولة الخليج. واهم مكسب من هذه البطولة هو عودة العراق الى احبابه وجيرانه دول الخليج، وان شاء الله تكون فاتحة خير لهذا الشعب الذي عان الكثير.”
مبروك لنا ايها الاحبة ، وعاش العراق تربة وشعبا واصالة.