فريق مهمل ، ثلاثة بلدان، كابوس واحد
زكي رضا
إنتهت قبل أسابيع بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، التي حققت الأرجنتين بطولتها بعد فوزها على المنتخب الفرنسي. وككل نهائي في بطولة كأس العالم والأولمبياد، وصلت الى العاصمة القطرية الدوحة وفود بلدان مختلفة، ممُثّلين بملوك وأمراء ورؤساء جمهورية أو حكومات أو وزراء أو مسؤولين رفيعي المستوى. ولم يتغيّب العراق عن الحضور في هذا المحفل الرياضي، الا أن حضوره كان مبالغا فيه لدرجة أنّه جعل بلدنا أضحوكة بين بلدان العالم المختلفة.
الرئيس الفرنسي ماكرون ومنتخب بلده طرف في المباراة النهائية وصل الدوحة برفقة رياضيين فرنسيين لتقديم الدعم لمنتخبهم، أمّا وفود الدول الأخرى فتنوع حضورها بين ملك وأمير ورئيس جمهورية ووزير وسفير وممثلي اللجان الاولمبية والاتحادات الرياضية. وكانت كندا مميّزة في الحضور وهي تبعث وزير نقلها السيد عمر الغبرا السوري الأصل ليمثلّها في المناسبة.
أمّا العراق الغارق في الفساد، فقد جعله مسؤوليه أضحوكة ومسخرة أمام بلدان العالم المختلفة. فسلطة المحاصصة، تحاصصت في الوفود التي وصلت الدوحة. فشياع السوداني لو كان يمثّل العراق لأقتصر الوفد عليه كما زعماء بقية دول العالم، الّا أنّه أبى الّا أن يكون ممثّلا للشيعة كون المنصب من حصّة طائفته وليس العراق وهو يحضر نهائي كأس العالم. ومثله نيجرفان البارزاني الذي يمثّل الكورد في بيت المحاصصة المرعب، ومثلهما وفق موقع شفق الحلبوسي الذي حضر المبارة الختامية مندوبا عن السنّة الذين يمثلّهم كما الآخرَين في بيت المحاصصة الفاسد، لكن الغريب هو تواجد رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان وفق وكالة شفق الأخبارية في الدوحة!! وبهذا الحضور يكون للعراق أربعة وفود لينطبق عليهم المثل البغدادي القائل (علچ المخبل ترس حلگه)، مع جُلّ إعتذاري للمخابيل.
الطائرة التي أقلّت المنتخب الأرجنتيني الى العاصمة بوينس آيريس حيث ملايين الأرجنتينيين في إنتظارها، عبّرت عبر كتابة ” فريق واحد، بلد واحد، حلم واحد ” على ذيلها، عن إحترام مسؤولي هذا البلد لشعبهم وبلدهم. أمّا الطائرات العراقية التى أقلّت أصحاب الجلالة من ساسة العراق، أكّدت على إننا بلد ممزّق لا هوية له، وإننا نعيش كابوس طائفي قومي يقود بلدنا نحو الدمار، ولنترك الرياضة وحلم التفوق جانبا كوننا لا نمتلك مقوّمات الحياة ناهيك عن مقوّمات نجاح الرياضة.
السيد السوداني: الم تشعر بالأسى ولا أقول غيره وأنت ترى من طائرتكم وهي تهبط في مطار الدوحة الأضواء والعمارة في مدينة كانت حتى الأمس القريب مدينة صحرواية خالية من الحياة تقريبا، لتقارنها ببغداد التي أُنشأت قبل ثلاثة عشر قرنا لتكون عاصمة العالم الاسلامي المترامي الاطراف، وهي خربة شبه ميّتة؟
السيّد السوداني: هل رأيت استاد لوسيل الذي جلست في مدرجاته وفخامته، وما هو شعورك و”بلدك” يفتقر الى هكذا ملعب كونكم نهبتم على مدى ما يقارب العقدين حتى أحلام اطفالنا؟ ألا تشعر بالخجل من رياضيي بلدك الذين ينامون في اروقة المطارات، وانت ترى مدى الدعم الذي تقدمه قطر لرياضييها؟ لا أرى ضرورة في أن تجيب على أسئلتي فالفاسدون وهم يدمرّون بلدا كالعراق ويذلّون شعبه لا حياء لهم.
إنهيار نظام المحاصصة هو السبيل الوحيد الذي يجعلنا أن نشعر بالفخر لنكتب على طائراتنا عبارة “فريق واحد، بلد واحد، حلم واحد”.