استغربت عندما شاهدت صور ” حوت الفساد ” المتهم الأول بما سميت ” سرقة العصر – هيه خلگ مليارين ونص ” التي انتشرت بكل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي, وهو يواجه زوم كاميرات التصوير, بأريحية تامة, حتى أصبح موثقاً بالصور الأمامية والجانبية, دون أن تظهر عليه علامات التردد او الخوف, ولا يحاول إخفاء وجهه, كما كل مذنب, بل كان بالعكس يواجه عدسات الكاميرات بكامل سحنته, سواءً في الطائرة الخاصة التي كان يزمع الهروب بها او عند اعتقاله وإيداعه السجن… لا أدري كيف أفسر سلوكه هذا, هل هو وقاحة وتحدي للعراقيين الذين سرقهم, ام هي نظرة تهديد لمن يقفون وراءه, ويعرف أسرارهم ونبذوه ؟ او هي ثقة تامة بإفلاته المؤكد من السجن سالماً غانماً, سواءاً بالرشوة او بالتهريب. وقد يكون أيضاً, عدم اكتراثه بالحكم, فلطالما حكم على سارقي مليارات بحفنة سنين, ستمضي بسرعة, ليرفلوا بعدها بخيرات ما سرقوه.
مما عزز ظنوني بانه قد يحيا حياة الملوك في سجنه الذي سيجعله واحة راحة واستجمام, ما شاهدته من صور فندت ادعاءات بعض المغرضين, بأن السجون العراقية تعاني من اكتظاظ غير طبيعي, بينما يظهر من الصور, عكس ذلك, فقد كان يسرح ويمرح في زنزانة نظيفة واسعة, تنتظر فقط تأثيثها وتوصيل خدمات الانترنت والدش الفضائي, وسيعاود إدارته المريحة للبزنس
قد يكون إفشاء سره يدخل ضمن الصراع السياسي القائم بين أحزاب السلطة المتنافسة. فقد شهدنا صمت مطبق من قبل أحزاب الإطار التنسيقي الشيعي وفضائياتها, بهذا الشأن.
ثم نشر فيديو مسرب, يُظهر المتهم وهو يتضرع باكياً في مرقد السيد محمد محمد صادق الصدر ابو السيد مقتدى الصدر, شاكياً سوء حال تياره.
ليس من الصعب التخمين بأن مُسرب الفيديو, هذه الأيام, لابد أن يكون صاحب مصلحة في الإساءة إلى التيار الصدري ونسبة الحرامي المذكور إليه, وينتمي, بالضرورة, إلى الطرف المناهض الذي صادر استحقاقات التيار الصدري في السلطة,… وهذا الأمر لو ثبت فإن هناك جولات كشف متبادل للفاسدين من الطرفين… ستكون بشرة خير للعراقيين وبوادر تغيير, ولو نسبي, باتجاه التخلص من بعض الذين عاثوا في الأرض فساداً, وسيادة القانون وإقرار العدالة
قفزت إلى ذهني اغنية ” احترامي للحرامي ” للمطربة آمال ماهر, فصغر سنه جعلني أردد معها : ” احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي, إبتدا بسرقة بسيطة.. وبعدها تعدى محيطه وصار في الصف الأمامي…”. وعلى حد تعبير السيد هيثم الجبوري رئيس سابق للجنة المالية البرلمانية, في لقاء تليفزيوني, ان المذكور كان ” كحيان ” قبل سنتين او ثلاث ماضيتين…
ونردد مع الكبير مظفر النواب : ” أيُّها الوطنُ المُبتلى بالقياداتِ