الأسباب السيكولوجية التي أفقدت السياسي الشيعي شرفه الوطني أمام إيران؟!
بقلم: خضير طاهر
– البنية الفكرية والنفسية للشيعي العراقي العربي بحاجة إلى تفكيك العناصر المؤسِسة لها، وتحليلها.. فالشيعي العراقي ظهرت لديه “إختلالات وإضطرابات “!!
إنعكست على الدولة العراقية بشكل مدمر ناتجة عن تربيته وتنشئته في بيئة تتغلغل فيها المخططات الإيرانية منذ زمن بعيد بغطاء ديني بهدف السيطرة على العراق، وتسخيره ونهب ثرواته..
وظاهرة العملاء بشكل جماعي من قِبل الساسة الشيعة الإسلاميين ومن معهم الذين إرتموا في أحضان إيران، وخانوا وطنهم، بل عملوا على تدمير ونهب ثروات العراق بشكل منظّم، ومتواصل، بحيث أصبح السياسي الشيعي عدوا صريحا لبلده، ويقوم بأبشع الخيانات الوطنية..
وما ينفذه الساسة الشيعة هو حالة نادرة في تاريخ الخيانة والعمالة الجماعية…!
والسؤال: ما هي الأسباب السيكولوجية التي جعلت السياسي الشيعي الإسلامي يفقد رجولته وشرفه الوطني أمام إيران…؟!!
– بأعتباري مواطنا عراقيا من عائلة شيعية، وبحسب خبرتي في الشأن الشيعي.. توجد مشكلة في تربية الفرد الشيعي داخل العائلة منذ البداية، فالطفل الشيعي وعيه يتفتح على طقوس عاشوراء ومنابر القراءة الحسينية.. وهذه التنشئة للطفل الشيعي تزرع في نفسه أيديولوجيا الغضب، والكراهية الطائفية تحت عنوان مظلومية أهل البيت من الأئمة، وكراهية بني أمية وبني العباس، ثم تتمدد مشاعر الكراهية للسلطة المعاصرة التي تقود الدولة العراقية بإعتبارها (سُنّية)!!
وهنا يتم دمج السلطة والدولة في هذه الكراهية دون تمييز وتفريق، وتصبح هنا مشاعر الإنتماء الوطني لدى الشيعي ضعيفة جدا إن لم تكن معدومة حتى لدى غير المتدينين…!
– النقطة الخطيرة جدا في تنشئة الشيعي هي:
تربيته على حب وتقديس رجال الدين الإيرانيين، وتصويرهم على أن المراجع والأقل منهم هم وحدهم الذين يفهمون الدين والتشيع أفضل من رجل الدين العربي..!! وان هذا (رجل الدين الإيراني) هو وكيل الامام المنتظر، ووكيل أئمة أهل البيت، ووكيل الرسول محمد… وصولا إلى أن هذا المرجع الإيراني “وكيل الله”!! على الأرض…!!
هذا النوع من الدجل، والشعوذة الدينية يكرس عبادة شخصية رجل الدين الإيراني لدى شيعة العراق، ويصبح رمزا مقدسا لديهم، ثم، وهنا الخطر الكبير.. يغدو كل شيء إيرانيا محبوبا ومقدسا: الدولة الإيرانية وسلطاتها وشعبها ومخططاتها الخبيثة العدوانية..!! لدرجة لا يصدق الشيعي العراق لغاية الآن أن من أرسل المجرم “الزرقاوي” إلى العراق هي إيران، وأن من أرسل عناصر تنظيم القاعدة وداعش هي إيران بالتعاون مع سوريا والأحزاب والميليشيات الشيعية العراقية.. لأن عقل الشيعي العراقي مُبرمَج على تقديس إيران بسبب تأثير هالة المراجع الفرس المتواجدين في النجف وكربلاء والكاظمية على مر الزمن!!..
والإحتجاجات التي خرجت ضد إيران (من قِبل المتظاهرين) هي أعداد قليلة، وغير مؤثرة قياسا إلى أعداد نفوس شيعة العراق..
– عملية غسل الدماغ التي تمارسها المرجعية الإيرانية في العراق، و تسويق نفسها بإعتبارها جهة مقدسة، تحتكر ((علوم الأولين والآخرين)) وتتصل بأهل البيت، بحيث لدى قسم من الشيعة إعتقاد ان المرجع الإيراني يلتقي بالإمام المنتظر صاحب الزمان، وربما يتلقى إلهامات معينة وفيوضات روحانية ربانية خاصة تزوده بالمعرفة الدينية والدنيوية..!!
– هذه الصورة الوهمية المغلوطة للمرجع الإيراني تؤدي إلى حالة ((خصاء نفسي)) لدى الشيعي العراقي، إذ تلقائيا يشعر بمشاعر الدونية والنقص أمام الإيراني!!!
وتحت وطئة شعوره بالإنسحاق والنقص ينصاع صاغرا ذليلا إلى خدمة الإيراني، وطلب رضاه وبركاته كي يشبع الحاجة الى تغذية مشاعر ((الماسوشية)) بالمعنى النفسي وليس الجسدي الناتجة عن مشاعر النقص، إذ يغدو السياسي الشيعي الإسلامي بحاجة إلى الإهانة والمذلة أمام سيده الإيراني، ويدمن على الخضوع والعبودية..
– لاحظ كيف تجمع إيران الساسة العراقيين الشيعة مثل “الخرفان”، وتأمرهم بخيانة وطنهم وهم سعداء بهذه العمالة والخيانة لأنها تُشبِع حاجاتهم الماسوشية المريضة للعبودية..!!
– حتى العلمانيين من الشيعة، في طفولتهم، أصابهم الضرر النفسي والعقلي من التراث الحسيني وطقوس عاشوراء.. ومفاهيم التقديس للمراجع الإيرانيين… مما أثر سلبا بدواخلهم في نمو الشخصية الوطنية.. وقسمٌ من علماني الشيعة توزع على الحزب الشيوعي الذي يحارب المفاهيم الوطنية ويدعو الى الأممية، وقسم آخر إنخرط في التيارات القومية العربية التي تؤمن أن مصالح الدول العربية أهم من مصالح العراق…!!
– لدى (سُنّة العراق) العرب الأمر مختلف، فالبُنّية النفسية العقلية أكثر إستقلالا، إذ لا وجود لسلطة مرجع ديني عليهم، (والسنة) يشعرون بالأبوة على الدولة العراقية، في حين الإسلامي الشيعي حمل السلاح، وقاتل الدولة العراقية إلى جانب إيران.. وكان ينظر الى هذه (الخيانة الوطنية) على أنها (جهاد في سبيل الله)..!!
– وإذا كان الفرد (السُنّي) متجرداً من سطوة العشيرة، وبعيداً عن الإنتماء للشيوعية، والاحزاب القومية، والإسلامية، ولديه صفات الشجاعة والروح الوطنية، ** ويتمتع بقدر من الثقافة العامة.. فإن هذا المواطن، وبالمواصفات هذه، هو مؤهل أن يكون رجل دولة حقيقي، ويصلح لقيادة العراق بمستوى أفضل بكثير من السياسي الشيعي الإسلامي والعلماني معا..**