اطلالة الصباح… الارض الطيبة
سامي صالح عبود العامري
نتحاور في جلساتنا ، نستمع الى القنوات التلفزيونية ، نتواصل مع بعضنا عن طريق التواصل الاجتماعي ، وكثيرا ما نتاوه مرة ونشتكي مرة ونلعن مرات عدة ، واذا ما اردنا التفاخر فاننا نتذكر العراق القديم وحضاراته، ومن ثم في الزمن الحديث قبل حكومات الخراب نتفاخر بتلاحم ابناء الشعب الواحد مسلمون ، ومسيحيون، ويهود ، وبقية الطوائف والاديان الاخرى. قليلا جدا ما نتكلم كلاما وكتابة وتواصلا عن ارض العراق الطيبة: الارض التي انتجت الامكنة للحضارات القديمة ، الارض التي اباحها سلاطين الامبراطورية العثمانية لحين مرضها لتسلم هذه الارض للمستعمر المنتصر. هذا المستعمر اكتشف نفط العذاب وبذكائه المعتاد انبت الملكية للبلاد. ومباركة من الرب العظيم اراد الملوك التوازن بين حكم هذه الارض بين الشعب وطمع الانتداب. تتابعت سنوات قليله حتى ثارت حرارة هذه الارض عقول ضباطها لتزيح الملك الثالث والاخير ووصيه ومعه رئيس وزراءه المحنك وبانقلاب دموي . بعدها بدات الارض العراقية تنام على انقلاب لتصحى في اليوم الاخر بانقلاب اخر. ومنذ ذلك الحين لحين الانقلاب الاخير (2003) لم يفكر ما يسمى القادة لهذه الارض بوحدة الارض من شماله الى جنوبه بما تخفي وبما يمكن ان تعطي من خيرات ينعم بها ساكنيها باستقرار وهناء.
كسرت ظهر الجمل كما يقال مجيئ حكومات انبتتها دبابات المستعمر الجبار. وبدل ان تنظر هذه الحكومات لوحدة العراق معتمدة على قوة عطائات ارضها ، راحت تقسم الارض الى اقاليم ومناطق قومية ودينية مزيفة وتحت غطاء احزابها الطامعة بالمحصول الشخصي والعائلي وبالتالي التعاون مع الاجنبي خارج الحدود.
اذن ما هو المطلوب لحكومة تنظرلمراة الارض بما تعطيه وترشد النعم على الوحدة الكاملة من جهة وعلى الارض المناطقية من جهة اخرى. نطلق على الوحدة ب” الفيدرالية او الحكومة الفيدرالية” والارض المناطقية ” الحكومات المحلية للمحافظات”. المطالب العامة لسكان هذه الارض فدراليا معروفة: دولة مستقلة تتعاون مع الاجنبي بما يخدم مصلتحها وشعبها، علم وشعار موحد الى جانبه علم تلك المنطقة – المحافظة، جواز موحد لمواطني دولة العراق، واخيرا وليس اخرا انتخابات ديمقراطية تخدم مطالب سكان ارض العراق عموما: كتوزيع الموارد المالية على مؤسسات القوات المسلحة، والتعليم، والصحة، والمواصلات – كالمطارات والخطوط السريعة/ العريضة ، واعانة المحافظات بخططها الداخلية. اما الانتخابات المحافظية فمرشحيها يجب ان يضع في الحسبان ما يستطيع طاقمهم بتقديم الخدمات معتمدة على تخطيط الموارد الداخلية وما يمكن ان يضيف اليها القطاع الخاص. بلا شك هناك قطاعات زراعية، وصناعية، سكنية، وسياحية اذا ما نشطت تدر موارد جيدة لداخل المحافظة ومفيدة للقطاع العام في الناتج النهائي.
تفرض الديمقراطية ايضا توازن في ترشيد القوانين لادارة الارض الطيبة. والانتخابات لهذه العملية تاتي من المحافظات لتمثل مجلس الشعب الذي يراقب ما تسنه الحكومة الفيدرالية من سياسات اضافة الى ما يقدمه هو الاخر هذا المجلس من سياسات .
بذلك يحق للعراقي في الداخل والخارج الافتخار بمواطنتهم وبجذورهم لهذه الارض ومن يحكمها.
يارب اجعلنا ممن نستطيع التقديم ولو بالقليل لهذه الارض الطيبة واهلها ، انك انت المعين.