ساكو: المسيحيون ليسوا أقلية والدستور اعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية
ترجمة: حامد أحمد
أكد بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو، أن الدستور العراقي عد المسيحيين وباقي الطوائف الدينية مواطنين من الدرجة الثانية، رافضاً اعتبار أبناء مكونه بأنهم اقلية باعتبارهم سكان البلاد الأصليين، موجهاً انتقادات شديدة إلى الأحزاب المسيحية، مؤكداً أنها فشلت في عملها.
وقال ساكو في تعليق له عن المصاعب والفرص التي تواجه الحياة اليومية للمسيحيين العراقيين، ان “المسيحيين العراقيين يمثلون شريحة من السكان الأصليين الذي يعود تاريخهم بامتداد عمق حضارة وادي الرافدين وقبل مجيء الإسلام”.
وأضاف ساكو، بحسب ما نقلته وكالة (فيدز) الإيطالية وترجمته (المدى)، أن “المسيحيين بتفانيهم وإبداعهم ساهموا على نحو حاسم في رسم الحضارة الاصلية التي نمت وتطورت في المنطقة”.
وأشار، إلى أن “التصنيف الذي صور المسيحيين على انهم كفار ومشركين، هو إساءة للإنسانية والفكر أيضاً”، لافتاً إلى “إمكانية التقصي عن التعريف في نصوص وعلى المنصات الرقمية للنظام التربوي الوطني”.
وعبر الكاردينال ساكو عن هذه النقاط من خلال تحليل له ركز فيه على المشاكل والفرص التي تشخص الحياة اليومية لأبناء الطائفة المسيحية العراقية خلال المرحلة التاريخية الحالية.
وقدم ساكو بحثه الواسع كـ “مساهمة لبدء حوار مع دعاة وممثلين عن مجاميع كنسية أخرى، مع احتمالية عقد مؤتمر مكرس لحالات طارئة تؤطر حياة الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط والتي تهدد وجودهم القديم في تلك المنطقة من العالم بالخطر”.
وأكد الكاردينال ساكو، أن “العراق لم يشهد حياة سياسية طبيعية منذ سقوط النظام السابق في نيسان عام 2003 في الافق لحد الان، آخذين بنظر الاعتبار الإخفاقات المتكررة للحكومات في تحقيق ما يحتاج الشعب اليه.”
وانتقد، أن “الدستور قد اعتبر دين الإسلام فقط هو مصدر للتشريع، مما يعطي ذلك قاعدة قانونية لممارسات سياسية واجتماعية تنتهي بدون شك للتمييز ضد المسيحيين واتباع الطوائف الدينية الأخرى وتصنيفهم على انهم مواطنون من الدرجة الثانية”.
وقال الكاردينال ساكو ان “العقلية التي تهدف لفرض دين على مبادئ آخرين لا تعبر عن الاحترام والتعايش والتسامح”.
ولفت، إلى أن “المسيحية في الأزمنة الماضية أبدت بتعهدها لهذه العقلية”، معتبراً ان “أي خطاب في الوقت الحاضر يحرض على التمييز والاقصاء والكراهية بين المواطنين لأسباب تتعلق بالطائفية الدينية يجب ان يُدان وفق القانون”.
وضمن هذا السياق انتقد البطريرك ساكو أيضا “مفهوم تحديد الطوائف الدينية الأخرى، كمكونات، متفرقة من المجتمع العراقي”، ووصفه بأنه “مفهوم يغذي جانب الهويات العشائرية والطائفية، ولا يساعد في تأسيس دولة وطنية حديثة مبنية على مبادئ المواطنة والحقوق المتساوية”.
وقال ساكو في حديثه، إن “المسيحيين هم عراقيون اصليون، وهم ليسوا طائفة من بلد آخر، وانهم أبناء هذه الأرض، ولهذا فانه ليس من المقبول ان تصنفوهم على انهم اقلية”.
ووجه البطريرك انتقادات شديدة لـ “الأحزاب المسيحية”، وقال عنها إنها “وهي مختصرات سياسية عراقية صغيرة تم ايجادها من قبل افراد مسيحيين وجماعات مسيحية يطمحون ان يطرحوا أنفسهم كممثلين عن الطوائف المسيحية المحلية”.
وأضاف، ان “هذه الأحزاب تخدم فقط لإثارة جوانب القومية الإقليمية وبالتالي فإنها تفشل في الوسط وفي المنطقة بان تلعب دوراً حقيقياً في تحقيق التناغم بين المجاميع المسيحية في إيجاد اسم موحد وان يستثمروا وجودهم كفريق واحد لمصلحة العراق والمسيحيين بشكل عام.”
وكان الكاردينال ساكو قد ذكر خلال مشاركته الأخيرة في المؤتمر الكاثوليكي الألماني 102 بالقداس الختامي في جلسة حوارية، بان “كل انسان له الحق في ان يعيش بكرامة وحرية، وانه مخلوق لذلك ومعنى حياته يتمحور حول ذلك”. وأضاف ساكو، أن “كل الافراد وكذلك الديانات تتمتع بذات القيمة وذات الكرامة، ولا يوجد مواطنون من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة الثانية، الاحترام هو أساس العيش المشترك وأساس الديمقراطية واساس الرفاهية والسلام”. وبحسب تقارير صحافية دولية فأن “عدد المسيحيين تناقص بعد عام 2003، من 1.5 مليون شخص الى 400,000 ألف شخص كأقصى حد”.
وأضافت تلك التقارير، أن “أكثر من 24,000 مسيحي يتواجدون في الموصل عام 2003، وبعد تحرير المدينة من تنظيم داعش الارهابي رجع ما يقارب من 350 شخصاً”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن: وكالة فيدز الإيطالية