دراسة أولية في بنية السينما الفلسطينية العامة
قيس الزبيدي
مقدمة
ننطلق في محاولة كتابة تاريخ السينما في فلسطين كما سبق وان بدأ تاريخ السينما في تونس والجزائر ومصر والمغرب،منذ ان قام مصورو الاخوين لوميير بالتصوير في هذه البلدان العربية،ومن ثم بدأ يلعب السينمائيون الاجانب الدور الأول في تأسيس السينما في هذه البلدان،ممهدين لبدايتها الوطنية بعد الاستقلال. ويمكن القول إن تاريخ السينما في فلسطين بدأ حينما قام مصور لوميير جان الكسندر لوي بروميو
(Jean Alexandre Louis Promio) بتصوير مشاهد في يافا والقدس،تتراوح مدة كل منها بين 45 و ثانية من 3 الى 25 نيسان عام 1897
تعقب علياء أرصغلي (“عين على سينما المرأة ألفلسطينية رام الله / فلسطين 2013 شاشات) :”ما بين بدايات السينما في فلسطين في عام 1897 بوجود طاقم لوميير وبين النكبة في عام 1948 شبه مجهولة” .و يرى المؤرخ عدنان مدانات في مقالة، فلاايات روّاد السينما الفلسطينية” نُشرت في الجزيرة بتاريخ 21 أغسطس عام 2011: يمكننا القول باختصار،إن ما بين أيدينا عن ولادة السينما في فلسطين،قبل العام 1948،هو مجموعة روايات متضاربة (…) خاصة دون توفر وثائق صريحة وحاسم، فلاا الأفلام موجودة،ولا ثمة كتابات واضحة عنها.
ويرى الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم”إن كل الأبحاث والدراسات التاريخية حول تاريخ السينما الفلسطينية يدور حديثها حول السينما الفلسطينية،التي وجدت في أعقاب ميلاد الثورة الفلسطينية وتشكل فصائلها المختلفة،أي بعد عام 1965. وليست حول تاريخ السينما في فلسطين”.
بدأ الانتاج السينما ئي الصهيوني أولا ثم العبري في فلسطين في العهدين العثماني وعهد الانتداب البريطاني،وكانت غالبية الافلام وثائقية أو حتى شبه وثائقية.وتأتي اهمية ما صور في فلسطين في العهدين،من كونه صور في الاماكن الواقعية الفلسطينية وإنه،بغض النظر عن جانبه الايديولوجي الصهيوني،اصبح مرجعا يُعرف بفلسطين ويوثق حياة الناس والمناطق المختلفة للمدن الفلسطينية.وقد ظهر أول فيلم إنكليزي صهيوني عنوانه “أول فيلم عن فلسطين” مدته 29 دقيقة في العام 1911 صوره وأنتجه اليهودي موراي روزنبيرغ.كذلك وصور ياكوف بن دوف أول فيلم عبري “جوديا محررة”الذي يسجل دخول الجنرال إدموند ألنبي التاريخي إلى القدس في العام 1917.
البنية السينمائية العامة
تنقسم البنية السينمائية العامة ،إلى ينى ثلاثة،وهي بني إشكالية،من ناحية من أنتج الأفلام ومن أخرجها.
تتفاعل البنى الثلاثة ، جدليا فيما يينها وهو ما سيتبين لنا من خلال هذا التفاعل،الذي يتبين في جنسية الأفلام وهو الأمر الذي يلخصه بعض النقاد في:إن جنسية السينما لا تتحدد بالمخرج بل بالمنتج.
البنى الثلاثة
- بنية أفلام الثورة الفلسطينية في الشتات
انضمت وحدة أفلام فلسطين إلى مركز الأبحاث ليخرج أول فيلم لها مصطفى أبو علي هو “مشاهد الاحتلال في غزة”. في ألعام ثم توقفت لأسباب تنظيمية لتظهر تحت عنوان اخر هو “أفلام فلسطين – مؤسسة السينما الفلسطينية”التي أسسها وأشرف عليها وأخرج بعض أفلامها،وكان هناك جهات أخرى برزت وهي : الإعلام المركزي التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين* (أخرج أول أفلامها رفيق حجار عام 1973)، واللجنة الفنية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين* (أخرج أول أفلامها قاسم حول عام 1972). ودائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية* (أخرج أول أفلامها قيس الزبيجي أول أفلامها عام 1972)، ومؤسسة صامد* للإنتاج السينمائي (أنتجت أول أفلامها عام 1976).
وكما نلاحظ فإالأقسام قرابة الأولى تشتت في إنتاج الأفلام بشكل رئيسي من قبل الفصائل الفلسطينية في سبعينيات القرن ألعشرين:وكانت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير قد بدأت أيضا بعد أن كان إسماعيل شمّوط قد أخرج بعض الأفلام وبعد ذلك تابعت إنتاج أفلام عديدة حتى بعد أن توقف إنتاج الأفلام أو كاد بعد الغزو الإسرائيلي للبنان.
- أنتجت كل هذه الأقسام قرابة 50 فيلماً وثائقيا مختلفة الأطوال وفيلما روائيا واحدا وأعداد من الجريدة السينمائية.
ما يميّز مرحلة هذه البنية هو إن التعدد والانقسام جعل ميزانية الأفلام، في كل قسم يتبع منظمة فلسطينية مستقلة ،ميزانية ضئيلة لا تحقق عملا نوعيا،كما كانت وفود الفصائل السينمائي المتعددة تشارك في أي محفل ثقافي أوفي المهرجانات خاصة في مهرجان لايبزغ وموسكو،كوفد رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ووفقا لفكرة طرحت في دائرة الثقافة والإعلام هدفها إنشاء مؤسسة للسينما الفلسطينية،على شكل أكاديمية سينمائية،تتمتع بشخصية مستقلة وبميزانية خاصة وتضم كل الأقسام التابعة للفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
ومن المؤسف أن اللجنة التنفيذية،التي أخذت تؤجل موضوع مناقشة المشروع وإقراره،بحجة أولية مناقشة قضايا راهنة مستعجلة. إلى أن حصل الغزو الإسرائيلي،وقاد إلى خروج المنظمة والفصائل الفلسطينية من لبنان.
- بنية الأفلام الأولى التي تم إنتاجها أيضا في الشتات وفي فلسطين التاريخية
سنلقي الضوء على الأفلام الروائية الأولى،التي ظهرت واحتلت مكانتها ونجحت في المهرجانات المهمة،قبل أن تنتشر وتتزايد عروضها السينمائية في بلدان أجنبية عديدة. ومهم هنا الإشارة إلى إن تعدد جهات الإنتاج في مرحلة البنية الثانية،كان عاملا إيجابيا على العكس من مرحلة البنية الأولى،لأن التعدد الإنتاجي الأجنبي،ساعد ودعم ظهور الأفلام الروائية وحقق لها النجاح،أولا في المشاركة في المهرجانات وفي التوزيع والعروض في الصالات التجارية.
وسنبحث في أين تكمن الإشكالية وكيف تناول اوائل المخرجين،الذين سيكون لهم شأن في وصول أفلامهم للعالمية،الموضوع والهوية الفلسطينية، دون أن نبتعد عن مقولة : جنسية السينما لا تتحدد بالمخرج ، بل بالمنتج ؟
بداية مع ميشيل خليفي وهو فلسطيني من الناصرة درس في بلجيكا ، سبق له أن أخرج أربعة أفلام من إنتاج التلفزيون البلجيكي وأشترك معه المخرج البلجيكي أندريه دي أرتيفيل قبل أن يخرج فيلمه الذاكرة الخصبة في العام 1980 كما أخرج فيلمه التسجيلي “معلولة تحتفل بدمارها”في العام (1985) قبل أن يخرج فيلمه الروائي الطويل “عرس الجليل ” (1987)
إنتاج فلسطين – بلجيكا – ألمانيا الاتحادية إنتاج : صورة للأفلام (بلجيكا)، القناة الرابعة، RTBF، المركز السمعي البصري (بروكسل)
- جائزة النقاد الدولية في مهرجان كان 1987
- الجائزة الذهبية في مهرجان سيباستيان بإسبانيا عام 1987
- التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج عام 1988
- وجائزة هاني جوهرية ، من م. ت. ف.
وعرس الجليل يتناول ، وفقا لفهمه ووجهة نظر مخرجه في الموضوع،الفلسطيني،مراسيم عرس فلسطيني لابنة مختار القرية.يشارك فيه الحاكم العسكري في طقوس العرس ؟!
كما بدأ إيليا سليمان وهو فلسطيني من الناصرة أيضا يحمل الجنسية الأمريكية فيلمه القصير” مقدمة لنهاية جدال 1990 ، وشاركه في ألإخراج جايس سلوم أتبعه بفيلمه الروائي القصير ” تكريم بالقتل ” (1992) قبل أن يخرج فيلمه التسجيلي/الروائي “سجل اختفاء ” في العام (1996) إنتاج:إيليا سليمان،جايس سلوم:
ذات فيلم: Dhat Productions
صندوق الترويج لأفلام الجودة الإسرائيلية
Fund for the Promotion of Israeli Quality Films
مشروع إعلام الاتحاد الأوروبي
European Union Media Project
- جائزة أفضل فيلم أول لمخرجه في مهرجان فينيسيا
- جائزة لويجي دو لورينتيز لأفضل أول فيلم روائي
يبحث فيلم “سجل اختفاء ” في فقدان الهوية الوطنية للفلسطينيين العرب في إسرائيل. ويختتم فيلمه بمشهد ختامي طويل:يبثّ التلفزيون الإسرائيلي،في ختام إرساله اليومي،،العلم الإسرائيلي برفرف خفَّاقاً على إيقاع (النشيد الإسرائيلي) أثناء ما يغطُّ والد ووالدة المخرج نفسه،في النوم.
كذلك بدأ رشيد مشهراوي ، الذي نشأ في مخيم الشاطئ في قطاع غزة ، بإخراج عدة أفلام روائية قصيرة وأخرى تسجيلية قصيرة أخرج فيلمه الروائي الأول “حتى إشعار آخر”
إنتاج فلسطين – هـولنـدا – فرنسا – ألمانيـا الاتحـادية (1993) وحاز على:
- جائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة الدولي السابع عشر 1993
- وجائزة أحسن عمل أول في بينالي السينما العربية في باريس 1994
يبحث فيلم “حتى إشعار آخر ” في وضع الفلسطينيين في مخيم الشاطئ الذي أقامته الأمم المتحدة سنة 1948 والذي بني كإجراء مؤقت لإيواء الفلسطينيين أصبح بيتاً دائماً لآلاف العائلات.الذين تنعقد الآن أمالهم إلى حد بعيد على السلطة الفلسطينية الجديدة،لكن كما يبدو فقد كانت آمالهم في العودة لم تكن فرصة تحقيقها فاشلة.
- 3. بنية الأفلام النسًوّية وفقا للمصطلح المتداول
بغض النظر عن الأفلام التسجيلية المهمة التي أخرجت من قبل نساء فلسطينيات،خاصة في أفلام مؤسسة شاشات،لكننا سنلقي الضوء على ظهور الأفلام الروائية ، التي ظهرت في وقت متأخر واحتلت مكانتها أولا ونجحت في المهرجانات المهمة،قبل أن تنتشر وتتزايد عروضها السينمائية في بلدان أجنبية عديدة.
ولدت ماري جاسر فلسطينية في مدينة بيت لحم 1974، تحمل الجنسية الأمريكية.أول أفلامها الروائية ملح هذا البحر فلسطين / 2008 / إنتاج : آن ماري جاسر , جاكيس بيدو أول عمل روائي طويل للمخرجة آن ماري جاسر ، يتناول ممارسات الاحتلال وحواجزه وامتهانه للكرامة الإنسانية في الضفة الغربية ، تُروى فيه حكاية “ثريّا ” الفلسطينية ذات الثمانية والعشرين ربيعاً والمولودة في بروكلين بالولايات المتحدة. تصمم “ثريّا ” على العودة إلى وطنها لتبدأ حياة جديدة هناك ، ولكنها سرعان ما تصطدم بالواقع القاسي حين تكتشف عجزها عن المطالبة بأملاك عائلتها التي تعود إلى ما قبل عام 1948 ، لإن البنك البريطاني الفلسطيني ينكر ميراث بطلة الفيلم. وفي محاولة منها للتغلب على واقعها المرير داخل الأراضي الفلسطينية المحاصرة ، تنضم “ثريّا ” إلى الشاب الفلسطيني “عماد”، الذي يعاني بدوره من الظروف الصعبة في وطنه. ، فيقرر الاثنان الأخذ بزمام الأمور،وسرقة البنك الذى أودع فيه الجد مدخراته.
- أكدت آن مارى رفضها التام عرض فيلمها فى أى مهرجان يقام بتمويل من الحكومة الإسرائيلية،
- عُرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2008
- فاز بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبرسكي) في مهرجان أوشيانز .
قاد إخراج الفيلم وعروضه لينتهي الأمر بالغياب القسري،بعد رفض الاحتلال المتواصل،وعلى مدار 16 شهراً،منح انا ماري جاسر،تأشيرة الدخول إلى الأراضي الفلسطينية،رغم جنستها الامريكية!
كانت انا ماري جاسر،من بين المخرجات والمخرجين،الوحيدة التي اهتمت بموضوع أفلام الثورة الفلسطينية وسعت للتعاون مع مجموعة من المخرجين والنقاد لإعادة كتابة تاريخ أفلام الثورة ونشوئها ونظمت لها عروض مختلفة ومتعددة في فلسطين بدأت بمهرجان “حلم أمة”وبرنامج أفلام الثورة الفلسطينية في أمريكا،وحتى إنها اختارت بعض المشاهد من فيلمين منها. وظفتهما فيلمها الثاني،ولعلّ كل ذلك دفعها لكتابة وإخراج فيلمها الروائي “لما شفتك”.وشاركت ألأردن،فلسطين،الإمارات العربية المتحدة العربية في إنتاجه.
يحكي الفيلم قصة حياة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وتشكيل الفصائل الفدائية الفلسطينية وحياة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن في أواخر ستينيات القرن العشرين. يعيش طارق البالغ من العمر 12 عامًا بصحبة والدته فى معسكر اللاجئين بمدينة جرش الأردنية، وهما جزءٌ من موجةٍ جديدةٍ من اللاجئين الفلسطينيين. يتم فصل الأم والابن عن الأب
تعمل والدة طارق فى خياطة الملابس وتناضل من أجل توفير الطعام لابنها وحمايته من المصير المجهول،خاصة وإن كل الفرص العيش والتعليم في غاية الصعوبة،.مما يدفع طارق إلى التفكير بالرجوع إلى فلسطين ويذهب في عودته في اتجاهٍ غير معين ليصل نهايةً إلى معسكرٍ للفدائيين الفلسطينيين الذين يتدربون على القتال من أجل استرجاع الأرض.
حصل الفيلم على:
- جائزة في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي كأفضل فيلم عربي
- جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم العربي للسينما في وهران
- مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
- جائزة دون كيشوت لمهرجان قرطاج السينمائي
- نافس الفيلم كمدخل لمهرجان توزيع جوائز الأوسكار الخامس والثمانين عن فئة أفلام اللغات الأجنبية.
- ولدت نجوى نجار في واشنطن 1973 وكان أول أفلامها الروائية الطويلة المر والرمّان فلسطين / 200 إنتاج:أسس هاني قرط في عام 2000 مع المخرجة نجوى نجار “شركة أسطورة للإنتاج ” في رام الله بهدف إنتاج أفلام لتغيير الصور النمطية وتقديم أفلام مختلفة. وأنتج فيلمان لنجوى نجار: “المّر والرمّان ” (٢٠٠٩) ، و”عيون الحرامية ” (٢٠١٤)،
- يصور هذا الفيلم بأسلوب شاعري رقيق، العلاقات الإنسانية داخل عائلة مسيحية فلسطينية من رام الله تزوج ابنها حديثا فتاة من القدس، والمشاكل التي يمكن أن تنشب بعد مصادرة السلطات العسكرية الإسرائيلية الأرض التي تملكها هذه الأسرة والتي تعتبر مصدر الرزق والحياة بالنسبة لها ، ثم اعتقال ابن العائلة “زيد ” ولم يمض على زواجه بعد سوى أيام محدودة : حكاية عن الحب والحرية تحت ظروف الاحتلال الإسرائيلي .
- تعترف المخرجة “نجوى نجّار” أن “إنجاز فيلم روائي طويل في فلسطين رهان خطير ” ، فقد تطلّب إنتاج فيلمها “المر والرمان ” شهوراً من التصوير المحفوف بالمخاطر في مواقع حساسة سياسياً في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. إلا أن النتيجة استحقت ما بذلته من عناء ، حيث استطاعت “نجوى ” ببراعة تقديم قصة قوية عن الحب والحرية تحت ظروف القمع والسيطرة في فيلم أشبه بأغنية تتميّز بروحها وجاذبيتها الخاصة.
- يعمل طارق عند المقاول عادل الذي يمثل عنصر الشر والخيانة في الفيلم، هذا الأخير هو صاحب مشغل للملابس النسائية حيث تعمل ليلى وحيث سيسكن طارق في غرفة مجهزة داخل المشغل، تتوالى الأحداث وتنشأ قصة حب ترجمتها نظرات ليلى وطارق. بعد ذلك يكتشف طارق خيانة عادل الذي يسرق الماء من الأراضي المحتلة ويحرم أهله وعشيرته ليوجه أنابيب الماء المخفاة بعناية نحو المستوطنات الاسرائيلية ، فيكشف طارق أمره أمام أهالي البلدة وذلك يوم زفافه المفترض على ليلى التي أجبرتها ظروف العمل على قبوله رغم استلطافها وحبها لطارق. وتنتهي قصة الفيلم بتقرب طارق من ابنته ليلى وعودة المياه الى أهالي البلدة كنهاية سعيدة لخصت حلماً أكبر يداعب كل متشبع بالقضية الفلسطينية وهو عودة الحياة والروح والمياه والخصب لفلسطين المحتلة.
استمرت التقاليد الإنتاجية العالمية،وساعدت على ظهور مجموعة أفلام عديدة لمخرجين فلسطينيين،غالبا من فلسطين التاريخية ! ومن هنا سنرى كيف إن المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد (Hany Abu-Assad) يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة ؟!
ولد هاني عام 1961 في الناصرة وهو يحمل الجنسية الهولندية،كما يحمل الجنسية الإسرائيلية،أخرج فيلم “الجنة الآن” الذي يتحدث عن رجلين فلسطينيين،يجهزان أنفسهما للتفجير داخل إسرائيل.وحاز على جوائز عديدة منها:
- جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي في عام 2006
- وترشح لجائزة أوسكار من نفس الفئة
- حصل على جائزة العجل الذهبي في هولندا كأفضل فيلم هولندي
بينما حصل فيلمه عمر على:
- جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم عربي روائي طويل بالدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي.
كما حصل فيلمه يا طير الطاير (The Idol) على جميع حقوق توزيعه في الولايات المُتحدة من قبل شركة (Adopt Films)
كل ذلك لفت أنظار المنتجين الأمريكيين لأسمه باعتباره مخرج محترف من الطراز الأول ليتم تكليفه بإخراج أفلام في هوليود مثل فيلم “الساعي” 2012 و”الجبال بيننا ” ، مما دفع هاني،بعد النجاح التجاري،خاصة لفيلمه الأخير،البقاء حاليا في هوليوود.وفي عدة مقابلات أجريت معه،أكد إن الأفلام التي من المحتمل أن يخرجها،كما فيلماه الاثنان،لن يكون لها أي صلة بالموضوع الفلسطيني،دون أن يكون لموضوع
أي فيلم من الفيلمين،اللذين أخرجهما،أو حتى الأفلام أية علاقة بالموضوع الفلسطيني.
خاتمة
- رصدنا في الكتاب الأول “فلسطين في السينما” 799 فيلما أخرجها 204 مخرجا وذلك منذ العام 1916 حتى العام 2005
- وفي الكتاب الثاني “فلسطين في السينما ذاكرة وهوية” رصدنا 547 فيلما أخرجها 369 مخرجا وذلك منذ العام 2006 حتى العام 2019:أي في عقد واحد وثلاث أعوام،وهي فترة تراجع قيها الاهتمام في العالم العربي والعالمي كله بقضية الشعب الفلسطيني!! سؤال محيّر سنحاول أيضا الإجابة عليه؟
- عشرة عقـــــــــــود = 799 فيلما
- عقد واحد وثلاثة أعوام = 547 فيلما
سنوجز الأسباب التي قادت هذا الارتفاع الهائل في انجاز أولا الأفلام العربية في الفترة التي حددناها:
- ازداد عدد المهرجانات العربية السينمائية وانتشارها في البلاد العربية
- قامت بعض هذه المهرجانات بتمويل ودعم إنتاج الأفلام العربية في جنسيها الروائي والتسجيلي
- كانت اغلب هذه المهرجانات تنظم عروضا كثيرة لبرامج الأفلام العربية الروائية والتسجيلية أكان في المسابقة أو في برامج أخرى.
- تمنح بعض هذه المهرجانات جوائز عالية القيمة للأفلام الفائزة الروائية والعربية ، مما يساعد المخرجين أو المنتجين على إنتاج أفلامهم.
أما بالنسبة للمهرجانات العالمية فقد فتحت أيضا أبوابها للفيلم الفلسطيني الروائي والتسجيلي متعدد الأطوال ونذكر منها:
- مهرجان فينسيا
- مهرجان كان
- مهرجان برلين
- مهرجان لوكارنو
ظهور مهرجانات أجنبية عديدة في بلدان أوربية سميت مهرجانات سينما فلسطينية خصصت عروضا للفيلم الفلسطيني فقط، بكافة أنواعه وأطواله وساعدت على رواج الفيلم الفلسطيني والتعريف بمخرجيه ومخرجاته،ووجهت الدعوات لهم مما أتاح لهم الحضور فرصة للتعاون فيما بينهم. من هنا نلاحظ،بشكل خاص تميّز الفيلم التسجيلي الفلسطيني بتناول كل نواحي الحياة المختلفة مباشرة في فلسطين وفي الشتات،حيث يهيمن الاحتلال الصهيوني على مصير الناس مباشرة أو بشكل غير مباشر وهي:
- مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن
- مهرجان سينما فلسطينية في باريس
- مهرجان السينما الفلسطينية في بروكسل
كما إن هناك مهرجانات محلية في بلدان أوربية نذكر منها مثلاً:
- مهرجان الفيلم الفلسطيني في مدينة شتراسبورغ في فرنسا
وسنحاول في ما يلي الاهتمام بالفيلم التسجيلي الفلسطيني الذي يمكن أن نرى بأنه لعب وظيفة تختلف عن دور الوظيفة الذي لعبها الفيلم الروائي الفلسطيني؟ولنأخذ مثلا مؤسسة مثل:”شاشات“وهي مؤسسة أهلية،تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، تعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها،ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة.
ومن جانبها ترى د. علياء ارصغلي ، مديرة “شاشات”،وهي مخرجة فلسطينية،أشرفت على إنتاج الأفلام،إن الاستمرار في تدريب وعروض أعمال مخرجات شابات،مهم ليس فقط لسينما المرأة في فلسطين ولكن للعمل السينمائي الفلسطيني ككل.
أنتجت شاشات حوالي 60 فيلما روائيا وتسجيليا متعددة الأطوال تكشف حياة المرأة الفلسطينية في كافة مرافق المجتمع الفلسطيني،،وحازت المؤسسة على “جائزة التميّز في العمل السينمائي”من وزارة الثقافة الفلسطينية في عام 2010.