لماذا لا تنزل جماهير أوسع رغم المطالب الوطنية للصدر
د. لبيب سلطان
يقود الصدر اليوم تحركا جماهيريا واسعا يتبنى مطالب وطنية عراقية تتماحى وتناجي مافي صدور العراقيين من غضب على فساد نظام المكونات والمحاصصة الطائفية وفساد الأسلام السياسي في الأطار التنسيقي الذين اضحوا وكلاء وعملاء مباشرين للنظام الأيراني وجعلوا من العراق امارة قاآنية وبدون مستحى ولا خجل “وصل الأمير قاآني الى بغداد ..غادر الأمير قاآني بغداد”. ان الصدر يتحدث في أغلب تغريداته عما يريده العراقيون الذين رحبوا كذلك بثلاثيته التي طرحها بعد فوزه الساحق في انتخابات اكتوبر2021 وهي حصر السلاح بيد الدولة وحل الميليشيات ومحاسبة الفاسدين وانهاء التوافقية المحاصصية الطائفية لأقتسام غنائم السلطة. واضاف لها اليوم وبعد احتلال بناية البرلمان مطالب تغيير الدستور وانشاء محكمة اتحادية جديدة غير مسيسة وربما ستضاف لها تباعا سلسلة اخرى من المطالب الشعبية وفق تطور الأحداث خصوصا بعد تسريبات المالكي وتلكؤ القضاء بالتحرك ضد المالكي حيث حرض على الحرب الأهلية واستخدام السلاح في السياسة كما اظهرت التسريبات وهي مواد ارهابية وفق القانون العراقي المسمى 4 أرهاب والقضاء اليوم مدان حتى يتحرك لوضع المالكي في قفص الأتهام بالتحريض على العنف وتهديد السلم الأهلي كما ينص القانون.
ورغم ان مايطرحه الصدر هو مايريده الشعب ويتمناه ولكن الجماهير الواسعة التي رأيناها في انتفاضة تشرين عام 2019 والتي هزت عروش الفساد الأسلامي الولائي وشاركت بها خاصة الطبقة المتوسطة والمهنيين والطلبة والمدنيين لا زالت في شك من المشاركة في تحركات الصدر وهو مايظهر جليا من توجه الصدر في ندائه الأخير الى العشائر لمساندته في تغيير النظام بعد ان رأى تردد المجتمع العراقي. ان تردد التشرينيين والطبقات الواسعة من الشعب في المشاركة بتحرك الصدر “أروح وية الصدر لو انتظر” يعود الى ثلاثة اسباب على الصدر ادراكها.
اولا: من يضمن ان الصدر لن يتراجع هذه المرة ايضا وقد فعلها عام 2016 بتحرك مماثل، فقرارات السيد تأتي مفاجئة وهو يعتمد على انصاره المطيعين بتأييدها مهما كانت وغالبية الشعب الذي يشاركه تطلعاته لاتريد ان تفاجئ بقرارمفاجئ للسيد، وعليه فالسيد الصدر عندما طالب الشعب بمساندته عليه ان يقسم هذه المرة امام الملأ ان لاتراجع او تهادن او استدارة مفاجئة اذا خرج الشعب معه للتغيير.
ثانيا: الشعب لا يعرف بالضبط نوع التغيير الذي يريده الصدر فهو يطرحه من خلال تغريدات وبالأقساط. السيد يقول اصلاح الدستور ولكن هل سيتم فيه الغاء ومنع الطائفية السياسية ، وهل سيوفر ادوات محاسبة الحكومة وممارسة السياسة لغرض الأغتناء السلطوي ..لابد للسيد ان يطرح ولو صفحة واحدة مالذي يريد عمله في الدستور كي يكسب الناس اليه.
ثالثا: اذا كان السيد يريده تحركا وطنيا واسعا فليصدر تعليماته ان ترفع اعلام العراق بدل صوره ويوضح ان العراق هو العراق الوطني وليس عراق الصدريين فهذا امر مخيف من ديكتاتورية جديدة بأسم ال الصدر تكون مثلها كردستان البرزاني وان يوضح السيد موقفه جهارا والتزاما بان العراق واحد واكبر من العوائل مهما كانت جليلة بعطائها.
هناك امور عديدة هامة يحتاج الشارع العراقي الى توضيحها : من يكفل ان الحكومة القادمة او التي بعدها لن تعود لتمارس نفس الفساد والأستبداد ، فلابد من برنامج للأصلاح الحكومي يضعه الصدر مع الوطنيين العراقيين للتخلص من التسلط والفساد الحكومي وتتم قنونته لأدارة الدولة العراقية ، وبدونه سيهب الدنيئين والمنافقين لنصرة السيد لسرقة الدولة والمال العام من جديد ، حيث كان ولازال الكثير من اتباعه من هؤلاء وقول الأمام علي “ينعقون مع كل عانق ويركبون اية موجة ” مازال نافذ المفعول.
بلا شك ان الوطنيين العراقيين يدعمون تحركات الصدر الأصلاحية ولكن ضمنا وليس مشاركة لأن الوطنية العراقية تطالب باصلاحات اشمل واعمق وأوضح لأعادة شكل ووظائف الحكومة والدولة في العراق الجريح الخرب اليوم وعلى الصدر كما على الوطنيين بمختلف مشاربهم ايجاد القواسم الوطنية والتوجهات الواضحة لأجل تحرك مشترك لكنس الفاسدين من السلطة واصلاحها على اسس وطنية ونزع سلاح الولائيين وجعل العراق للعراقيين.
* استاذ جامعي / كاليفورنيا