نارُ الأُم
عدنان الظاهر
قالتْ لا تقْرُبْ من نارٍ تصلاها
قَفّلتَ وأخفيتَ المفتاحا
ماذا أبقى شيطانُكَ في رأسكَ من بؤسِ
أو نجمُ الغُربةِ من أثرٍ في شقِّ البرْقِ
عُدْ أدراجِكَ واشرحْ صَدْرا
سرٌّ في الرأسِ المُندسِّ
أني المطعونُ بخاصرةٍ تَدمى بالذكرى
أتمرّغُ بالآجرِّ المُصفرِّ ونارِ التنورِ
تشجُرُهُ فجراً أُمّي
ويلَ الأمِّ إذا ناحتْ أو أنّتْ
دقّتْ في بيتٍ أجراسَ الأقدارِ
وتدلّى من بئرٍ في العينِ شريطُ دماءِ
يسألُ في ثوبِ حِدادٍ مُنشَقِّ
هل بعدَ الغيبةِ يأتي أهلي ؟
الآنَ أُواجهُ شكّاً جازَ الحدَّ الأقصى
في أنَّ الدربَ قصيرُ
[ يا حاديَ عيسِ ] الظمآنِ تقدّمْ
أُنشرْ شكواكَ على أهدابِ الحبلِ الرملي
لا توقظْ من نومٍ أمواتا
دَققْ في الأمرِ مَليّا
لا ترفعْ أعلى من رأسي سوطا
محكومٌ أنْ أَرقُدَ في عينِ الذيبِ السهرانِ
هَرَباً من بطشٍ مُستشرِ
جفني يتفصّدُ دمْعا
أتوانى حتّى ينأى خوفي منّي
وأُقوّمُ نهجَ الساقطِ في سوءِ الظَنِّ
فالخيبةُ أجنحةٌ تتساقطُ في بابلَ أبراجا
تتبرجُّ بالكُحلةِ في دمعِ الأهلِ
قالتْ سُبحانكَ لا ترفعْ من قَدْري إكليلا
يأسي تاجٌ في رأسي
يعزفُ للنائمِ أبواقا.