شمران الياسري.. ابو كاطع ـ اسمه مازال متجذرا
زيد الحلّي
واحد واربعون عاما مرت على وفاة الكاتب المشهور شمران الياسري ( ابو كاطع ) لكن اسمه مازال متجذراً في الوجدان الشعبي ، كواحد من ابرز الشخصيات التي شكلت حضورا ثقافيا في الحياة اليومية للشعب ، من خلال كتاباته الصحفية ، والقصصية ، وبرامجه الاذاعية التي اكتسبت شهرة ، لم يبلغها احد حتى اليوم ، حيث حفر لنفسه اساسا في الضمير الجمعي للمجتمع العراقي .. فكان شمساً بين الناس ، يلتمسون منه دفأهم ، ، وينتظرون صوته العراقي المعجون بحب الوطن في كل حديث له ، ويقرأون كتاباته بشغف ..
نفتقد بشدة حاليا فِكر الياسري واسلوبه المتميز ، وطاقته التي لا تنضب. ان العديد من الامور التي تناولها ” ابو كاطع ” في الصحافة والقصة والاذاعة ، ما تزال موضوعًا ساخنًا إلى اليوم ، وهذه الحالة ، اصبحت ظاهرة فريدة ، ينبغي دراستها ، والتنبه لها ، فالمنظّر الأدبي والمثقف الكبير كان شخصيةً مؤسسة في مجال النظرية النقدية ، والمجتمعية ، لمرحلة ما بعد الكولونيالية ، بمفهومها وطابعها الاصطلاحي ، وداعمًا قويًا للحقوق السياسية ، والإنسانية للشعب العراقي .. كانت سيرورته تتلخص بمفهوم واضح ، وهي ان اراد المرء ان يحبه الناس ، فعليه تحمل كل معاناتهم ، وان يكون حكيما في إخلاصه ، وان يبذر افكاره لمن يخاطبهم بود وصدق .. وهكذا كان شمران الياسري ، وكم كنت اتمنى ونحن نحتفل بالعيد الـ 153 للصحافة ، ان تبادر مؤسساتنا المعنية بالمبدعين والاعلاميين باستدعاء أهميّة أعماله الصحفية والابداعية ، من خلال عقد ندوة استذكاريه لهذا الاسم العصي عن النسيان في ذاكرة الشعب جيلا بعد جيل ، والاعلان عن جائزة (شمران الياسري للعمود الصحفي ) … نعم كان (ابو كاطع) هاديا لمستمعيه وقراءه ، فأحبوه .. وتجذرت محبته في ذواتهم ، فأورثوها لأبنائهم .. وما تزال هذه المحبة سارية الى الان ، واظنها ستبقى مع وهج النور في ظلام الحياة ..
ولأنني كنتُ من قراء ، ما يكتب (ابو كاطع) في اعمدته الصحفية الشهيرة ، ومقالاته ، ورواياته ومستمع لأحاديثه الاذاعية ، فقد احسستُ انه يحمل محبة عميقة للناس ..ويحترم كل أنسان ، صغيرا او كبيرا ،، ولم ألاحظ عليه انه قال كلمة فيها إقلال من شأن أحد، أو جرح لشعور إنسان. ولم يعامل أحدًا باستصغار .. كان ودودا جدا ..، لكنه الود الموزون الذي ينسي الناس آلامهم ومتاعبهم بكلام عذب وشخصية مهابة..