البعض منا يتظاهر٬ لا يمكنك إرضاء الجميع٬ كن فقط من أنت.!٬ النجوم أنقرضت٬ شيخنا٬ الأعشاب طويلة٬ تنتشر حولنا٬ وقرطاسك شروق شمس رائع.!
الفصل الأول
ـ 1 ـ
بيت العنكبوت٬ يتمدد على الأرض٬ سعف النخيل يتابع أصالته.!
ـ 2 ـ
عند الوراقة٬ المحبرة تتخلف عن التنفس٬ الريشة من نجمة الصبح.!
ـ 3 ـ
ورق اثر ورق٬ موج أثر شط٬ لا شيء سوى القمر.!
ـ 4 ـ
أعشاب طويلة٬ للشمس سوى مساند الظهيرة٬ الوحوش تتجول المرعى.!
الفصل الثاني
ـ 5 ـ
النمور تحترق زاهية٬ تنتشر المشارب٬ اللهب جمر البرية الساخن٬ الرماد يملأ رفل “النفس الزكية”.!
ـ 6 ـ
الكلمة٬ ثمرة شجر٬ لم يعرها أحد انتباه٬ حتى سقوطها.!
ـ 7 ـ
المحبة تتهاوى٬ الشجرة المثمرة تتساقط٬ لا أحد سواها. من عنها بمتكلم.؟!
ـ 8 ـ
البحث عن العناكب٬ لنقل الكلمة إلى منازلهم٬ تنسج حرية النفس٬ تتحد عاقلة.!
ـ 9 ـ
تنفذ الدقيق مستقصيا٬ لخبز النفس إلى تنورها الصارم٬ للذين نقباء٬ نساجي حياكة الطائر.!
الفصل الثالث
ـ 10 ـ
بعض النقباء٬ شيوخ منعزلة٬ وحدك ليس وحيدا دائما٬ أيها الصديق السار.!٬ النجوم أنقرضت٬ شيخنا٬ الأعشاب طويلة٬ تنتشر حولنا٬ وقرطاسك شروق شمس رائع.!. انتهت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* 10 قصص قصيرة جداـ متوالية سردية مؤتمتة في ثلاثة فصول
* هو الشيخ البصري المعتزلي أبو الهذيل بن مكحول بن محمد بن الهذيل بن حمدان العلاف ( 135ـ235 هـ=751ـ849 م)٬ وهو من (الطبقة السادسة ـ فرع البصرة للأعتزال )٬ ومن أتباعه (يدعون بالهذيلية). سمي بالعلاف بسبب وقوع داره في البصرة٬ كانت في حي العلافين٬ وهي حي من أحياء البصرة. ذهب إلى بغداد وترشد علمه على يد اكابر العلماء بشير بن سعيد (ت 12 هـ ) وعثمان الزعفراني تلميذي واصل بن عطاء٬ وأخذ عنهما الاعتزال. بلغ ذروته أيام المأمون الذي دعاه إلى قصره في بغداد سنة ٢٠٤. ألمعي المعرفة٬ درء تام٬ قوي الحجة في مجادلاته. ملما بالفلسفة اليونانية٬ دعاه الخليفة المأمون بصحبة ن النظام حتى يجادلا أنصارهما وخصومهما٬ برهان جدله يخضعه لمجموعة من الاشعار٬ حتى أدهش ابن النظام بفطنته وحجته الذي كان يعتقد أنه ملم بفيض معارف ودقائق الفكر اليوناني. درس الفلسفة اليونانية في الكوفة. وتكوين أبي هذيل الفلسفي ساعد الكثير في وضع اسس الاعتزال٬ بل وسع من مقدرة حركة الترجمة التي بلغ أوجها في زمن الخليفة المأمون. ما يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه.
مصنفاته: يقال؛ وضع أكثر ما يزيد عن ألف رسالة حجاجية مناكفة خصومه٬ تلك الحجج التي تبحث في أصول الأعتزال٬ الذائعة الصيت بمثالبة خصومه تميزا بأتباع المعتزلة بسؤال: “هل قرأتم الأصول الخمسة؟”٬ أي بما تتمتع به الإجابة بالإثبات٬ أن السامع٬ جاء بالوابل٬ ما مجيب إلا بمعتزلي.
صفاته: كما قال عنه الجاحظ في كتابه (البخلاء) “..كان أبخل المعتزلة٬ كما أنه أسلم الناس صدرا وأوسعهم خلقا…” وأيسرهم سهولة وأسهلهم خفة بالسؤال. أجمع إليه من حسن السيرة؛ أوسع معرفة مع توسع في علم اللسان٬ ووفور من البلاغة والشعر٬ والمعرفة بالأخبار؛ حيث أجمع لتابعيه “الهذلية” مستنبطا للاحكام٬ متفننا في علوم جمة٬ علامة علمه من لمع الذكاء وسرعة الحفظ٬ وكرم النفس والتدين٬ وكان له في الأدب والشعر نفس واسع وباع طويل على البديهة أسرع منه.