الاكراد يصدرون النفط والغاز العراقي الى إسرائيل وأوروبا..
والحكومة لم تكشف الحقيقة!
كشفت العديد من المصادر الإعلامية الأوروبية عن إن خطة وليدة لإقليم كردستان في شمال العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالنفط والغاز بمساعدة إسرائيل، تعد جزءا مما أغضب إيران ودفعها لقصف عاصمة الإقليم أربيل بصواريخ باليستية في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتشكل الهجمات المتعددة التي وقعت خلال الاشهر الاخيرة وحتى شهر ايار/ مايو على أربيل واستهدف مواقع مدنية، بمثابة صدمة للمسؤولين في المنطقة لشراستها، اذ كانت هجومات نادرة من قبل الحرس الثوري الإيراني داخل العراق. وتحدث الحرس الثوري الإيراني حينها بأن الهجوم أصاب “مراكز استراتيجية” إسرائيلية في أربيل وكان ردا على غارة جوية شنتها إسرائيل وقتلت اثنين من أعضائها في سوريا. لكن اختيار الهدف أثار حيرة العديد من المسؤولين والمحللين، فيما اعلن مسرور بارزاني: سنصبح ((كردستان)) مصدرا للنفط والغاز الى تركيا واوروبا في المستقبل القريب والحكومة العراقية لا تحرك ساكنا ازاء مثل هذه التصريحات ان لم نقل التحرشات السياسية والاقتصادية التي تضر بالمصالح الوطنية العراقية وتشكل استفزازا للشعب العراقي برمته. وصرح مسؤولون عراقيون وأتراك تحفظوا عن كشف هويتهم قبل ايام بأنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيسي كان خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.
وقال مسؤول أمني عراقي “كان هناك اجتماعان في الآونة الأخيرة بين مسؤولي الطاقة والمتخصصين الإسرائيليين والأميركيين في الفيلا لمناقشة شحن غاز كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد” .وأبلغ مسؤول أمني إيراني كبير وكالة “رويترز” بأن الهجوم كان “رسالة متعددة الأغراض لكثير من الناس والجماعات. والأمر يعود إليهم في كيفية تفسيره. وأيا كان ما تخطط له (إسرائيل)، من قطاع الطاقة إلى الزراعة، فهو لن يتحقق” .وأكد مسؤولان تركيان وجود محادثات شارك فيها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون جرت في الآونة الأخيرة لبحث إمداد تركيا وأوروبا بالغاز الطبيعي من العراق، لكنهما لم يكشفا عن مكانها. وأوضح المسؤول الأمني العراقي ومسؤول أميركي سابق مطلع على الخطط أن رجل الأعمال الكردي الذي أصيب منزله بالصواريخ الإيرانية هو باز كريم البرزنجي وكان يعمل على تطوير خط أنابيب لتصدير الغاز. ويضع هذا الكشف هجوم إيران على أربيل في سياق مصالح الطاقة للأطراف الإقليمية، وليس هجوما عسكريا إسرائيليا واحدا على الحرس الثوري الإيراني، كما ورد على نطاق واسع. فيما نفى مكتب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لمناقشة خط أنابيب في فيلا البرزنجي، لكن مراقبين لا يستبعدون صحة المعلومات، خصوصا بعد أن أبدى الإقليم اهتماما بتعويض البعض من نقص الطاقة على الأقل في أوروبا.
وقال رئيس وزراء كردستان العراق مسرور بارزاني الاثنين إن الإقليم “سيصبح قريبا مصدرا مهما للطاقة وسيساهم في تلبية الطلب العالمي وسيصدر إلى تركيا في المستقبل القريب” .وأضاف بارزاني في كلمة له أمام منتدى للطاقة في دبي “سنصبح مصدرا للغاز إلى بقية العراق، وإلى تركيا، وإلى أوروبا في المستقبل القريب”. واعتبر المراقبون أن نفي مكتب نيجيرفان بارزاني عقد أي اجتماعات في هذا الإطار يمكن قراءته من باب رفع الحرج الذي قد يتعرض له الحزب الديمقراطي الكردستاني في الداخل العراقي، ولاسيما ما قد يسببه من مشكلة لحليفيه التيار الصدري وائتلاف السيادة السني، اللذين ينخرط معهما في مشروع لقيادة العراق في الفترة المقبلة.
ووفق وكالة “رويترز” تحدثت المصادر التركية والعراقية والغربية طالبة، في أغلبها، عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مصرح لها بالحديث للإعلام. من أن مسؤولون عراقيون وأتراك يعتقدون أن الدافع الرئيسي من الهجوم كان بسبب وجود خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.. وقالت المصادر إن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسيا بالنسبة إلى إيران والمنطقة إذ أن خطة تصدير الغاز قد تهدد مكانة إيران كمورد رئيسي للغاز إلى العراق وتركيا في حين مازال اقتصادها يرزح تحت وطأة عقوبات دولية. وتأتي كذلك في وقت تعزز فيه إسرائيل وتركيا علاقاتهما وتتطلعان للمزيد من التعاون في مجال الطاقة في حين تهدد العقوبات المفروضة على روسيا، بسبب غزوها لأوكرانيا، بحدوث نقص حاد للطاقة في أوروبا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي مؤكد بإن تركيا وإسرائيل يمكنهما العمل معا على نقل الغاز الإسرائيلي لأوروبا. واجتمع أردوغان كذلك مع بارزاني وقال إن أنقرة تريد توقيع صفقة توريد غاز طبيعي مع العراق. لكن المسؤولون العراقيون والأتراك لم يعطوا تفاصيل محددة عن خطة ضخ الغاز من كردستان العراق إلى تركيا ولم يحددوا إلى أي مرحلة وصلت أو ما هو دور إسرائيل في المشروع.
واعتبر أحد المسؤولين الأتراك أن “توقيت الهجوم في أربيل مثير للاهتمام. يبدو أنه كان موجها بالدرجة الأكبر لصادرات الطاقة من شمال العراق وللتعاون المحتمل الذي قد يشمل إسرائيل”، مضيفا “أُجريت بعض المحادثات بشأن صادرات الغاز الطبيعي من شمال العراق ونحن نعلم أن العراق والولايات المتحدة وإسرائيل تتشارك في هذا العملية. مؤكدا بأن تركيا تؤيد ذلك أيضا”.
وقال المسؤول الأمني العراقي إن اجتماعين على الأقل لبحث هذا الأمر مع خبراء الطاقة من الولايات المتحدة وإسرائيل عقدا في الفيلا التي يسكنها البرزنجي وهو ما قال إنه يفسر اختيار هدف الضربة الصاروخية الإيرانية. ولم يتعرض أحد لإصابات خطيرة في الهجوم لكن الفيلا ألحقت بها أضرار جسيمة. ولفت مسؤول حكومي عراقي ودبلوماسي غربي في العراق إلى أن البرزنجي معروف بأنه يستضيف المسؤولين ورجال الأعمال الأجانب في منزله وإن من بينهم إسرائيليين. واشار المسؤول الأمني العراقي والمسؤول الأميركي السابق الى إن مجموعة كار النفطية المملوكة للبرزنجي تعمل على تسريع خط أنابيب الغاز. وفي نهاية المطاف، أوضح المسؤول الأميركي السابق أن خط الأنابيب الجديد سيربط بخط استُكمل بالفعل على الجانب التركي من الحدود.