برقيّة من بغداد
لمناسبة يوم السلام العالمي
عادل سعيد
الحمامةُ البيضاءُ التي
التقطَتْ غُصنَ زَيتون
قبلَ أن تغادرَ
لوحةَ بيكاسو
طافَتْ كُلَّ السماوات
قبلَ أن تحطّ في .. بغداد..
و بعدَ يوم
تلقّى بيكاسو البرقيّة َ التالية
ـ شكراً لكم
تُهديكُم الرئاسةُ تحياتِها
لسنا دوابَّ كي نأكلَ أغصانَ الزيتون
لقد كانَ لحمُها طيّباً
أرسِلوا
…
حَمامةً ثانية
!!عودة الإبن الضال
كُفَّ عن الصّهيلِ أيّها البحر
و أعِدْ موجَك الى حظيرته
فهذا المطرُ الذي نهضْتَ كي تلحسَ قطراتِه
مثلَ عصفورٍ عطشان
لم يَنزل
من كوكب صديق
أو قمرٍ اجتاحهُ الطوفان
إنه ماؤكَ الذي فرّ نحو السّماء
بحثاً عن زُرقة أكثرَ زُرقة
عادَ اليكَ
مثلَ مُهاجر فاشِل
اكتشفَ بعد رحلة عَناء
أن السماءَ كاذبةٌ في زُرقتِها التي
نزلت تبحثُ فيكَ عن نفسِها
فانتحرَتْ في الهواء
حين أدركَتّْ أنَّ زرقتَكَ ليسَت الاّ زُرقتَها
الكاذِبة …
غارقةً
!في الماء
!فلْتَفْعَلْها.. قبلَ أنْ
الحياةُ قَصيرةٌ
كـ ( ميني جيب) بريجيت باردو
وطَويلةٌ حَدِّ الإنتحار
…كفُستان زفافِ أميرةِ ويلز
……..
لكِنْ …..
لحظةَ تتَخلَّصُ
مِنْ عُسْرِ رأسِكِ الهَضْمي
قُمْ خَفيفاً ..
ـ بعدَ أنْ تَسْحبَ (السيفونَ) فوق المعبودات و الفلاسِفِةِ و الفُقهاء ـ
كي ترتكِبَ كلَّ الأخطاءِ
ـ المُمكِنةِ وغيْرالمُمْكِنة ـ
قبل أن تَهْرَم كالأطفالِ في حِكاياتِ الجَدّات
فتموتَ ..
كما ماتَت الجَدّات ..
بِداءِ .. الحِكْمَة !
وليمة متنقلة *
بعد أن ( وّدّع همنغوَي السّلاح )
أبقى رصاصةً للذكرى
نسي بعد ثلاثين عاما
أين اودعها
و حين كان يكتب
أدرك أنه تأخر عن الوليمة
فترك مكتبَهُ
و توغّل في أدغال روايته الأخيرة
غيرَ أن القلمَ رفعَ فوهتهُ
و أطلقَ عليهِ الرصاصةَ التي
لَم يقُل لها
..
وداعاً !!
ــــــــ
* الرواية الأخيرة لهمنغوَي
مُزحةٌ .. أخيرة
كلَّ صباح
اقفُ امام الروزنامةِ
اطالعُها و تطالعُني ..
فأقتطعُ منها و رقةً
و تقتطعُ منّي و رقةً
و تكرُّ الأيّام
تكرّ
تكرّ
تكـ ..
…
لكنهُ سيأتي حَتماً
ـ كم أمقُتُ حتماً ـ
ذلكَ اليوم
اليومُ الذي ……
لن استطيعَ فيهِ ابداً
أن أقتطعَ من الرُزنامةِ ورقةً
لكنّها و ـ بحَنان ساخِن ـ
ستقتَطعُ ورقةَ ذلكَ اليوم
و بِها
..
تُغَطّيني !!
زِيارةٌ .. غاشِمة!
بكيتُ من شِدّةِ الشِّعرِ
حينَ زارَ روحي
و هزّ جِذعي بقوّة
…….فتساقطتُ من أعلى الكلام
لكنّني اِذْ لمْلمتُ نِثاري
كي أتسلّقَ ثانيةً
أدركتُ أنّه أخذَ الجِذعَ
و المعنى
و اللونَ
و الروحَ
و تركَني مَمحُوّاً
…
أسفلَ
.. الكَلام !!