العراق والقدم المنزلقة الى الهاوية
د. نزار محمود
ان تشخيص واقع حال العراق وما ينذر به ليس بحاجة الى قارئة طالع أو منجم أو، فتاح فال، كما يقول المثل العامي. فالعراق يعيش حالة مخاض عسير لجنين مشوه بكل المقاييس والمعاني. انه يعيش حال من تاه في سيناء!
فعلى الصعيد السيادي لا تقف له على سيادة في هوية أو حدود أو قرار. وكذلك في انفصامية صورته السياسية التي تشكلها ملامح متناقضة وحائرة في السير نحو جنوب أو شمال!
نخدر أنفسنا ونمنيها كل مرة بانتخابات نزيهة وحكومة مقتدرة وأمينة. هذه الأمنيات تطول اشهر في صراعات ولف ودوران، ولا يتمخض عنها غير وجوه مكررة القسمات!. مكررة في أخلاقياتها وامكاناتها وارتباطاتها وسيرها على الحزام الناقل الذي تحركه ايران والسادة الامريكان.
ولقد صدق الكاظمي عند استلامه سلطة رئاسة الوزراء، حين قال في وضعنا الاقتصادي: نحن ليس لدينا اقتصاد! نعم ليس لدينا من اقتصاد غير براميل النفط الذي نستخرجه من باطن الأرض ونبيعه، فنسرق ربعه، ونسيء استخدام ثلثه، ونتوزع الباقي بين راتب ورشوة واهداء!
لقد مزقت الطائفية والعرقية نسيجنا الاجتماعي، بين شيعي وسني، عربي وكردي، مسلم ومسيحي، وبين مكونات كبيرة ومكونات صغيرة تحافظ “بالكفوتا” على نفسها، وطوابير من العزاب والعانسات والأرامل والمطلقات والأيتام.
أما على مستوى الوعي والثقافة العامة، فكل قوم بما لديهم فرحون، وقد انتشر الجهل والسفسطائية وحشيش احاديث الطرشان، وانتشرت البطالة بين حامل شهادة وبين أمي لا يجيد القراءة والكتابة.
انتظرنا الانتخابات ورضينا بعلاتها، وشهدنا المعارك والمناورات، وبقي سيد البرلمان الذي ثار وضحى لاسقاطه الآلاف. واليوم نعيش في منتصف طريق اختيار وتعيين رئيس لجمهورية العراق، الذي ليس له من اسم الجمهورية غير حروفها الصماء.
أما المرحلة الثالثة في الاتفاق على رئيس الوزراء، فهي مرحلة الولادة من الخاصرة!
ان من يتابع، حتى على شاشة التلفاز، يقف في شأن واقع العراق على العجب العجاب! فالعراق، يا أبناء شعبنا الغيورين، يقف على ساق واحدة، وقدم تسير الى الانزلاق الى هاوية سحيقة، لا سمح الله!