الإيزيديون يحتفلون بعيدهم وسط مطالبات بحل مشكلة سنجار
عامر مؤيد
احتفل الايزيديون ببدء العام الايزيدي الجديد في اقدس واكبر معابدهم في العراق والعالم “معبد لالش المقدس”.
ويطلق الإيزيديون على اليوم الذي يحتفلون به اسم جرشما سري نيساني، كما يسميه البعض الأربعاء الأحمر أو جارشمبا سور. ويحتفل به الإيزيديون في العراق، وسوريا، وتركيا، وإيران، وبعض مناطق أذربيجان، وأفغانستان، وبعض دول أوروبا. وعاد الايزيديون للاحتفال مرة اخرى في معبدهم بشكل مستمر بعد غياب طارئ حدث بسبب سيطرة تنظيم داعش على مناطق تابعة للايزيديين.
الصحفي الايزيدي سامان داود والناشط في مجال حقوق الايزيديين يقول في حديثه لـ(المدى) ان “عيد رأس السنة الإيزيدية الممتد من الحضارات العراقية القديمة فرصة لنا ان نطالب بتطبيع الأوضاع في مناطق الإيزيديين جميعها وبالاخص مدينة سنجار بما يسمح بعودة النازحين الإيزيديين إلى بيوتهم بسلام وأمان”.
واضاف “نتمنى أن تؤدي الحكومة العراقية واجباتها من خلال بدء عملية الاعمار ودعم عمليات العودة للنازحين بتوفير بيئة آمنة لهم، وإضافة إلى ذلك نجدد دعواتنا إلى إبعاد المكون العراقي الإيزيدي عن الصراعات السياسية بين بغداد وأربيل”. وبالعودة الى الديانة الايزيدية فانها نشأت في بلاد ما بين النهرين قبل آلاف السنين، وتدرجت من عبادة الطبيعة إلى الوحدانية، وتختلف طقوسها عن الديانات السماوية، كما أنهم ليس لهم أنبياء لاعتقادهم في عدم وجود صلة بين الخالق والمخلوق.
وفيما يخص شهر نيسان فانه له قدسية مختلفة عند الايزيديين حيث لا يقطعون الأشجار، ولا يحرثون الأرض، لأن هذا يشوِّه جمال الطبيعة التي يقدسونها.
كما لا يتزوج الإيزيديون في نيسان لظنهم أن هذا سيجلب النحس إلى حياتهم، فنيسان عندهم هو عروس السنة التي لا تضاهيها العرائس؛ لذا لا يجوز وجود عرائس أخرى.
ويقول بعض الباحثين إن تسمية هذا الاحتفال بالاربعاء الأحمر تعود إلى زمن إمبراطورية ميديا، حينما وقعت معركة كبيرة حدثت في هذا اليوم، وأريقت فيها الكثير من الدماء، وانهزم فيها العدو، ونتيجة لذلك سادت البهجة والاحتفال، وأطلق عليه الأحمر بسبب كثرة الدماء.
بينما يدّعي آخرون أن أول قطرة دم حمراء ضُخت في أول كائن حي وهو البيضة لتبدأ خصوبتها في يوم الأربعاء، ومن قبل ذلك قالوا إنه ذكرى ضخ الرب للدم في جسم أول كائن حي وهو آدم، فاكتمل اللحم، وسرى الدم في جسده، وبدأت الحياة على الأرض. وبمناسبة هذا العيد هنأت قوى سياسية ووطنية الايزيديين بذكرى عيدهم مطالبين ايضا بضرورة حل المشاكل العالقة لديهم وبالاخص فيما يتعلق بسنجار والتطورات الامنية التي تحصل فيها مؤخرا.