مجدداً.. جماهير شعبنا في الساحات
خرجت التظاهرات الجماهيرية، ليلة امس الجمعة، في مناطق مختلفة من عراقنا الحبيب، بدعوة من مختلف القوى التشرينية والاحتجاجية، طالبت بالإسراع في تشكيل الحكومة وانهاء حالة الاستعصاء، والبدء فوراً بإجراءات ملموسة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية ومحاسبة قتلة المنتفضين، واتمام ملف تعويض عوائل الشهداء ومعالجة الجرحى، وغيرها من الملفات.
وأتت هذه التظاهرات، بعد فترة خلت فيها الساحة الاحتجاجية من الفعاليات المطلبية ذات الطبيعة السياسية، ما يعني ان إمكانية عودة الحراك الاحتجاجي كانت وما زالت قائمة، فيما لو تحرك النشطاء وعملوا على توحيد جهودهم التي تهدف الى تغيير طبيعة السلطة المحاصصاتي ونهج الحكم والاتيان بدولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة.
وما يرفع الهمم والحيوية والنشاط في هذه الفعاليات هذا الحضور الكبير والواسع من الشباب التشريني المنتفض ومعهم التنسيقات والحراكات الأخرى التي انبثقت عن الانتفاضة وبعدها، ناهيك عن مشاركة قوى سياسية بمسميات مختلفة.
ومن جديد يتوجب التأكيد على أهمية التهيئة الجيدة والعمل على عدم استغلال هذا الحراك لصالح قضايا خاصة وضيقة، والحفاظ على السلمية وتجنب الاحتكاك مع القوات الأمنية، وتوحيد الشعارات والهتافات بما ينسجم مع الحدث والهدف من التظاهرات.
ان تنوع الفعاليات الاحتجاجية وفي أماكن مختلفة، يدل على إمكانية تنظيم فعاليات احتجاجية متنوعة وكبير وواسعة ذات اهداف مشتركة يعمل عليها مسبقاً، مع أهمية التنسيق بين مختلف القوى المحتجة وان تكون المشتركات هي العامل الموحد للعمل، وترك القضايا الخلافية التي، إضافة الى كونها ليس ضمن الأولويات، فهي تفرق الجهد الجماعي المطلوب.
والتجربة تقول بان القوى السياسية المتنفذة، لم تراجع مواقفها ولم تلحظ الفشل في المجالات كافة الذي سببته وتعمل على استمراره، وهي لا تستجيب الى مطالبنا الا بالضغط الجماهيري الواسع، ما يؤكد على ضرورة إبقاء ساحات الاحتجاج متقدة لحين رحيلهم بشكل كامل.
وهنا يتوجب علينا، ان نجدد الدعوة الى ضرورة تنسيق الجهود في العمل الاحتجاجي والتركيز على القضايا الملحة السياسية والاقتصادية وصولاً الى هدف الانتفاضة وشعارها الكبير ” نريد وطن”.
ختاما نقول:
نحو تفعيل حراكنا الاحتجاجي للخلاص من قوى المحاصصة
شباب انتفاضة تشرين
بغداد 16 نيسان 2022