ليث السعد .. عملنا محفوف بالمخاطر وثمّة تشكيك دائما بعملنا
الكاتب والصحافيّ العراقيّ ليث السعد لـ”صوت الصعاليك”: عملنا محفوف بالمخاطر وثمّة تشكيك دائما بعملنا
في عالم الإعلام العراقي له بصمته ويسعى إلى بصمة مماثلة في عالم الرواية أيضاً. هو الكاتب والصحافي العراقي ليث السعد الذي يجد في المجال الأدبي عالمه العميق. قدّم برامج تلفزيونية عديدة ويضع نصب عينيه حقوق الإنسان والحريات العامة. حمل لواء ملف الانتحار، وهو أحد أكثر الملفات المؤرقة له
، وكتب عنه في مؤلفه الذي سيصدر قريباً، وقبله تناول في كتاب له قضيّة العنف الأسري.
عن عالمه الأدبي والإعلامي والإنساني تحدثت الى “صوت الصعاليك”.
- أين تعبّر عن نفسك أكثر في مهنة الإعلام أم الكتابة؟ وما قصّة الرواية الثانية التي ستنشر قريباً؟
– بعيداً من الإعلام، أستطيع أن أصف الأدب بأنه عالمي العميق، حيث أعبّر بحرية عن انفعالاتي ومشاعري ومخاوفي والقضايا التي تشغل تفكيري، من دون أن يمارس علي أحد دور الرقيب القهري. وأحياناً أضيع لأني لا أعرف من منا يعبّر عن الآخر، هل الشخصيات التي أكتب عنها تستخدمني وسيلة لنقل معاناته، أم أنني أتخفى خلفها للحديث عما يؤرقني؟ الشخصيات التي أكتب عنها هي في الغالب واقعية وقد تكون من عوالم مختلفة، لكني أجمعها في رواية واحدة.
أوّل رواية لي كانت بعنوان “فوضت أمري للنسيان”، ويتحدث بلسان شاب يعاني العنف الأسري والمجتمعي، أما اليوم، فقد انتهيت من روايتي الثانية بعنوان “أخف من الحلم”، وأنا في صدد التعاقد مع دار نشر، وتناولتُ فيها قضية انتحار النساء وتداعيات الحروب على المجتمع النسوي، وهذا موضوع سبق أن أعددت تحقيقاً صحافياً عنه ولكني لم أكتفِ، وظل عالقاً في رأسي وشعرتُ بأنه لا بد من أن أصف ظروفه الفظيعة بلغة أدبية تفيض عاطفة إنسانية، وليس مجرد حديث صحافي إخباري معلوماتي بلا مشاعر. لا بد أن نقترب من هؤلاء النساء المقهورات ونعرف الأسباب الخفية التي تدفعهن الى التفكير في إنهاء عذاباتهن بهذه الطريقة.
- أنت من المدافعين عن حرية التعبير في العراق، إلى أيّ مدى هذه الحرية مصانة، خصوصاً في الإعلام؟
– لا نستطيع أن نقول إن حرية التعبير في الإعلام معدومة، هناك مساحة لا يستهان بها من الحرية، ولكنها أحياناً تأتي ضمن الفوضى التي تسود الإعلام العراقي، إذ يستطيع أي شخص أن يمسك الهاتف ويكتب أو يصور نفسه ويقول ما يشاء، شرط ألا يتحدث عن الفساد، ولا عن أداء بعض الشخصيات السياسية أو بعض الأحزاب وأجنحتها المسلحة، فهذه القضايا تعتبر خطوطاً حمراً لا يمكن مقاربتها. يراد منا أن نسكت ونتفرج على انهيار أوطاننا دونما تعليق. أما ما دون ذلك، أو أي شيء يمس هيبة الدولة أو النسيج الاجتماعي أو الهوية الوطنية فلا أحد يعيره الاهتمام! وهذا لا يعتبر حرية تعبير، بل حرية تدمير، هذا الإفراط في تحطيم كل الرمزيات الوطنية والعلاقات الاجتماعية يغذي المواطنين بالإحباط والخذلان. ولكن في المقابل إذا تم نقد الخطوط الحمر ولو بشكل بنّاء ولمصلحة الوطن فهذا يعني أن الصحافي أو المدوّن أو الناشط سيلاحق.
- برامج عديدة قدّمتها في إطار دفاعك عن حقوق الإنسان، أيّ قضية هي الأكثر إلحاحاً لمعالجتها؟ وهل تلقى هذه المطالب آذاناً صاغية؟
– كل القضايا الإنسانية في حاجة الى خطط وطنية للحد منها، لأن كل قضية أو ملف إنساني فيه ضحايا ينتظرون من يربت على أكتافهم ويخفف عنهم وطأة مأساتهم ويحل مشكلاتهم، بدءاً من ملف الأطفال الى النازحين الى العنف الأسري والفقراء. في النهاية ماذا يريد الناس أكثر من مكان يؤويهم وعمل يؤمن حياتهم وقانون يحميهم؟ إذا استطاع أي بلد أن يوفر الحاجات الأولية والأساسية للناس فإن الكثير من المشكلات ستخف.
- أنت متوقف اليوم عن العمل الإعلامي، ما الذي يغريكِ للعودة؟
– أنا متوقف عن العمل ويغريني أن أحصل على الفرصة المهنية المناسبة التي تليق باستحقاقي وكفاءتي، وسط مناخ آمن وأجواء مهنية تسخّر فيها الفضائية إمكاناتها لإنجاح البرنامج من الناحية الفنية والإدارية، لتستخرج ما عندي من طاقات وشغف بالإعلام والصحافة.