إلى ذوي التعليم وذواتِه كافَّة،بمناسبة عيد المُعلِّم.
عبدالاله الياسري
قيلتْ هذه القصيدة تأثّراً بظروف التعليم في أواخر السبعينيَّات في العراق؛خصوصاً بموقف الفقيد البطل الأستاذ(محمّد تركي المعمار) الذي آثر السجن على أنْ يسير في طريق القمع والإستبداد عام 1978م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاناة مُعلِّم
ياســـائلي عن مِهنـــةِ الأُســتــــــاذِ
لارُزءَ في أَرضِ العــــــراقِ كهــــذي
لـم تُبـقِ غيـرَ حُشَـاشـةٍ من مهجتي
أَلمــاً,ومِـن كبــدي سِـوَى أَفـــــلاذِ
غَرِقــاً أَصيـــحُ.ومَن يُغيـث مُعلِّمــاً
ــ لامــالَ عنــده ــ طالـبَ الإنقــــاذِ
صَفِـرتْ يـَـداه.فيا لـذلِّ طموحِــه!
مــاكــانَ أَقــربَـــه إِلَى الشــــحَّـاذِ!
ســحقتْ أَمانيَـــه وحوشُ همومِـه
لـم يَبقَ ممَّــا وَدَّ غيـــرُ جُـــذاذِ(1)
كـالفــــأَرِ مـأَســــوراً بقبضةِ قطَّــةٍ
مــامِـن مَفــــرٍّ عنــــده ومَـــــــلاذِ
حتّى الطيـور تَعوذُ من خطرِ الردَى
بعشـوشِـهـا,ويَبيـتُ غيــرَ مُعــــــاذِ
ماقيمـةُ العِلْـــمِ المُهـانِ جَنـاحُـــه
بمَخـالــبٍ للجهـــــلِ من فـــــولاذِ
وسـلاســـلٍ قالتْ لهــا أَحقــادُهـا:
ضُرِّي المُعلِّـــمَ مااسـتطعتِ وآذِي
للأَثـــريــــاءِ من الرغـــادةِ وابــــلٌ
ولــه مـن الأَحــلام بعـضُ رَذاذ(2)
في الرتبـــة السفلَى.وأَعلَـى رتبـــةٍ
للتــافهيــــنَ الحُمـقِ والشُـــــــذَّاذِ
للحـاكميـــنَ القاتليـــنَ الأَبـريــــــا
ءَ الشــاربيـــنَ دمــاءَهــمْ بِلَــــذاذِ
والعارضيـــنَ من الوعـــودِ أَحبَّهــا
لمُغَـفَّـــلٍ قــــولاً بــــلا إِنــفـــــــاذِ
والهــازئيـــنَ غبـــــاوةً بمـواهـــبٍ
وبـعبـقــــريَّــــــةِ رادةٍ أَفـــــــــذاذِ
مُستــحوِذونَ على العقولِ لحَرفِها
ومُفـاخـرونَ بأَبشــع اســـــتحــواذِ
مجدُ المُعلِّـــمِ باليــراعِ ومجدُهـمْ
بسـيـــاطِ جَـــلّادٍ,وصونِ رِبــاذِ(3)
مـــاعنــده بـــاقٍ لأَجيـــــالٍ ومـــا
عنــدَ الطغــــاةِ فُقَـاعـــةٌ لنَفـــــاذِ
شَــتَّـانَ بينَ ربيـــــــعِ حرفٍ مُورقٍ
حُبّاً،وجَــدبِ عـــداوةٍ ونِــبـــــــاذِ
تبّـاً لأَرضِ جهـالــــةٍ لـــم تحتـــرمْ
في ليـلِها الـداجي سَـنَى الأُسـتــاذِ
لـكنَّـــــه رغــــمَ الـدجَى مُتشـبِّـثٌ
بســـراجِـــــه وبنــــورِه الأَخَّــــــاذِ
ومُـبشِّــرٌ بطلـــوعِ نَشءٍ في غـــدٍ
وبعصمةٍ بشعــاعِهــــمْ وعِيــــــاذ
أَكـرمْ بـــه من مُرسَـلٍ ــ لم يَستهنْ
بأَمـانـــــةٍ في عنقِــــه ــ نَـفّــــــاذِ
كـ (مُحمَّدٍ) قد قالَ ساجنُه:اعتَرِفْ
فأَجابَـــه:ماشــئتَ قُـلْ إِلَّا ذِي(4)
لا بـــدَّ من عقـــلٍ جرئٍ ســـاحـقٍ
دَغَـلَ الخنـــوعِ بمنجـلٍ جَـــــذَّاذِ
عبدالاله الياسريّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)جُذاذ:ماتكسّرمن الشئ.(2) الرغادة:طيب العيش.وابل:مطر غزير.رذاذ:مطر ضعيف.(3) اليراع:القلم.رباذ:علائق السياط.مفردها ربذة.(4) محمَّد:هوالمعلِّم السجين (محمد تركي المعمار)