خاطرة من المانيا….
حديقة الحيوانات المتوحشة ، المسماة .. العراق..
الى اين…؟
د.غالب العاني..
بعد ١١ يوما ، اي في ١٠/ ١٢/ ١٩٤٨ تحتفل البشرية
في العالم العيد ال٧٣ للاعلان العالمي لحقوق الانسان…
يعتبر هذا الاعلان بحق اكبر حدث تاريخي ينتصر لحرية الانسان وكرامته وحق تقرير المصير للشعوب المستعمرة والمظطهدة في القرن الماضي ، بعد ان شهد العالم حربين عالميتين مدمرتين ، راح ضحيتها اكثر من ٨٠ مليون انسان..
فالعديد من الدول والمجتمعات في مختلف انحاء العالم استلهمت واخذت ومازالت بهذا القدر او ذاك من البنود الانسانية المتعلقة بالحرية والمبادئ الديمقراطية الاساسية التي وردت بال ٣٠ مادة من هذا الاعلان لحقوق الانسان في برامجها السياسية والاجتماعية والثقافية والعلاقات الانسانية والدولية.
وتعتمد معظم الاحزاب والتنظيمات وتشكيلات المجتمع المدني في الدول المتقدمة تحديدا ، على برامجها السياسية/ الاجتماعية/ الثقافية الخدمية ، وتتنافس على ما يطرحونه من وعود في برامجهم الانتخابية هذه لخدمة مواطنيهم وتقدم اوطانهم…
وان القاسم المشترك للدول والمجتمعات المتحضرة الذي يجمعهم هو؛
دولة المواطنة المتساوية في
نظام الحكم المدني/ الديمقراظي/ العلماني الذي اساسه؛
١- فصل الدين عن الدولة.
٢- استقلالية القضاء.
٣- استقلالية البنك المركزي…
٤- احترام حقوق الانسان ،
( احترام حقوق القوميات والمرأة والطفل)..
٥- تطبيق العدالة الاجتماعية..
ان ماجرى ويجري في العراق منذ مايقارب العقدين من بؤس وجوع ومرض وانتهاكات بغيظه لمجمل حقوق الانسان الاساسية وفساد وتغييب وقتل وتهجير وبطالة وتبعية ،
كما ان اختزال ما يسمى (النظام الديمقراطي ) باجراءات انتخابية مزورة وفاشلة فقط وتكوين برلمان فاسد غير حر وتابع ويفتقد الى دور المعارضة الضروري ، و المعادي
لكل ماهو وطني وانساني…
كما ان معظم قراراته مخالفة للقانون والدستور..
ان الوضع الحالي في العراق يشبه
حديقة حيوانات متوحشة جشعة تتصارع بها مافيات القوى السياسية الفاسدة ( قوى السلطة الحاكمة) على المغانم والنفوذ
والتبعية لبعض الدول الدولية والاقليمية…
ان هذا الواقع المذل لا يختلف عما يجري في الغابات التي تتصارع بها الحيوانات الوحشية في عصور ما قبل التاريخ الظلامية…..
خاطرة من المانيا…
نحو نظام عالمي جديد اكثر عدلا وانسانية…
يحقق ويعزز حقوق الانسان…
د.غالب العاني…
ان ما يميز عالمنا الحالي، هو؛
العديد من الاعمال والانشطة المختلفة والممنهجة احيانا في جميع انحائه مثل سياسات التجهيل والجريمة المنظمة والفساد بكل انواعه (السياسي والمالي والاداري) والارهاب والعنصرية والطانفية والعشانرية، والكراهية والعنف والتمييز والاقصاء، وهيمنة المليشيات الخارجة عن القانون، والهجرة والتهجير والحروب العبثية وسباق التسلح المكلف، وانتشار المخدرات …الخ
هذه جملة من المسببات الواسعة الرئيسية للانتهاكات الخطيرة الجارية لحقوق الانسان الاساسية وللمعاهدات والصكوك الدولية بهذا الخصوص،على هذه الارض الطيبة…
وكذلك نشر التلوث والسموم في البحار والفضاء…
وكما هو معروف، فان اكثر من سبعة عقود مضت على نهاية الحرب العالمية الثانية، وتأسيس الأمم المتحدة ومجلس الامن كضرورة من اجل تحقيق وحفظ السلم والامن الدوليين وثم جاء اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان في ١٠/ ١٢/ ١٩٤٨ – كضرورة موضوعية – واعتماده كوثيقة وبرنامج ديمقراطي/ انساني يفتح آفاقا لعلاقات انسانية ومجتمعية ودولية جديدة اكثر انسجاما واحتراما وعقلانية تحترم بها وتتعزز كرامة الانسان وانسانيته..
لقد تعدت البشرية الان السبعة مليارات نسمة، وان السمة السائدة لهذا العصر – عصر الثورة التكنولوجية/ المعلوماتية
الهائلة في وقتنا الراهن، تمتاز بخلل كبير في توزيع الثروات وعدم عدالتها وزيادة نسبة الفقر والحروب والهجرة والجائحات الوبائية، ، وترسانة من اسلحة الدمار الشامل، تكريسا لهيمنة الدول العظمى الخمسة الاعضاء الدائميين في مجلس الامن الدولي الذين يملكون حق الفيتو وحق اتخاذ القرارات المصيرية او منعها، حتى في حالة موافقة ما يقارب ال200 دولة على قرار ما.
لذلك ينبغي اعادة النظر بالانظمة القديمة وقوانين وصلاحيات المنظمات الدولية، والعمل على تشريع قانون دولي انساني وانظمة جديدة تتلائم وتتجاوب ومتطلبات التطورات السريعة الجارية….
فلذا ارى بان البشرية في عالمنا الحالي بحاجة ملحة حقيقية لنظام عالمي جديد خال من الحروب والاستغلال، نظام عالمي اكثر ديمقراطية وعدالة وانسانية …
وسلاما….