خاطرة من المانيا…
كفاكم…مجاملة زائفة….ومواقف انتهازية متخاذلة…!
د. غالب العاني..
منذ عقدين حصلت في عراق ما بعد الاحتلال الانگو/ امريكي للعراق اربعة انتخابات برلمانية…
وجميع هذه الانتخابات لم تنتج برلمانًا واحدا ولا حتى نصفه او ربعه ، او ما يذكر، يكون هدفه المعلن هو خدمة الشعب العراقي ويؤسس لدولة عراقية ديمقراطية / فيدرالية – كما عهدوا به مرارا-.
، دولة مدنية خدمية آمنة ومستقلة .
وبتفاقم وازدياد الفقر والبطالة وسوء وشحة ، بل وانعدام الخدمات الحياتية من سكن وصحة وتعليم وامن،الخ…
امتلإت الشوارع والساحات في مختلف المدن العراقية وبالخصوص الجنوبية والوسطى ..بآلاف المتظاهرين والمحتجين السلميين،
وفي عام ٢٠١٩ تجددت التظاهرات والاحتجاجات الواسعة بزخمها الكبير وجماهيرها بمختلف الاجناس والاعمار، انها بحق ( الثورة التشرينية) الرائدة كتاريخ مفصلي في عملية تطور الوعي الوطني العراقي وفرز العوامل الحاسمة للصراع المحتدم الحاصل على الساحة العراقية الساخنة خلال عقدين من الزمن وبلورتها بين معسكرين هما؛
١- معسكر التحرر الوطني والاستقلال وضد؛
المحاصصة الطائفية / السياسية ،وضد
الفساد المالي والإداري وضد،
السلاح المنفلت،
ومن اجل كشف الطرف الثالث وقناصي وقتلة وخاطفي ومغيبي المئات من بنات وابناء شعبنا السلمي المناضل.
٢- ومعسكر الدولة العميقة وممثليها من حيتان الفساد وقادة الطرف الثالث والتبعية المعادية لمصالح ألشعب العراقي ولكل ما هو وطني وانساني.
نعم ان العراق الان امام مفترق طرق ويمر في نفق شبه مظلم طويل…
مجهول النهاية..
لذا – وبكل صراحة- اتهم واحمل الكتل العراقية الاخرى -من المكونين الكردستاني والسني ( مع اسفي لهكذا تسمية ) الفائزة في الانتخابات الاخيرة – رغم المقاطعة الكبيرة للغالبية العراقية. – موقفهم الانتهازي البعيد عن الروح والمصلحة الوطنية بسبب تصريحاتهم وموقفهم الانتهازي
المتخاذل هذا وترقبهم اللامسؤول على ما سينتج من المكون الشيعي( آسف مرة اخرى) عن نتيجة موقفهم رغم وجود فائز واضح منهم في الانتخابات والذي دستوريا له حق التكليف بتسمية رئيس الوزراء، ويطرح لاول مرة مشروع بناء دولة مستقلة غير تابعة لاية جهة كانت ويحصر السلاح بيد الدولة ، وبعدها يقررون ويعلنون عن موقفهم الانتهازي هذا..
العراق ، الان في حاجة ملحة الى مواقف وطنية جريئة تقوده الى بر الامان…
وهنا اناشد جماهيرهم الذين انتخبوهم، ان يلعبوا دورهم الايجابي والضغط على ممثليهم كي يؤدوا واجبهم الوطني
في تكوين الحكومة ذات الاغلبية السياسية ( الوطنية) البعيدة عن المحاصصة والتوافق والفساد
والتبعية….
وعدم الانتظار والتصرف المخالف للدستور.
كما ارى بان هناك ضرورة ملحة لتكوين جبهة وطنية واسعة من المقاطعين والمعترضين على الانتخابات ( تشرينيين
وغير تشرينيين ) ، جبهة دعم مؤثرة لتحالف البرلمانيين المستقلين في عملهم القادم…
من اجل تكوين معارضة برلمانية ديمقراطية حقيقية تفتح آفاق جديدة لتطوير الحياة والممارسات البرلمانية الديمقراطية كاحدى مرتكزات البناء الحضاري
في الدول المتقدمة….