قدسوا الحرية، حتى لا يحكمكم الطغاة……
العراق الى أين؟
د. غالب العاني…
نعلم جميعا بان اسس نظام المحاصصة الطائفية/ الاثنية في العراق قد تم وضعه في مؤتمر لندن (مؤتمر ما يسمى بالمعارضة العراقية) عام 2002.
وعقب الاحتلال الانگلو- أمريكي للعراق عام 2003 ، شرعت حاضنة العمالة والفساد والارهاب (المحاصصة) بمحاربة واضعاف الانتماءات الوطنية وتقوية الانتماءات الفرعية، المذهبية والعرقية والعشائرية والمناطقية وعلاقاتها الذليلة مع الدول الاقليمية والدولية على حساب الانتماءات العراقية الوطنية.
وخلال الـ١٨ سنة من حكم هذه التشكيلات و الاحزاب الفاسدة و اللاوطنية التي ادخلت العراق في ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية وحياتية شديدة، متفاقمة ومتتالية، حتى وصل الامر بعجز الحكومة الحالية عن امكانية صرف حتى رواتب موظفيها ومتقاعديها في بلد يعتبر من اغنى دول العالم بثرواته الأولية وموارده المالية …
ونتيجة لتراكم الاوضاع المزرية ، جاءت انتفاضة ( ثورة) تشرين 2019 التحررية معلنة مطالبها واهدافها الوطنية/ التحررية والخدمية لتحقيق التغيير الجذري صوب بناء دولة المواطنة المتساوية على قاعدة العدالة الاجتماعية…
العراق في وضعه البائس الراهن حبلى وفي مخاض عسير لولادة واحد من أربعة احتمالات في المستقبل القريب هي:
١- ولادة دولة المواطنة والمساواة والعدل ؛
٢-بقاء دولة المكونات ، دولة المحاصصات السياسية الفاسدة التابعة للدولة العميقة ، والخاضعة لحكم وسيطرة مليشيات دولة ولاية الفقيه الارهابية عن طريق تزييف الانتخابات المزمع ( ربما) عقدها في تشرين الأول القادم …؛
٣-دولة الفوضى العارمة والحروب الاهلية والتدخلات الاقليمية والدولية وتصفية الحسابات ودفع العراق الى مستقبل مجهول…؛
٤-تقسيم العراق لثلاث دويلات على اسس مذهبية واثنية… .
ان معوقات تحقيق الاحتمال الاول (ولادة الدولة المدنية ، دولة المواطنة ، ( وهو حلم ومطلب اغلبية الشعب العراقي)، يعود الى الخلل الكبير في ميزان القوى الفاعلة والمسيطرة ( المليشيات الولائية وحوزتها على السلاح والاقتصاد والنفوذ والمال السياسي) ، مقابل القوى التشرينية ومؤيديها والاغلبية الصامتة السلبية الترقب ، وهنا تكمن الأهمية الاستثنائية لانحياز الجيش العراقي الى جموع الشعب وحسم الولادة العسيرة لصالح الوطن و العراق وشعبه…
فالنداء موجه من اجل
توحيد جميع الجهود الوطنية الخيرة واستغلال العامل الدولي المتعاطف معها من اجل ولادة الدولة المدنية الديمقراطية المستقلة..
انه واجبنا الوطني جميعا.. وقبل فوات الاوان….