أوثان من هذا الزمانْ
——————————————— شعر: خالد الحلّي
ملبورن
أوثانٌ لا تُشبِهُ ما مرَّ من الأوثانْ
تخرجُ أحياناً،
من أوراقِ الكُتُبِ الصفرِ،
وتخرج في بعضِ الأحيانْ
من أوراقٍ لا لونَ يُوافِقُها
فتُلطِّخُ كلَّ الألوانْ
وتُزَغرِدُ في غنجٍ :
الأَلوانُ لديَّ،
و لا شأنَ لغيريَ بالألوانْ.
أوثانٌ تركضُ في الطُرُقاتِ،
وتسبحُ في الأنهارْ
وتطيرُ متى ما شاءتْ
لا تعنيها ريحٌ أو أمطارْ
أوثانٌ تتكاثرُ، تغزونا،
و تلاحقنا في كلّ مكانْ
أوثانُ القرنِ الحادي والعشرينْ
لا تُشْبِهُ أوثانَ الماضي،
لم تُصنعْ من حجرٍ،
لم تُصنعْ من طينْ
أوثانٌ صمّاءْ
تلبسُ طاقيةَ للإخفاءْ
تتحكم في هوَسٍ بالأشياءْ
من صنّعها دون استئذانْ؟
هلْ صنُعها غيرُ الإنسانْ؟