النجوم ارهقتها ليالي الرحيل..
ماجدة البابلي
خلعت أردية المساء بعد طول انتظار على شبابيك الحلم ، كأس نبيذ يتفرد بي يعلن النصر على وجه صخري القسمات كاشفا رداء الوحدة بعد أن شاخ في مدن الأحلام .. هنا ارابط بين دمعة ديك وموقدا يخترق الأزمنة برماده الموشوم على صدري ..
ابحث عن وسادة
دفء تسترخي عليها النجوم التي ارهقتها ليالي الرحيل ، وعينين أرمي في عمقها فساتيني التي تهرأت تحت ستار العنكبوت مع ذاكرتي التي اكلها العفن ..
اتسلل عبر الفتحة نحو الأشجار السوداء .. ابدأ الطوف وحيدة بين ظُلمة ضائعة الأقمار ..
ازمنتي البدوية تغزو بلاد الظل المعتقة برائحة المطر والثلوج وسكانها الأوائل حيث الحانة
القديمة التي ينبت الفطر والحمام بين اروقتها .. معاولها التي صدأت لتنذر بصباحات كئيبة وفراشات راقصة فوق خواتم الحكايات المنسية تأخذني كغيمة هاربة تنزف المطر الأحمر بارتعاد ..
كل شيء هنا معلق على مشارف الضجر ، غربة تجمعني مع فرسان
الحروب وعبيد الأوثان الغرباء وكأنها تشكل لوحة المكان وأسراره ..
كم من مرة احمل مشاعل روحي باحثة في العوالم السرية لمدينة القلاع التي غزلتها سرادق القيصر العنيد لتخرج بجغرافيا يحدها من الصمت الى الصمت سواد الجبال و الأشجار .. هنا كل شيء عتيق .. الحانة .. النبيذ الراقص بعتقه.. الوجوه التي تشبه احجار قلاع المدينة المغرمة بِقِدمها .. أسرق ركنا مضعضعا منسيا بعيدا عن تلك الوجوه التي تلاحقني كي اكون بطلة تمثل دور الإصغاء لحكايات ثوراتهم المعتقة بنبيذ اليُتْم .. ساعات ثقال ثقال ثقال .. وجيش من الشيوخ الرواة يطارد وحدتي ويصادر مني الرغبة في الطوف كي يضع بمعصمي قيده فيزجني في مأزق الأصغاء بعدها ينسى وجودي ليبحر في ماضيه السندبادي السحري فيغفو وو ..
هنا الكل يبحث عن صحيفة مشروطة بالكلمات المتقاطعة و خاتم حب في مياه المطر الاسود الآسن..
فأما انا .. اجتر كسوف روحي كل مساء بانتظار شمس تزفك خيوطها لي مع خاتم من الزهر الذهبي وسأشرق مذعورة بحلم اللقاء ..
ماجده البابلي / 26.6.2021