لنحتفل معاً باليوم العالمي للعيش معاً في سلام
في الثامن من كانون الأول 2017 وبموجب قرارها المرقم 130/72 ، خصصت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم السادس عشر من أيار/مايو من كل عام يوماً عالمياً ” للعيش معا في سلام “ وهو يوم يدعو الشعوب في العالم لتقبل الإختلافات بينهم من النواحي الثقافية والدينية والحضارية داخل المجتمع الواحد أو بين شعوب مختلفة. وهي حالة تتطلب التمتع بالقدرة على الإستماع للآخرين ، التعرف عليهم وأحترامهم بقصد العيش المشترك بسلام ومودة. إذن هي دعوة للشعوب والبلدان لإيجاد وتعزيز وتعميق سبل المصالحة الوطنية عن طريق التسامح وأحترام الإختلافات من أجل العيش المشترك بسلام بينهم. ويتم ذلك من خلال تحفيز المجتمعات الصغيرة ووجهاء المناطقية والزعامات والمرجعيات الدينية في نشر أساليب وممارسات هادفة لضمان سلامة إحلال العدل والتنمية في المجتمعات دون تمييز او فرق بين أبناءه وغرز مفاهيم المسامحة والتعاطف بين الافراد. مما يذكر أن هذه الفكرة قد أنبثقت من دولة الجزائر وبمبادرة من منظمة غير حكومية وغير ربحية وهي الجمعية الدولية الصوفية العلوية وهي منظمة هدفها مكافحة الفكر الراديكالي المتطرف الذي كان سبباً في خسارة الجزائرلأكثر من 200000 ضحية خلال عشر سنوات.
ولنا في الأحداث الحالية التي يمر بها العالم مثالاً صارخاً يدل على عدم تمكن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظماتها من تحقيق هدف نشر السلام بين الشعوب حيث ماتزال الحروب مشتعلة بين دول الشرق الأوسط وآخرها الحرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني التي كانت عواقبها وخيمة حيث الموت والدمار والخراب في غزة والضفة الغربية وكذلك بعض القتلى من الجانب الأسرائيلي ، كذلك الحروب المستمرة في اليمن وسوريا ، وجميعها أحداث تساهم في إعاقة إحلال السلام ليس في الدول المشار لها فحسب بل في المنطقة بكاملها.
اننا في الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق أحتفلنا بهذا اليوم مع العالم أجمع داعين كافة الاطراف المتحاربة والمختلفة للجوء الى الحوار والمناقشة وتقبل اديان ومذاهب و قوميات وايديولوجيات والأفكار السياسية للأخرين حيث لا طريق للسلام دون مروره من خلال طاولة الحوار الهادئ والتفاهم والاحترام. بنفس الوقت نؤمن بأهمية تسليط الضوء على دور المنظمات غير الحكومية في احلال السلام والامان مؤكدين ضرورة التنسيق والعمل المشترك بين المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني من اجل ان نخطو معا وسوية نحو ايقاف انتهاك حقوق اتباع الديانات والمذاهب والقوميات في العراق والعالم اسوة بهذه المبادرة التي انبثقت من دولة الجزائر التي تضم شعوباً عربية وأمازيغية وإسلامية وأديان أخرى.
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق
17 أيار / مايو 2021