من ساهم في ذبح العراق؟!
د. نزار محمود
أرجو ان تتقبلوا محاولتي للحديث بصراحة عما اجده من أسباب ومسببين في ذبح العراق، بمن فيهم من مخلصين ومحبين وأصدقاء وأعداء! مع التنويه بالطبع انهم لا يقفون على مسافة واحدة من جريمة ذبح العراق، ولا يقاسون سوية بذات المعايير في تلك الجريمة. كما ان هؤلاء هم من أهل البلد، ومن خارجه.
إن حال العراق اليوم المذبوح من الوريد الى الوريد سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، سيادة وكرامة، وطنية وأخلاقاً، لا يسر من أحبه وشعر بفخر الانتماء له!
احاول في هذا المقال تسليط الضوء على سكاكين من ساهم بذبح عراق التاريخ والمجد والثروة:
يتحدث البعض أن سبب ما حصل من أمر العراق، إنما يعود لمن كان يحكم العراق ولقيادته، في ما ساروا عليه من سياسة وما قاموا به من أفعال، بما فيها الحروب والنزاعات مع الجيران وغيرهم، بغض النظر عن صواب مبادئهم وما يطمحون له من أهداف. من هنا فقد اصبحوا “شركاء” في عوامل ما آلت اليه ظروف الغزو والتدمير والاحتلال.
هناك من يرى أن المسألة هي حلقة من سلسلة طويلة من محاولات معاقبة واخضاع العراق ونهبه واقصاء دوره عن مجريات الأحداث في المنطقة.
فريق ثالث يرى في تاريخ العراق وما تحتويه آثاره من أدلة وبراهين أسباباً في ما انتهت اليه أمور تفتيت العراق المهدد بانقراضه.
فريق رابع يلقي باللائمة على تناحر قوى العراق السياسية في تبعياتها وأنانياتها وسعيها للسلطة والمال والجاه.
فريق خامس يجعل من الجهل والخرافة وتغييب العقل وضعف الشعور بالانتماء وسوء الاخلاق الوطنية لقطاع كبير في المجتمع العراقي أسباباً في ما حل به ويهدده.
فريق سادس يرى في أطماع ذئاب الجيرة وغيرهم في ثروات العراق ورغبتهم في تقزيمه والسيطرة عليه.
فريق سابع يرى في غياب الحكمة السياسية والتهور العسكري وسوء تقدير الأحوال والظروف ما استغله الآخرون للايقاع بالعراق في شباك الفخ المنصوبة.
فريق ثامن يجد في التخاذل العربي وتنكره لمبادىء التناصح والتسامح والتعاون والتضامن والتكاتف ما قاد الى كارثة تهدد بمحو العراق أو تقزيمه.
فريق تاسع يلقي باللوم على ما يسود السياسة الدولية ومؤسساتها من نفاق سياسي لا تحكمه قيم ومبادىء، بل مصالح وأطماع.
ورغم ما ينزف من دماء وما يلوح في الأفق من سحب سوداء يبقى الأمل في الله وأبناء العراق في استنهاض الهمم ولملمة الجهود لاصلاح ما خربته الأيام وقطعته سكاكين ” الأهل” والأغراب!