<h1> <strong> محنـةُ شهرزاد</strong></h1> <h4><strong>يحيى علوان</strong></h4> <strong> </strong> <h4><strong>من أعالي الغيمِ تُطِلُ فاتنةُ السَرد ، أمرأةٌ بتول .. ما وَلَجت "العملةُ" سريرها ،</strong></h4> <h4><strong>معَ كل صياحِ ديكٍ تحتفِلُ شهرزاد ببقاء رأسها بين كَتِفيها..،</strong></h4> <h4><strong>وحينَ يغُطُّ شهريار في الشخيرِ ، تروحُ تَتَلوّى أَرَقَاً ، فتلبسُ الوسَنَ والحزن تاجاً،</strong></h4> <h4><strong>تُعدَّ ما ستحكيه له في الليلةِ التالية ، حكايةً يسرُدُ واحدٌ من شخوصها حكايةً عن شخصٍ في حكايةٍ أُخرى ....</strong></h4> <h4></h4> <h4><strong>شهرزادُ تَحوكُ الحكايا بمغزَلِ قهرِهـا ،</strong></h4> <h4><strong>حشودٌ من العقاربِ تحاصِرُ أملها الهزيلَ ، تنهشُ أيَّةَ فرصةٍ للفرح الصغير ..</strong></h4> <h4><strong>الليلُ محنتُها .. غابةٌ ، هي طريدةٌ فيها .. تريدُ أنْ تهدِمَ مملكة السكونِ والسَكينة ..</strong></h4> <h4><strong>حيثُ القمرُ مِسَنّ النجوم ....</strong></h4> <h4><strong>تُبعثِرُ أرخبيلَ الغيبِ والوحشة بالحكايا ... تأبى التآخي مع الصمتِ ، كي لا ينامَ شهريار فيحلمَ بسيفٍ يشحذه بأعناقِ النساء !</strong></h4> <h4><strong> * * *</strong></h4> <h4><strong>لا تموتي ، شهرزاد ... فثمَّةَ وقتٌ آخرَ لأَرَقِ الملائكةِ ، </strong></h4> <h4><strong>قليلاً من الحياة ، في لُجَّةِ الموت ! فهذا زمنٌ لا ينفعُ فيه الله ،</strong></h4> <h4><strong>والأعمارُ سدىً راحَت ، فاتنةٌ أنتِ ، كما كنتِ بالأمس ، وكما البارحة ،</strong></h4> <h4><strong>التي ستأتي غداً ،</strong></h4> <h4><strong>قَتِّري حكاياكِ ... علِّبي الآمالَ لمستقبلٍ أسوأُ من حاضرنا ...</strong></h4> <h4><strong>لأزمنةٍ يتكثَّفُ الظلامُ فيها ، حينَ تنحطُّ المدائنُ والناسُ ..</strong></h4> <h4><strong>الحكايا والخيال ...</strong></h4> <h4><strong>لآزمنةٍ تكونُ العزلةُ فيها أكثرُ إحتشاداً،</strong></h4> <h4><strong>فالتأريخ ثمرةُ الحياة ، لكنها غَدَت اليومَ تقليداً له ..!</strong></h4> <h4><strong>يا لويلتنا ! فقد أضحى المستقبلُ ، بدلَ أنْ يكونَ صعوداً قياساً بما مضى، صارَ</strong></h4> <h4><strong>سقوطاً كما هو الحال ...</strong></h4> <h4><strong> سنجرِّبُ قلوبنا في ما إذا كانت صالحة للحياةِ حَدَّ الصمت الفصيح ،</strong></h4> <h4><strong>إمسكي أسراركِ مُفخخةً بجدواها ،</strong></h4> <h4></h4> <h4><strong>لا بأسَ ، شهرزاد ، إذْ قَبلتِ التحدي !</strong></h4> <h4><strong>قد يكونُ شهريار أصابته لَوثَةٌ ، وهو صغير لمّـا رأى اُمَّه "تبيعُ جسدها" ،</strong></h4> <h4><strong>فلصقت به اللوثة ، التي يسميها علم النفس" عقدة أوديب "!! ولم يجد حائطاً يكتب عليه ما يستدرُّ العطفَ!!</strong></h4> <h4></h4> <h4><strong>أو قد يكونُ مصاباُ بهستيريا " تَمَلُّكِ "! المرأة ، كي تكونَ له وحده فقط ، كديكِ</strong></h4> <h4><strong>الجن الحمصي* .. أو كذاكَ الذي سجنَ إبنته لجمالها في بيتٍ من زجاجٍ كي</strong></h4> <h4><strong>لايمسَّها أحد !! لكنها ماتت من شيءٍ آخر ... من دودِ الضَجَر والوحدة !</strong></h4> <h4></h4> <h4><strong>شهرزاد! لا تُلقِي عصا السرد ، فقد تَلقَفُها نوايا شهريار المريضة !</strong></h4> <h4><strong>عليكِ بكورزاكوف** ، حينَ تكفين عن الكلام المُباح !</strong></h4> <h4><strong>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</strong></h4> <h4><strong>* هو الشاعر عبد السلام بن رغبان الملقب بـ"ديك الجن الحمصي"، قتلَ جاريته الحسناء، التي كانَ مُتيِّماً بها ، مخافةَ</strong></h4> <h4><strong> أَنْ يشاركه فيها أحد .. خليفةً كانَ أم والياً او نخّاساً ! (ي.ع)</strong></h4> <h4><strong>** متتابعة سيمفونية للموسيقار الروسي ريميسكي كورزاكوف ، ألّفَها عام 1888 متأثراً بـ"ألف ليلة وليلة" ،</strong></h4> <h4><strong> بعنوان "شهرزاد". (ي.ع)</strong></h4>