رسالة مفتوحة الى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور نبيل عبد الصاحب
السلام عليكم
ابتلى التعليم العالي بالفساد، ومنه فساد الشهادات العليا حيث غزت المكاتب التي تدعي تقديم الخدمات الطلابية والتدريسية، ومنها عمل وكتابة البحوث، او كممثلين لمجلات علمية، او جامعات واكاديميات عالمية، كجزء من عملية واسعة لتهديم القيم الاكاديمية في التعليم العالي، وتثبيط القدرات الوطنية، وتوطين السرقة العلمية مما جعلها جزءاً لا يتجزأ من عملية البحث العلمي وعلى صعيد واسع. وخلال فترة نشاط هذه المكاتب وانتشار وسائل الاقتباس غير المشروع، والادعاء بإجراء تجارب وهمية، وبالرغم من اعتراض المئات من التدريسيين، والتربويين، والتحذير من مخاطرها، لم يتم الكشف عن هذه الحالات، ولا اتخاذ اي قرار بترقين قيد طالب، او سحب شهادته، او معاقبة تدريسي، (فيما عدا حالة واحدة في السابق حيث تم اغلاق بعض المكاتب من قبل وزارة الداخلية، واحالة احد الوسطاء للجنة تحقيقية)، فاستمر التزوير والسرقة سواء بقصد، أو بجهل. لقد وجهت اتهامات الى الوزارة والجامعات لتجاهلها لهذه الظاهرة فلم يصدر علنا او سراً اي قرار بتجريم مرتكبيها ولم نسمع ان طالبا لم يمنح الشهادة بسبب ان بحثه، او جزء منه مشترى، او مسروق، او مقتبس و إن تدريسياً سرق، او ابتدع بحثا مزوراً وسحبت منه ترقيته.
امامكم صاحب المعالي، فرصة تاريخية للضرب بيد من حديد على مواقع الفساد ومروجيه بمتابعة هذه المكاتب قانونيا بتهم الاحتيال، والتزوير وبمنع التعامل مع هذه المكاتب، سواء من كان طالبا، او تدريسيا، واتخاذ تدابير رادعة بحق كل من يشارك في عملها، أو ترويجها، او استخدام خدماتها كترقين قيد الطالب أو معاقبة التدريسي بسحب ترقيته، وبمنع اي طالب، أو تدريسي بدفع مبالغ مالية نحو نشر بحثه.
هذه الظاهرة تتطلب تدخلكم لتنقية المجتمع الاكاديمي من كل مظاهر الفساد، وذلك بوضع تشريعات صارمة لتجريم ممارسات ضعاف النفوس، وتعزيز القيم الاكاديمية داخل مؤسسات التعليم والتي تفترض ان يكون الاكاديمي أكثر نزاهة والتزاماً بالقيم الأخلاقية من غيره.
مع خالص الود والاحترام
محمد الربيعي