غسان كنفاني في السينما
نشر كاملا في الموقع في 2 ايلول
قيس الزبيدي
يعود سؤال المقاومة في الذكرى الخمسين لرحيل الكاتب الشهيد غسان كنفاني ليتكرر كما في كل ذكرى:وبهذه المناسبة نعيد نشر دراستنا عن أعماله بعد تحريرها مجددا، مذكرين بأن عملية إعداد أو اقتباس الرواية إلى السينما هي عملية إشكالية ومحفوفة بالمثالب، بسبب من طبيعة وخاصية السينما والأدب، ونعني فيه هنا الأدب السردي والدرامي، أكان رواية، قصة، مسرحية، إلا أننا نجد أن الإنتاج السينمائي العالمي يعتمد على مثل هذا الأدب في الغالب.
كتب غسان كنفاني سبع روايات و5 مجموعات قصصية وأربعة كتب في السياسة والنقد ومسرحيات عدة ، إضافة إلى ممارسته للفن التشكيلي. حبث تشير مصادر عديدة إلى أنه رسم حوالي 60 لوحة زيتية لكن لم يصلنا منها سوى أعداد قليلة.
ومن يعود إلى أعماله الأدبية يجد تفاوتاً في نوعيتها خاصة الروائية، وتبقى من بينها رواية رجال في الشمس 63 ورواية “ما تبقى لكم” 66 ورواية عائد “الى حيفا” 69 من أفضل رواياته” ومن أفضل الروايات العربية باعتراف النقاد
مكانة غسّان كنفاني،في اللغة الفرنسيّة وأدبها وثقافتها.
تُرْجِم من أعماله إلى الفرنسيّة، ستّة أعمال أدبيّة معروفة وهي: «رجال في الشمس» الّتي صدرت مُلْحَقَة بنصوص أخرى له، في كتاب جاء تحت عنوان «رجال في الشمس:
يتبعها الساعة والصحراء، وأمّ سعد»، صدر عن دار النشر «سندباد» عام 1990، والكتاب بتقديم وترجمة ميشيل سورات.
وصدرت عام 1997 رواية «عائد إلى حيفا: وقصص أخرى، بترجمة الشاعر عبد اللطيف اللعبي وزوجته جوسلين اللعبي، ويحوي الكتاب إحدى عشرة قصّة عدا الرواية، وصدر الكتاب عن دار «سندباد» المتخصّصة بترجمة الأدب العربيّ ونشره بالفرنسيّة.
ومسرحيّة «الباب»الّتي صدرت عن دار النشر «سبارتاكوس» عام 2019، وهي من ترجمة مشتركة لمجموعة من المترجمين من بينهم هدى أيّوب، وجاءت في كتاب ثنائيّ اللغة.
وصدرت بعض قصص كنفاني في كتاب بعنوان «قصص من العالم العربيّ»عام 1993، عن دار النشر «ليفر دو بوش»، وهي تسع قصص مختارة “لأفضل الروائيّين العرب” كما جاء في مقدّمة الكتاب، ويحوي من ضمنهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس. وكتاب «حكايات من فلسطين» ، بتقديم إبراهيم الصوص، دار النشر «ستوك» عام 1979.
ولأنّ الفرنسيّة لا تقتصر على فرنسا، فقد صدر عن ديوان المطبوعات الجامعيّة في الجزائر كتاب «أنطولوجيا فلسطينيّة» لكنفاني عام 1984.
تقول نادر في مقالة لها بعنوان
«مقا ييس وفائض الحاضر لدى وليام فولكنر وغسّان كنفاني».:
“يكشف وليام فولكنر وغسّان كنفاني في كتاباتهما عن أرض من نار ومن رماد، وعن كائنات في بحثٍ دائم، معلّقة بقسوة عالمها الغريب. في اللحظات الصعبة، تتجمّد الساعات، أو على الأقلّ تُكْبَح لحركة أبطأ. يُعَبَّر عن الأفعال أحيانًا في الماضي، ولكن تأتي بشكل خاصّ في الحاضر. والمؤشّرات الزمنيّة وإلحاح السرد يقودان السرد الروائيّ إلى فوريّة الإدراك. الحدث آخذ في الازدياد باستمرار، ويُولد الحاضر في قلق من التحقّق الوشيك. وبقدر ما يكون رهين محور زمنيّ غير منظّم، فإنّ هذا الحاضر نفسه في خطر. تكشف القصص الّتي دُرِسَتْ عن تحدّيات الحاضر في أزمة الشخصيّات: ’الساعة والصحراء‘، و’رجال في الشمس‘، قصّتان طويلتان لغسّان كنفاني، يواجهان روايتين لوليام فولكنر: ’دخيل في الغبار‘ و’الضوء في أغسطس‘. ركّزت القراءة أحيانًا على المقتطفات الّتي تكثّف حالة الطوارئ، وتعيد إنتاج حتميّة الحاضر الّذي يتخلّل جميع الأعمال.
ما تزال حصيلة السينما في اعتماد روايات غسان، حتى الآن، أربعة أفلام روائية عن ثلاث روايات، هي رجال في الشمس: (فيلم المخدوعون السوري: لتوفيق صالح/1971)، وما تبقى لكم: (فيلم السكين السوري لخالد حمادة/ 1972)، وعائد الى حيفا: (فيلم عائد الى حيفا الفلسطيني لقاسم حول/1981 و: (فيلم: المتبقي الإيراني لسيف الله داد/1995).
ومع أهمية الأفلام العربية الثلاثة التي استندت إلى نوعية خطاب ثقافي جاد ورصين متماثل مع نوعية خطاب الكاتب نفسه، لكن ستبقى مهمة أي سينمائي يختار رواية ما من روايات كنفاني مستقبلاً، أن يجهد في البحث في عملية الإعداد عن المعادل السينمائي للبناء المونتاجي الأدبي في أدب كنفاني وعن مستوى البناء الزمني للماضي والحاضر في سرد أحداث رواياته، ليست كما حدثت ، بل كما يمكن لذات فاعلة أن تستحضرها، كما عليه أيضاً أن يجد المعادل السينمائي المناسب لتعدد أصوات السرد ولإيقاعه ووتيرته، من خلال حبكة فنية، ربط بين تطوير بنية الحكاية سينمائية وأحداثها وشخصياتها الدرامية.
وقد سبق لبربشت أنْ لاحظ كيف أن : “مشاهد السينما يقرأ الرواية بشكل آخر، لكن كاتب الرواية هو أيضا مشاهد للسينما”. لنعيد إلى الذاكرة ذلك التأثير الذي مارسته السينما على الأدب. ليو تولستوي نفسه اعترف في عام 1908بعد أن شاهد الأفلام الصامتة بأنه يريد “أن يكتب كما تُصوِّر السينما” وظهر، بعدئذ، أدباء يكتبون رواياتهم كما لو أنهم يكتبون للسينما. وأخذوا يمارسون، في الوقت نفسه، هذا التأثير على غيرهم من الكتاب. .ويعترف غسان كنفاني بتأثير وليم فولكنر الذي تأثر بالسينما على أسلوبه الأدبي ومحاولته ألاستفادة من الأدوات الجمالية والأساليب الفنية التي حققها الكاتب الأميركي في رواياته.
غير أننا نفضل استعمال مصطلح تحويل من علامات وسيط الى علامة وسيط آخر. وهنا يأتينا سؤال آخر: إلى أي مدى يكون التحويل ممكنا أو غير ممكن؟ سؤال بسيط آخر يحتاج الى إجابة صعبة. لكن علينا أن نتذكر التأثير الذي مارسته السينما على الأدب، فبعد انتشار السينما لم يعد كتاب مهمون يسردون كما فعل غيرهم من قبل.
أيضا مارس أدب هؤلاء الكتاب التأثير على غيرهم من الكتاب، يعترف غسان كنفاني بتأثير وليم فولكنر على كتابته ومحاولته للاستفادة من الأدوات الجمالية والإنجازات الفنية التي حققها الكاتب الأميركي لتطوير الأدب العالمي. وهكذا، إذاً، أصبح أمامنا روايات مسرودة وفق تقنيات المونتاج، تعدد جهة السرد، العناية برسم بصرية سينمائية، العناية بالبناء الزمني للأحداث، ليس على أساس التعاقب فقط وإنما أيضا على أساس التوازي والتزامن، وربما علينا بالمقابل أن نذكر هنا بدخول المسرح إلى الإذاعة في البداية ودخول الإذاعة إلى التلفزيون، وبشكل خاص إلى بنية المسلسل الدرامي، حيث يهيمن في سرد حكاية المسلسل الحوار والمحادثة اليومية.
يمكن للتحليل المقارن أن يوضح العلاقة المتبادلة بين العمل الأدبي كوسيط وبين السينما (وربما الأفضل أن نقول الفيلم) وذلك من زاوية ما يسمى المتشابهات والمتفارقات في وسيلتي سرد مختلفتين بهدف تبيان علاقاتهما ومزاياهما، ولا يكون الهدف من ذلك مجرد الرغبة في المعرفة، وإنما بدافع الوصول إلى تلك المعرفة التي تساعد على إنجاز كتابة مناسبة للسينما.
فليس كل أدب يصلح كمادة تحويل للسينما، لأن السينما ليست وسيلة سرد هدفها إيصال الأدب أو المسرح أو حتى الشعر، لأن المشاهد في حالة السينما، كمتفرج، يختار الفرجة، وفي حالة الأدب، كقارئ، يختار اللغة (عرف الشكلانيون الروس الأدب بأنه: فن الكلمة) وفي حالة الشعر يختار، كمستمع، تلقي الدلالة عن طريق السماع.
أما بالنسبة للفيلم القصير المقتبس من أدبه، فهناك الفيلم الروائي القصير <<زهرة البرقوق>> عن رواية (برقوق نيسان)، والتمثيلية التلفزيونية <<وصية أم سعد>> عن رواية (أم سعد)، و<<البرتقال الحزين>> عن قصة <<أرض البرتقال الحزين>>. وقد انتشر التباس في أدبيات السينما عموما، حيث اعتقد أن الفيلم السوري الأول <<رجال تحت الشمس>> مأخوذ عن رواية كنفاني (رجال في الشمس) غير أن سيناريو هذا الفيلم، الذي يتضمن ثلاث قصص عن المقاومة الفلسطينية، كتبت قصصه الثلاث مباشرة للسينما، وحمل الفيلم عنوانا مشابها تقريبا لعنوان رواية كنفاني.
تبقى الأفلام التي تطرقت إلى شخص غسان كنفاني كمفكر وإنسان وشهيد، وقد استطعنا حتى الآن أن نوثق منها: <<لماذا المقاومة؟>> <<لن تسكت البنادق>>، <<الكلمة البندقية>>، <<أوراق سوداء>>، <<أبداً في الذاكرة>>.
إذا ما التفتنا إلى الزمن الذي أنتجت فيه تلك الأفلام، فسوف نفهم أيضا الدافع وراء اختيار بعض روايات غسان كنفاني للسينما، الذي لم يكن بسبب نوعية رواياته، وإنما بسبب القضية التي تناولتها رواياته، أي فلسطين، ويقول غسان كنفاني بهذا الصدد: <<ان فلسطين تمثل العالم برمته في قصصي>>. أما بصدد رواياته فيقول: <<إن شخصيتي كروائي كانت متطورة أكثر من شخصيتي كسياسي، وليس العكس>>.
إن تفيلم الأدب عمل لغوي إبداعي من نوع مختلف، خاص ومميز، لا يتماثل بطبيعته مع العمل الأدبي الذي يعتمده كمصدر للإعداد، على هذا تنشأ ضرورة الابتعاد في هذه العملية عما يسمى الترجمة المباشرة والنقل التقني الحرفي للنص الأصلي. يعرف تاريخ السينما محاولات جرت، بهدف تحويل عمل روائي إلى فيلم سينمائي بأمانة كلية أي صفحة بعد صفحة. على أن هذا الاختلاف لا يقود بالضرورة إلى التنكر لروح النص الأدبي.
لقد كانت القضية التي تؤرق غسان كنفاني في كتابة الرواية، هي فنية الشكل، وإذا ما عدنا الى أعماله أو عدنا الى دارسي أعماله، لوجدنا أنه لم يستعمل في كتابته تقنية واحدة ولا شكلا موحدا، بل على العكس من ذلك، كان لا يكرر شكلا روائيا، بل يحاول أن يطور الشكل الذي أنجزه ويتجاوزه باستمرار إلى شكل روائي جديد. ونستطيع أن نؤكد بدورنا أن أدب غسان كنفاني (رواياته) ليس أدبا خالصا وإنما أدب فيه كثير من السينما، فيه سينما أكثر بكثير من كثير من الأفلام.
من هنا نجد أن أدبه يدفع من يقتبس منه إلى السينما، ألا يغفل تلك المهمة المشوّقة والمحفزة للإبداع والابتكار الموجودة في أدبه، عليه ألا يكتفي في عملية الإعداد أو الاقتباس أو التحويل بالبحث فقط عن المعادل البصري الموازي لصوره الأدبية، بل يجد المعادل السينمائي للبناء المونتاجي ولمستوى البناء الزمني في سرد الأحداث إضافة الى البحث المناسب في رسم صورة الحدث الماضي، لا كما حدث، بل باعتباره ذاكرة ذات فاعلة في الحدث، أيضا عليه أن يجد المعادل السينمائي المناسب لتعدد الأصوات في السرد ولإيقاع السرد ووتيرته في البناء الأدبي عن طريق تلك الحبكة القادرة على ربط الأحداث التي تتشكل منها نوعية الحكاية.
ومع أن الأفلام الثلاثة (المخدوعون، السكين، عائد إلى حيفا) استندت إلى نوعية خطاب ثقافي جاد ورصين متماثل مع نوعية خطاب الكاتب نفسه، لكن مع هذا لم يتم الالتفات في عملية تحويل تلك الأفلام الى خصائص أدبه وعنايته في كيفية (شكل) السرد، إنما تم الوقوف، فقط، عند بوابة ال<<ماذا>> في هذا السرد، أما الفيلم الإيراني <<المتبقي>> فإنه كخطاب لم يتماثل مع رواية <<عائد الى حيفا>> الأصل التي أخذ عنها، بل ذهب أبعد في التركيز على ال<<ماذا>> الأصل وحوله، بإضافات لا تتنافس فقط مع ما أراد الكاتب الملتزم التعبير عنه كحالة تاريخية وواقع متغير، دون الرجوع، بأمانة، لا إلى الواقعة التاريخية ولا إلى إعادة قراءة مستقبل تلك الواقعة التي تحولت مع الزمن إلى ظاهرة معاصرة.
بطاقات الأفلام
كركيس يوسف
(1) <<البرتقال الحزين>> روائي
العراق، 1969، 35 مم 20 دقيقة
إنتاج: التلفزيون العراقي
الفيلم مأخوذ على الأرجح من قصة غسان كنفاني <<أرض البرتقال الحزين>> ويتناول حياة ومأساة عائلة فلسطينية أبعدت من فلسطين وأصبحت لاجئة.
كريستيان غازي
(2) <<لماذا المقاومة؟>> تسجيلي، لبنان، 1970، 16 ملم أسود أبيض 40 دقيقة.
فيلم تسجيلي يدور حول حركات المقاومة الفلسطينية الثلاث، أسئلة توجه إلى قادة ومفكري الثورة الفلسطينية كغسان كنفاني وغيره من المفكرين الفلسطينيين.
خالد حمادة
(3) <<السكين>> روائي
سوريا، 1971، 35 مم أسود وأبيض 87 دقيقة
سيناريو: خالد حمادة عن رواية (ما تبقى لكم) غسان كنفاني.
تصوير: جورج لطفي الخوري
موسيقى: صلحي الوادي
مونتاج: قيس الزبيدي
إنتاج: مؤسسة السينما السورية
تمثيل: سهير المرشدي ، رفيق سبيعي، بسام لطفي، ناجي جبر.
تعكس قصة هذا الفيلم جانبا من مأساة الشعب الفلسطيني من خلال ثلاث شخصيات أساسية: (حامد، مريم، زكريا).
حامد الشاب الحالم تصفعه في بداية حياته خيانة أخته مريم مع زكريا، الرجل الحقير المتعاون مع المحتلين.
يغادر حامد بلده غزة إلى الضفة الغربية عن طريق الصحراء للالتحاق بأمه الموجودة هناك منذ عام 1948.
وخلال مسيرته في الصحراء يلتقي بجندي إسرائيلي ضائع وعند هذا اللقاء تأخذ حياته مجرى آخر.
(4) <<المخدوعون>> روائي
سوريا، 1972، 35مم أسود أبيض 110 دقائق
سيناريو: توفيق صالح، مأخوذ عن رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس)
تصوير: بهجت حيدر
مونتاج: صاحب حداد
موسيقى: صلحي الوادي
ديكور: لبيب أرسلان
إنتاج: المؤسسة العامة للسينما. سوريا
مدير الإنتاج: محمد سالم
تمثيل: محمد خير حلواني، عبد الرحمن آل رشي، بسام لطفي، صلاح خلقي، ثناء دبسي.
جوائز: التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج 1972: الجائزة الأولى لمنظمة السينما الكاثوليكية (ocic)، 1975.
رائعة كلاسيكية من السينما العربية
(مهرجان شمال أفريقيا والشرق الأوسط)
إخراج حاذق وتصوير نضر بالأسود والأبيض
جور هارتل (ذا سياتل تايمز)
واحد من أفضل درامات التشويق في السينما العربية
روي ارمز (السينما العربية والأفريقية)
يتتبع الفيلم مصائر ثلاثة لاجئين فلسطينيين جمعهم الطرد، والخيبة والأمل في مستقبل أفضل. ثلاثة فلسطينيين يحاولون السفر إلى الكويت بحثا عن عمل يعينهم على العيش في مخيم اللاجئين. وبسبب صعوبة الحصول على تأشيرة لدخول الكويت، يقررون فعل ما فعله آلاف من قبلهم، وهو دخول الكويت بصورة غير نظامية. يقابلون متعهدا يوافق على تهريبهم إلى الكويت بإخفائهم في صهريج ماء اعتاد أن يعبر به الحدود العراقية الكويتية. تصل الشاحنة وبداخل صهريجها الفلسطينيون الثلاثة إلى الحدود، لكن الإجراءات الرسمية تتأخر بسبب كويتي متقلب المزاج هب للثرثرة مع سائق الشاحنة بينما يموت الفلسطينيون متأثرين بحرارة الشمس المحرقة.
هذا الفيلم مأخوذ عن رواية لغسان كنفاني تحمل اسم <<رجال في الشمس>>، وفيه سخرية من النفي ويدفع شخوصه لتحس قدرها الحقيقي والانغماس في نفيها الذي يعادل الثورة ويعتبر من أفضل الأفلام التي تتناول القضية.
مقدمة تسجيلية تصور مراحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ندخل بعدها في حكاية شخصيات الفيلم الثلاث، ينتمون إلى ثلاثة أجيال من الفلسطينيين، يحاولون السفر إلى الكويت بحثا عن العمل، بعد أن ضاقت بهم السبل في مخيمات التشريد التي لجأوا إليها بعد كارثة فلسطين، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة دخول إلى الكويت، يقرر الثلاثة، مثل الآلاف غيرهم، أن يدخلوا بطريق غير قانونية، يلتقون سائق شاحنة يوافق على تهريبهم داخل صهريج ماء اعتاد أن يجتاز الحدود العراقية الكويتية ذهابا وإيابا، يصل الصهريج، وبداخله الفلسطينيون الثلاثة إلى الحدود، إلا أن المعاملات تتعقد بسبب موظف كويتي ذي مزاج رائق، يحلو له المزاح مع سائق الصهريج بينما الثلاثة مسجونون تحت الشمس الحارقة.
يتفق الثلاثة مع سائق شاحنة فلسطيني على تهريبهم إلى الكويت عبر الطريق الصحراوي، لكنهم يموتون على الحدود داخل الصهريج الساخن، دون بلوغهم الجنة الموعودة.
يحتوي الفيلم على وثائق أرشيفية عن الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1948 وما إلى ذلك من تشريد الشعب الفلسطيني.
(5) <<لن تسكت البنادق>> تسجيلي، فلسطين، 1973، 17 دقيقة.
إنتاج: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
يحكي عن قضية التسوية الاستسلامية، وموقف الجبهة منها، كما يعكس رد الجماهير العربية ويكشف عن أهمية هذا الدور، في مواجهة الإمبريالية والرجعية وفيه مقاطع من خطاب للدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية في الذكرى الأولى لاستشهاد غسان كنفاني.
وثيقة هامة مستندة الى خطاب الرفيق جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الأولى لاستشهاد الرفيق غسان كنفاني ومن خلال هذا الخطاب يعرض الفيلم الموقف السياسي للجبهة والموقف الجماهيري من قضية التسوية المطروحة ودور الجماهير في مواصلة الكفاح المسلح لمجابهة الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
(6) <<الكلمة البندقية>> تسجيلي فلسطين، 1973، 20 دقيقة.
إنتاج: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
فيلم عن الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي استشهد في الثامن من تموز 1972 بعد أن وضعت المخابرات الإسرائيلية متفجرة في سيارته وهو في طريقه الى مجلة الهدف التي كان يرأس تحريرها، ويؤكد الفيلم على أن الكلمة الشجاعة لها فعالية البندقية في مسيرة الثورة، كما يحكي عن بعض جوانب حياة الشهيد غسان كنفاني، ويقدمه كنموذج للأديب والإنسان المناضل.
ياسين البكري
(7) <<زهرة البرقوق>> روائي قصير، العراق، 1973، 22 دقيقة
تمثيل: ممثلون غير محترفين
إنتاج: مؤسسة السينما والمسرح
مأخوذ عن قصة الكاتب غسان كنفاني ويبرز قدرة الفلسطيني على المقاومة. وهو يقوم على أساس تفجير شخصيته المحورية، والانتقال بها من المواقف الهامشية الى الانغماس في الثورة.
حسن العبيدي
(8) <<وصية أم سعد>> روائي، العراق، 1976، 20 دقيقة
تتناول شخصية أم فلسطينية وموقفها من ابنها الذي يلتحق بالعمل الفدائي. ونعتقد، دون أن نجزم، بأن التمثيلية مأخوذة عن إحدى اللوحات التسع التي ترسمها رواية <<أم سعد>> التي تعالج كيانا فرديا، يحمل في داخله عمومية جماعية تعبر عن الحالة الشعبية العامة في الزمن الفلسطيني الجديد، زمن المقاومة الفلسطينية. في اللوحة التي نعتقد أن التمثيلية اعتمدتها، هي اللوحة التي تنتدب الأم قطعة من كبدها، ابنها سعد، للقتال، ويمثل الابن الموقف الجديد للفدائي، الذي ينطلق حاملا سلاحه في وجه العدو.
فؤاد زنتوت
(9) <<أوراق سوداء>> تسجيلي
فلسطين، 1979، 16 ملم
إنتاج: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
محطات من تاريخ الإرهاب الصهيوني وجرائمه السوداء سواء في ارتكابه المجازر كدير ياسين، أو اغتيال المثقفين من طراز غسان كنفاني، وصولا إلى الاعتقالات وتدمير البيوت.
قاسم حول
(10) <<عائد إلى حيفا>> روائي
فلسطين، (1980 1981)، 16 مم ملون 85 دقيقة
سيناريو: قاسم حول مأخوذ من رواية غسان كنفاني <<عائد الى حيفا>>
تصوير: جورج لطفي الخوري
ديكور: جورج فرنسيس
مونتاج: قيس الزبيدي
موسيقي: زياد الرحباني
مخرج مساعد: جبريل عوض
مساعد إخراج: شامل أميرلاي، علي عوض
مساعد التصوير: نبيل الزبيدي، علي مكية
مساعد مونتاج: عدنان سلوم
كتب الحوار باللهجة الفلسطينية: رشا أبو شاور
كتب الحوار بالإنكليزية: سعاد أحمد
كتب الحوار بالألمانية: هايكه عوض
إنتاج: مؤسسة الأرض للإنتاج السينمائي
مدير الإنتاج: محمد سالم
تمثيل: حنان الحاج علي، بول مطر، كريستينا شورن، سليم موسى، جمال سليمان
1 إنه الفيلم الروائي الفلسطيني الأول، وقد حقق بأموال فلسطينية. وعندما طلب من المخرج التحدث عن المغزى الأساسي للفيلم قال: الوطن هو القيمة الرئيسية في رواية غسان كنفاني. تقدم القصة الوطن من منظور مستقبلي. ويمثل المستقبل جيلا من الفدائيين الذين لم يروا فلسطين، ومع ذلك يضحون بحياتهم من أجلها. هذه الفكرة تجمل أحداث القصة ومعنى الحوار بأكمله. وتضيف أحداث الرواية وشخصياتها بعدا ثقافيا إلى طبيعة النزاع مع العدو الصهيوني.
2 حيفا في ربيع 1948 تسقط تحت ضربات الاحتلال الصهيوني، وتقتحمها عصابات المستوطنين الصهاينة في ذاك اليوم 21 نيسان 1948. تشاء الأحداث أن تترك صفية رضيعها خلدون في البيت، وتفشل في استعادته. بعد قرابة عشرين عاما تماما في 1967 بعيد نكسة حزيران صار من الممكن لصفية اللاجئة في الضفة الغربية، أن تزور البيت الذي هجرت منه، هناك ستجد أن خلدون وقد أصبح مجندا في الجيش الصهيوني واسمه دوف. أسئلة مثيرة نسجها ببراعة الأديب غسان كنفاني. في الرواية ثمة اقتداء وأمانة للنص الروائي دون الكثير من التعديل.
حكمت داوود
(11) <<أبداً في الذاكرة>>
سيناريو: حكمت داوود
تصوير: عمر الرشيدي، نبيل الزبيدي
مساعد تصوير: خليل سعادة
الصوت: شاهر السومي
الموسيقى: حسين نازك
مونتاج: عدنان سلوم
يبدأ الفيلم بمشاهد تسجيلية حول واقع المخيمات الفلسطينية في الشتات، وواقع الفلسطينيين في الأرض المحتلة.. ثم يعرض لصور فوتوغرافية ثابتة للبعض من شهداء الثورة الفلسطينية، أمثال غسان كنفاني، كمال ناصر، كمال عدوان، تغريد البطمة، باسل الكبيسي.
كل هذا يبدو كمقدمة لحديث الفيلم عن ماجد أبو شرار، وهو موضوعه الأساس، وقد صيغ هذا الفيلم بعيد اغتيال أبو شرار، في روما عام 1981 ويعرض الفيلم لحياة وتجربة ماجد أبو شرار، بداية من خلال حديث ماجد عن نفسه. طفولته ودراسته وعمله ثم انضمامه للثورة.. كذلك من خلال شهادات عدد ممن عايشوا التجربة، أمثال ياسر عبد ربه وبسام أبو شريف والعقيد أبو موسى.. ولا ينسى الفيلم أن يقدم لقاءات مع أفراد أسرة ماجد أبو شرار وخاصة والدته وابنته..
سيف الله داد
(12) <<المتبقي>> روائي
إيران/ سوريا، 1995، 35 ملم ملون 147 دقيقة
سيناريو: سيف الله داد، اقتباس عن رواية غسان كنفاني <<عائد الى حيفا>>
مدير التصوير: علي رضا نتين زدست
تصوير: شهاب الدين عادل
مخرج مساعد: فراس دهني، أكبر منصور فلاح
مونتاج: سيف الله داد
تصميم الديكور: لبيب رسلان
تصميم الأزياء: موفق السيد
تصميم الماكياج: عبد الله أسكندري
نقل الحوار إلى اللغة العربية: عامر بالزادة
نقل الحوار إلى اللهجة الفلسطينية: حسن سامي اليوسف
منتج منفذ: منوجهر محمدي
إنتاج: مؤسسة سينا فيلم/ إيران
تمثيل: سلمى المصري، جيانا عيد، جمال سليمان، علاء الدين كوكش، غسان مسعود، حسن عويتي، صباح بركات، هاني السعدي، فيلدا سمور
(فيلم معد عن رواية غسان كنفاني <<عائد إلى حيفا>> وقد تم تصويره في سوريا، ويحاول الفيلم أن يعيد النظر بمصير أحداث وشخصيات الرواية، لكن دون أن يتقيد بالأمانة لا إلى النص ولا إلى الأحداث التاريخية).
.. خلال احتلال القوات الصهيونية لمدينة حيفا عام 1948 تضع زوجة الدكتور سعيد طفلها الرضيع في سريره، أثناء ما تحاول الوصول إلى عيادة زوجها للاطمئنان عليه. ويلتقي الوالدان في الطريق ويحاولان معا العودة إلى طفلهما الرضيع في البيت، لكن الرصاص الصهيوني، خلال الاشتباكات في المدينة، يرديهما قتيلين تحت شرفة منزلهما.
تحصل عائلة يهودية مهاجرة على المنزل، بما فيه من أثاث، وتتبنى الطفل الرضيع، لكن جدته، التي تحضر من غزة، تستطيع العمل عند العائلة اليهودية مربيةً للطفل لتستطيع، بعدئذ، من استعادته، ويتم الأمر بالتعاون مع المقاومة الفلسطينية، التي تكلفها، وهي تنقذ الطفل، بوضع حقيبة متفجرات في قطار ينقل جنود الاحتلال.. وتتمكن الجدة، رغم التدقيق الشديد من قبل الاستخبارات الصهيونية، من تنفيذ خطة وضع حقيبة المتفجرات في القطار وإنقاذ الطفل في اللحظات الأخيرة قبل أن ينفجر القطار. تستشهد الجدة، ويتعالى صراخ الطفل الرضيع مبشراً بالأمل .الفلسطيني القادم