مـن قتل أمّـي
بقلم: غسان يونان
كنتُ فـي الحديقـة
أمشـي
على قارعة الطريق أمشي
وتحت ظل شـجرة التـوت
أختبأ من حرارة الشمس
لأجد نفسي في
حضن أمّـي
أسـتريح..
أحلـم بغـدٍ يُقربني أكثر
وأكثر من موطن أجدادي
من رائحـة البخور
الآتـي من معبـد عشـتار..
كم من مـرة تسبّحت
فـي النهـر
القريب من بيتنـا
وكم مـن مـرّةٍ كنت علـى
وشـك أن أغرق..
حـتى كبرتُ
وكبرت معي أمّـي
وزادت الهموم
ابيضّ شعرها
وتغيرت ملامح
وجهها..
من حـولي
أرى الأوراق تتسـاقط
وفي كل ورقة صفراء
أرى الحلم يهوى معها
وصفحة جديدة
فـي كتابي
وتتبدد الأحـلام كلها
لأرى أوراق شجرة التوت
جنب بيتنا
تتهاوى ألمـاً..
الشمس تخجل
فتختفي بين
أحضان الغيوم
والقمر يكشف عن وجهه
يعطينا أمـلاً
لكـن،
نباح كلاب البادية
وصراخ أيتـام التاريخ
ورايات الجهل
والغدر
والعار
مرّت بشـوارع حيّنـا
وتركت آثارها المخزية
في كل مكان
في عمق الزمان..
وسمعنا صوت دمعة التاريخ
تتدحرج على خدّيه
تبكي على شـعبٍ
لا ذنب له
سوى أنه كان معلّم البشرية
ونورٌ تهتدي به كل الأمم
عندها،
تملكني شـعور غريب
ليس ككل مرة
وعرفت حينها
مَن قتل أمـي غدراً
ومَن سلّم مفتاح حيّنا
إلـى هؤلاء البرابرة.