ليبقى الحراس متيقظين
غسان يونان
أكتب منذ مئات
لا بل آلاف السـنين،
أكتب بالحبر الأَسْـوَدِ
أحياناً
وبالرصاص أحياناً
أُخـرى..
أُذكّـرُ فـي كتاباتـي دائماً
أن يبقى الحراس متيقظين
لأن القافلة
فـي طريقها
آتيـة من زمـان آخـر
لكـن الهدف
في نفس المكان..
أعتـذر من الآلهة
لأنها انتظرتني طويلاً
فـي معبـد عشـتار
وهـي تُصلّـي
تُقدّم البخور
لكل الأحـرار ..
وأطلب السـماح
من رفاق الدرب
الذين تأخروا
عن موعد الحصاد
عن رفع شعلة الانتصار،
رأيتهم اليوم من بعيد
أبعـد من عمق السنين
منشغلين
منقسمين
خائفين..
ناديتهم!
ذكّرتهم!
آن الأوان
حان وقت الحصاد
لنحمل المنجل
لنحصد السنابل
ونفرزها عن الزؤان..
لنتمكن من رؤية الزهور
وهي تتفتح
الشمس وهي تشرق
والحياة تنبعث مجـدداً
من بين هذه “الكلمات”
لتصل القافلة التي
انطلقت مسيرتها
والتي انتظرناها
منـذ آلاف السنين..