<h3 style="text-align: center;"></h3> <h3 style="text-align: center;"></h3> <h3 style="text-align: center;"><strong>الربيع في حيّنا</strong></h3> <h4><strong>غسان يونان</strong></h4> <h4>تتزين الطبيعة لمجيء عريسها</h4> <h4>ربيع نيسان</h4> <h4>فتُخرج فستان عرسها</h4> <h4>من ذاكرة التاريخ</h4> <h4>المزين بألوانه السرمدية</h4> <h4>الأزرق</h4> <h4>والأبيض</h4> <h4>والأحمر</h4> <h4></h4> <h4>تترك شعرها يتطاير على أكتافها</h4> <h4>خيوطاً ذهبية</h4> <h4>ينساب من خلاله نور الشمس</h4> <h4>ليزيده جمالاً ودفئاً</h4> <h4></h4> <h4>الطبيعة جاهزة</h4> <h4>لاستقبال الربيع</h4> <h4>مرة كل سنة</h4> <h4>وفي شهر نيسان</h4> <h4></h4> <h4>ترقص فرحاً وطربا</h4> <h4>على أنغام القيثارة</h4> <h4>الآشـورية</h4> <h4>ترسل ألحانها الممزوجة</h4> <h4>بتراتيل الملائكة</h4> <h4>السماوية</h4> <h4>ليصل صوتها العذب</h4> <h4>إلى الأعالي</h4> <h4>إلى مجمع الآلهـة</h4> <h4></h4> <h4>فترقص السماء</h4> <h4>سكرى من عطر الحياة</h4> <h4>ورائحة البخور</h4> <h4>القادمين مع صلوات الأنبياء</h4> <h4></h4> <h4>هناك</h4> <h4>يزور الربيع بيوت الحي</h4> <h4>الصامتة</h4> <h4>الفارغة من أحبتها</h4> <h4>من أهلها</h4> <h4>من معابدها</h4> <h4></h4> <h4>لكن،</h4> <h4>جدرانها صامدة</h4> <h4>تنزف ألماً</h4> <h4>تستبشر أمـلاً</h4> <h4>تصون الذكريات</h4> <h4>في أحضانها</h4> <h4>في قلب التاريخ</h4> <h4>على ضفاف الخابور</h4> <h4>وفي عمق نينوى</h4> <h4></h4> <h4>ومنذ ذلك الحين</h4> <h4>وحتى يومنا هذا</h4> <h4>لم يدمر حينا</h4> <h4>أو باقي الأحياء</h4> <h4>إلاّ هؤلاء الأقزام</h4> <h4>الضائعين</h4> <h4>التائهين</h4> <h4>المشردين</h4> <h4>في كل زمان ومكان.</h4> <h4></h4>