الفيلم الوثائقي (المعضلة الأجتماعية) يكشف الجانب المظلم في إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
Documentary film (The Social Dilemma)
علي المسعود
تناول الأدب والسينما والخيال العلمي مخاطر التكنولوجيا وسيطرتها على البشر، وتضخم الآلة وتمردها على الإرادة البشرية وخلق حياة كاملة لنفسها وكيف ينقلب صنع الإنسان عليه في النهاية ، وقدمت السينما جموح الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر عشرات المرات . الفيلم الوثائقي” المعضلة الاجتماعية” فيلم درامي أمريكي أنتاج عام 2020 من إخراج ” جيف أورلوسكي “وكتابه أورلوسكي وديفيس كومب وفيكي كورتيس ومن من إنتاج نتفليكس . يتناول تأثير التكنولوجيا الحديثة المدمر على الحياة والنفس البشرية والأضرار التي سببتها للمجتمع مع التركيز على استغلالها لمستخدميها لتحقيق المكاسب المالية من خلال رأسمالية المراقبة واستخراج البيانات والهدف من تصميمها لغرض استخدامها في غايات سياسة . يركز فيلم “المعضلة الاجتماعية” على التأثير الاجتماعي والثقافي عند إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين العاديين . بالإضافة إلى ذلك ، يصور الفيلم مجموعة من الموضوعات ذات الصلة على سبيل المثال لا الحصر التلاعب السياسي والإدمان التكنولوجي والأخبار المزيفة والاكتئاب والقلق . وتركز المشاهد الدرامية في الفيلم الوثائقي على نمودج لعائلة تم تمثيلها من قبل فريق التمثيل لنقل العواقب الهائلة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر على حياتهم اليومية .
عمل يمزج الأسلوب الدرامي بالوثائقي ويستعرض تأثير شبكات التواصل الاجتماعي الخطير على البشرية، إذ ينذر خبراء التكنولوجيا بمخاطر اختراعاتهم . يوضح الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” للمخرج جيف أورلوفسكي كيف أن الهوس وانتهاكات الخصوصية هما من سمات وسائل التواصل الاجتماعي وليس أخطاء في النظام . وتعد منصات التواصل الاجتماعي مسببة للإدمان وسيئة للجميع وعلى الرغم من استخدام السوشيال ميديا لها أثار اجتماعية وصحية على الأفراد والمجتمع . يشرح الفيلم الوثائقي الآثار الجانبية لمنصات التواصل الاجتماعي على المجتمع وجميع الشبكات الاجتماعية التي نسيء استخدامها في بعض الأحيان. هذه المنصات والمواقع هي الأسوأ لأنها تجعل البشر غير آمنين ومكتئبين ومشتتين طوال الوقت . أفتتاحية الفيلم من خلال مقولة لأحد عظماء كُتّاب المسرح والتراجيديا الإغريقية “سوفوكليس” الذي قال : (لا يدخل شيء واسع إلى حياة البشر دون لعنة) . وهذا توصيف دقيق لبدايات التكنولوجيا ما أصبحت عليه . مع الاعتراف بالخير الأكبر الذي جلبته لنا هذه التطورات في التكنولوجيا .
ينتقل الفيلم بعدها ليعرض صورا ومشاهد مُصوّرة وسريعة للدمار الذي حدث في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، ويبث الفيلم مشاهد أرشيفية توثيقية للحروب والمظاهرات والكوارث والثورات والعنف والقتل، وغيرها من المظاهر الأخرى التي يقف خلفها الإنسان . رغم ذالك لايلغي بعض ألأيجابيات لوسائل الأجتماعي ، مثل القدرة على الحصول على المعلومات بسرعة وتبادل الخبرات مع الأصدقاء. فهناك وسيلة التوك تك الذي يحفل بأبداع مجموعة كبيرة من الموهبين ، وكذالك هناك الكثير من المواد الثقافية والعلمية وسماع الموسيقى من خلال اليوتيوب ، لكنه يركز على كيفية خداعنا كمجتمع وبلد وعالم عن غير قصد لنصبح سلعاّ للبيع .، وقتنا وأعيننا ورغباتنا وأفكارنا المستقبلية كلها للبيع . يعرض الفيلم لقاءات مع علماء ومسؤولين في عالم السوشيال ميديا يقدمون الأضرار و الحلول الشخصية والسياسية التي تخلط بين هدفين متميزين لنقد التكنولوجيا التي تسبب في السلوكيات المدمرة والثقافة الرأسمالية التي تنتجها . ولهذا يكون فيلم “المعضلة الاجتماعية” فعال بشكل ملحوظ في دق ناقوس الخطر بشأن التجسس على حياتنا والتوغل التنقيب عن البيانات والتكنولوجيا المتلاعبة في حياتنا الاجتماعية وما بعدها . من بين الذين تمت مقابلتهم في الفيلم الوثائقي تريستان هاريس الباحث بمركز التكنولوجيا الإنسانية والمبتكر للزر “أعجبني” أو اللايك على فيس بوك، جاستن روزنشتاين؛ علاوة على تيم كيندال الرئيس السابق لشركة ( بينتيريست )، والمدير السابق لتحقيق الدخل في فيس بوك ، وكاثي أونيل مؤلفة كتاب “أسلحة تدمير الرياضيات”؛ ورشيدة ريتشاردسون، مديرة السياسات في معهد المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي والأستاذة بجامعة هارفارد شوشانا زوبوف وآخرين . قال أحد مسؤولي منصات التواصل الاجتماعي إن الشائعات تغمرنا لأن الأخبار الكاذبة انتشرت أسرع بست مرات من الحقيقة . لذلك ، تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير نفسية الإنسان والمفاهيم المتعلقة بالشخصيات التي تنتمي إلى السياسة في جميع أنحاء العالم . الفيلم الوثائقي ممكن تقسيمه الى ثلاثة أفلام مختلفة. الأول فيلم وثائقي مثير للجدل يعرض مقابلات الخبراء والمختصين أمام الكاميرا ، بما في ذلك العديد من الموظفين السابقين رفيعي المستوى في الفيس بوك او تويتر وغيرهم من عمالقة وادي السيليكون الذين انقلبوا منذ ذلك الحين ضد صناعتهم السابقة . والثاني يسير مع الخط الدرامي عن عائلة في الضواحي يلعبها ممثلون ألابناء واقعين تحت تأثير إدمان الهواتف الذكية . الفيلم الثالث يصور الممثل فنسنت كارثيزر التجسيد البشري للذكاء الاصطناعي .
تأثيرات وسائل الإعلام المباشرة
نتابع في الجزء الدرامي من الفيلم الوثائقي ومن خلال قصة قصيرة حياة عائلة أمريكية من الطبقة المتوسطة. أراد المخرج تضمين هذه الحكاية لتصوير الآثار التي يمكن أن تحدثها إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين وما قبل المراهقة في المقام الأول . ومن ثم كشف الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين واضحة على الأصغر سنا “إيسلا ” وهي أول من تظهر عليها علامات الإدمان لأنها تجلس على الأريكة لساعات طوال وتتصفح مواقع التواصل والإنستغرام بينما تتجاهل نداء والدتها، التي تطلب منها مرارا وتكرارا أن تساعدها في ترتيتب طاولة الطعام . في نقس الوقت نشاهد تقرير إخباري من على شاشة التلفزيون يحذر من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي . أنشأ أورلوفسكي حكاية داخل الفيلم الوثائقي عن عائلة وفيها تعاني الابنة من القلق والاكتئاب بعد صور السيلفي التي تنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وتكسب السخرية والتنمر من زميلاتها في المدرسة . في يصبح الابن في سن المدرسة الثانوية متطرفا من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الموجهة والتي يشجع فيها على العنف . كذالك يركز الفيلم على مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صنع القرار والإضرار بقدرتهم على إنشاء علاقات شخصية صحية والتأثير سلبا على صورتهم وقيمتهم الذاتية . ويشير الفيلم الى مدى قلق الخبراء بشأن أستخدام التطبيقات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال (خاصة بشأن الفتيات الصغيرات قبل سن المراهقة) من خلال الكشف في الأرتقاع في معدلات الانتحار في هذه الشريحة العمرية في السنوات الاثني عشر الماضية. تتجسد ذالك في العائلة من خلال مخاوف الطفلة الأصغر سنا ” إيسلا ” و صورة بكائها أمام المرآة بعد الحصول على تعليق سلبي حول مظهرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
إذا كنت أردت للسيطرة على سكان العالم ، فلا توجد أداة تقنية أفضل من الفيس بوك !
في المقابلات التي تم تحريرها بسرعة ، تحدث أورلوفسكي مع رجال وعدد من النساء الذين ساعدوا في بناء وسائل التواصل الاجتماعي ويظهرون الآن مخاوفهم من آثار إبداعاتهم على الصحة العقلية للمستخدمين وأسس الديمقراطية ويقدمون شهاداتهم التحذيرية بقوة. يعلق المحاورون في الفيلم على زيادة الأمراض العقلية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل دائم . توضح ” آنا ليمبك” خبيرة الإدمان في جامعة ستانفورد ” أن هذه الشركات تستغل حاجة الناس للتواصل فيما بينهم ” ، في حين أكد مسؤول في الفيسبوك على حقيقة ” إذا كنت على استعداد للسيطرة على سكان العالم ، فلا توجد أداة تقنية أفضل من الفيس بوك “. قدم المخرج في فيلمه مقابلات مع الخبراء في وسائل التواصل الاجتماعي لعمل فيلم وثائقي عن المعضلة الاجتماعية وحول ما صنعوه على مر السنين والعواقب غير المقصودة للتكنولوجيا على عامة الناس. بعد أن أصبح الناس مهووسين بتلك الوسائل ، وأصبحت المنصات الاجتماعية على نحو متزايد شريان حياة للمستخدمين لربط أنفسهم . كشف الخبراء وسائل التواصل الاجتماعي وقد أعادت برمجة الحضارة والعلاقات وحتى الروابط الاجتماعية . ذكر مسؤول في تويتر ( أكس حالياً) : ” أن منصات التواصل الاجتماعي جعلت الجيل بأكمله أكثر قلقًا واكتئابًا” .
فيلم “المعضلة الاجتماعية” كشف حال الشباب المصابون بالقلق والاكتئاب لأنهم اعتادوا قضاء الوقت على منصات التواصل الاجتماعي ، وقد تبنوا بطريقة ما نهجًا نرجسيًا حين يرغب المراهقون دائمًا في الظهور بمظهر رائع على الوسائط المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم مشاركتها مع أصدقائهم ، كما أن الإشعارات المستمرة تحافظ على مشاركة المراهقين طوال الوقت في تطبيقات المراسلة الاجتماعية . يتكهن الفيلم الوثائقي بالتزام التكنولوجيا الكبيرة باتخاذ نهج أكثر أخلاقية لعروضها طوال أوائل عام 2010 ، ولكن في الاعوام التي اعقبت تلك السنة تغير مسار ذالك النهج حيث جمعت شركة كامبريدج أناليتيكا الاستشارية البريطانية بيانات شخصية من ما يقرب من 87 مليون ملف شخصي على فيسبوك دون موافقة. استخدمت الشركة هذه المعلومات لتغذية محركات وسائل التواصل الاجتماعي وراء الحملات الرئاسية لعام 2016 لكل من تيد كروز ودونالد ترامب. لم يكن إساءة استخدام كامبريدج أناليتيكا الواضحة لبيانات المستخدم ممكنة إلا لأن فيسبوك لم يمنح مستخدميها الأدوات المناسبة لمراقبة كيفية استخدام بياناتهم والموافقة عليها والتحكم فيها . إعطاء الموافقة والتحكم في المستخدم هما الحلقة المفقودة من تجربة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي . بالنسبة للناس العاديين التحكم هو حالة ضبابية في روتينها اليومي عند استخدام تلك الوسائل . وكثيرا ما تكون سياسات الشركة التي تشرح ممارسات بيانات العلامة التجارية مبهمة وغير واضحة ويصبح المستخدم امام خيارين لا ثالث بينهما – إما استخدام تلك الوسائل وبالتالي قبول أنك المنًّتج أو رفضه وعدم استخدامه والغاء تلك التطبيقات من أجهزته الألكترونية وبالتالي حرمانه من تلك التكنلوجيا.
وسائل التواصل الأجتماعي أسرع وسيلة لأنتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة
أكد فيلم “المعضلة الاجتماعية” حقيقة إنتقال الأخبار المزيفة بشكل أسرع بست مرات من الأخبار الحقيقية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي تخدم أغراض سياسية وأفكار متطرفة ، كما تؤدي الأخبار المزيفة إلى التنمر على الأبرياء ونشر الأفكار العنصرية وتؤثر على الصحة العقلية لأولئك الذين يؤمنون بمثل هذه الأشياء . لا أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي صنعت لتشجيع التنمر أو نشر اتهامات كاذبة ، في الواقع ، بعد تغير وأساءة إستخدام هذه التطبيقات من قبل الأشخاص الذين يقفون وراءها بطريقة سلبية للغاية . قرر العديد من مهندسي هذه المنصات ترك الشركات لأنها شككت في أخلاقياتهم المهنية وأحترام الخصوصية لمستخدميها. تمت مقابلة المهندسين حول سبب اعتقادهم أن وسائل التواصل الاجتماعي اتخذت مثل هذا التحول للأسوأ . أتهم ساندي باراكيلاس الذي عمل بصفة مدير للعمليات ضمن فريق منصة فيسبوك في عامي 2011 و2012 شركات التكنولوجيا العملاقة في أنشأها نظامًا يروج إلى الأخبار الزائفة، ليس لأنهم يريدون ذلك، بل لأنَّ المعلومات الزائفة تجني لهذه الشركات أرباحًا طائلة مقارنة بالمعلومات الحقيقية التي يصفها بالمملة. ويذهب تريستان هاريس إلى تسميته بـ” نموذج عمل التضليل من أجل الربح “. ويقول في هذا السياق، “فيسبوك” يحوي على تريليونات المنشورات على صفحة آخر الأخبار. ولا يمكنهم التميز الحقيقي من المزيّف .
يدرس الفيلم أيضًا كيف أثرت منصات التواصل الاجتماعي على انتشار الأخبار المزيفة وكيف استخدمت الحكومات وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للدعاية . يناقش الفيلم الوثائقي مخاطر الأخبار الكاذبة . يجادل هاريس بأن هذا هو “نموذج عمل للمعلومات المضللة بهدف الربح” وأن الشركات تجني المزيد من المال . وفقًا لدراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، تنتشر الأخبار المزيفة على تويتر أسرع بست مرات من الأخبار الحقيقية . يقدم المخرج أورلوسكي مثالا أحدث على التأثير الخطير لوسائل التواصل الاجتماعي في هجوم 6 يناير على الولايات المتحدة . مبنى الكابيتول من قبل مؤيدي الرئيس ترامب الذي صدق ادعاءاته الكاذبة بتزوير أصوات الناخبين في الانتخابات . يؤكد أورلوسكي: “نرى كيف جعلت أحداث (6 يناير) الأمر واضحا جدا حول نظريات المؤامرة، وكيف أن المعلومات المضللة ، وكيف أن هذه المنصات التي تزيد في الواقع من القبلية والتعصب في بعض النواحي”، إنهم في الواقع لا يربطوننا بالعالم ، إنهم يفصلوننا عن الواقع . يجادل أورلوسكي خلال تغذية المستخدمين بالافكار والمعلومات الخاطئة والتدفق المستمر من المواد والآراء التي يتفقون معها بالفعل ، لقدعزلتنا منصات وسائل التواصل الاجتماعي عن الواقع و وزادت الانقسامات السياسية ويقول: “لم نعالج تغير المناخ ، على الرغم من أن العلم كان واضحا حقا بشأن ذلك لفترة طويلة… سياسيا، نحن عالقون”. “هذا أحد أكثر الأشياء التي أخافني هو أنه بغض النظر عن القضية التي تهتم بها، نجد صعوبة متزايدة في اتخاذ إجراءات ديمقراطية ذات مغزى لأن كل قضية في العالم كانت مستقطبة بطريقة أو شكل أو شكل من خلال هذه المنصات “.
“بما إنك لا تدفع ثمن المُنتَج، فاعلم أنك أنت المُنتَج “
الاقتباس من فيلم “المعضلة الاجتماعية ” الذي أثار انتباه جميع من شاهد هذا الفيلم هو “إذا كنت لا تدفع مقابل المنتج، فأنت هو المنتج”. يقوم موظفون سابقون بهذه الشركات بالإفصاح عن أن التغيير التدريجي والطفيف وغير المحسوس في سلوكنا وإدراكنا عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو ما يجعلنا المنتج والسلعة الأساسية. بياناتنا تُستغل من قبل هذه الشركات للتأثير علينا بشكل أو بأخر عن طريق التأثير على سلوكياتنا والأفعال التي نقوم بها . مقابلة أورلوسكي الرئيسية هي مع تريستان هاريس ، عالم أخلاقيات التصميم السابق في كوكل وهو الآن رئيس مركز التكنولوجيا الإنسانية ، وهي وكالة غير ربحية تتمثل مهمتها في ” إعادة تنظيم التكنولوجيا بشكل تتلائم مع إنسانيتنا”. يوضح لنا هاريس كيف ولماذا يكون التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي خبيثا للغاية من خلال القول بشكل قاطع: “إذا كانت الخدمة مجانية ، فأنت المنتج ” . يطرح الفيلم الوثائقي مجموعة من الطرق التي تجتذب بها مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها أن المستخدمين أنفسهم هم سلعة هذه المواقع . أنت لست مضطرا لدفع أي مبالغ للتسجيل، لكن وجودك في حد ذاته هو سبب جني هذه المواقع للأرباح. نقرك على هذا الإعلان الذي يظهر أمامك أثناء تصفُّحك للموقع وبقاؤك لمشاهدة فيديو أو زيادة تفاعلك كلها أمور تُدِرّ المليارات على هذه الشركات بطرق غالبا لا يعرف المستخدم أي شيء عنها .
يكشف الفيلم حيلا مُذهلة لاستبقاء الملايين على مواقع التواصل لأطول فترة ممكنة، مثل تعمُّد إظهار المحتوى الذي يوافقهم دون عرض آراء أخرى، مما يزيد من عزلة المستخدمين والتفافهم حول أفكارهم ، إحدى النقاط التي طرحها العمل أن الشركات لا تحصل على أرباحها لقاء بيع المنتجات والإعلانات مباشرة فقط ، بل عبر بيع المستخدمين أنفسهم ، أو بمعنى أدق بياناتهم والمعلومات التي يجمعونها عنهم وهذا ما يحدث بصورة غير صريحة . ينظر جميع الخبراء في هذا الفيلم إلى وسائل التواصل الاجتماعي على أنها ضارة إذا لم يتم استخدامها بالطريقة الصحيحة. على أي حال ، لا توجد إجابة وافية في كيفية استخدامها باستثناء الاعتدال . يحاول الفيلم إعادة صياغة كيفية فهمنا لوظيفة شركات مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب والمزيد. ليس، كما ادعى الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج في خطاب ألقاه عام 2019 في جامعة جورج تاون، “إعطاء صوت الناس، وجمع الناس معا”. لكن الغرض التجاري الحقيقي هو إشراك الجمهور لأطول فترة ممكنة حتى يتمكن المعلنون من الوصول إليهم . يقول المخرج أورلوسكي: “ما يبيعونه هو الوصول إلى مقل العيون لدينا”. “نحن المورد الخام ، إنه نموذج لأعمال حيث يرتبط الحجم ومقل العيون والاهتمام ارتباطا مباشرا بكمية المال الذي يكسبونه ” .
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الأطفال والمراهقين
مما لا شك فيه أن الجوانب المظلمة لهذه المنصات عبر الإنترنت كثيرة وجميعها تؤثر علينا ، ولكن الأطفال معرضون للخطر أكثر من البقية . السبب في ذلك بسيط ، ولد هذا الجيل من الشباب في زمن شيوع وسائل التواصل الاجتماعي وهكذا أصبحوا يعتقدون أن قضاء عدة ساعات من الوقت الثمين في أستخدامه من التعيبر عن شخصيتهم وأبراز مواهبهم ، بالإضافة إلى التصويرالمزيف للناس وحياتهم . ربما قلة الخبرة والوعي في التميز بين الصالح والطالح من تلك الوسائل وغياب دور العائلة الرقابي ، يجعل منهم فريسة سهلة للكثير من التجاوزات أو الانحرافات في التعامل مع مقردات تلك الوسائل . يمكنهم أن يتحولوا بسهولة إلى هاوية من القلق والاكتئاب وربما الموت من خلال برامج التحديات التي شاعت بين الاطفال الصغار والمراهقين . في الفيلم الوثائقي ” المعضلة الاجتماعية ” يلاحظ جوناثان هايدت دكتوراة ويعمل في كلية إدارة الأعمال بجامعة نيويورك، وعالم النفس الاجتماعي “الزيادة الهائلة” في حالات الاكتئاب والقلق بين المراهقين الأمريكيين في بداية العقد و الناجمة عن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي . وقد شهدت الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاما زيادة بنسبة 151 في المائة مقارنة بالعقد الأول من القرن، وكأن هذا لا يكفي، بالأضافة الى التنمر الإلكتروني الذي جعل الوضع أسوأ. من خلال تمكين الأشخاص السيئين من تدمير نفسية الآخرين عبر الإنترنت، وأصبح هذا النوع من التنمر شائعا بشكل متزايد وقد رأى معظمنا ما يمكن أن يفعله بالشاب والشابات وقد يؤدي الى الأنتحار . يتناول الفيلم أيضا ظاهرة السيلفي وكيف يمكن أن تؤثر “الإعجابات” على احترام الأطفال لذاتهم . أظهرت المشاهد الخاصة بالعائلة التي ظهرت في الفيلم كيف تفاعلت فيها المراهقة إيسلا مع ردود من يعرف على هاتفها وخيبة أملها لعدم حصولها على استجابة كافية .
ينجح الفيلم في توضيح وجهة نظره حول إدمان الهواتف والتطبيقات عليها . عند الصغار والكبار . وفي سبيل ذلك تعمل الشركات على زيادة مدة مكوثهم في تصفح هذه المواقع ، وبالتالي السعي الدائم إلى خلق حالة من الإدمان خاصة لدى اليافعين؛ ولهذا الأسباب نشهد تزايداً واضحا في حالات الاكتئاب وحالات الانتحار لدى هذه الفئة . وفي سبيل إطالة مدة تصفح المستخدمين لهذه المواقع؛ تعمل على رفدهم بالأخبار والمعلومات التي تتوافق مع أهوائهم وميولهم ووجهات نظرهم بغض النظر عن مدى صحة ودقة هذه الأخبار . مما عمق من حالة الانقسام السياسي والاجتماعي وضيق من مساحة الحوار البناء وأصبح الناس يعيشون في عزلة ويتواصلون فقط مع من يوافقونهم الرأي والفكر . في هذا الفيلم العديد من الخبراء هم كبار المديرين التنفيذيين للعديد من التطبيقات مثل ، تويتر ، انستكرام ، الفيس بوك وغيرها من المواقع الأخرى والتي تغرينا بقضاء الوقت ومشاركة المعلومات. يؤكد لنا الخبراء أن نواياهم كانت في البداية جيدة ، حتى الشخص الذي كان المسمى الوظيفي في ( الفيس بوك ) رئيس قسم “تحقيق الدخل”. اعترف شخص آخر بأنه عمل على جعل موقعه مغرياّ بشكل لا يقاوم في العمل طوال اليوم ، ثم وجد نفسه غير قادر على مقاومة الحيل والخدع التي ساعد في ابتكارها وقرر الاستقالة . مع افتتاح الفيلم ، يمكننا أن نرى أن الأشخاص الذين سيخبروننا قصصهم غير مرتاحين ومحرجين ولاحقاً سوف يعترفون ويعتذرون ،
على سبيل المثال يقول جاستن روزين مخترع الميزة الأكثر انتشارًا على الفيس بوك وهو زر ( أعجبني) أو اللايك بخجل “الهدف من ذلك هو “نشر الإيجابية”. ما الخطأ في السماح لأصدقائك وأصدقائهم “بالإعجاب” بشيء هذا ما قمت بتطويره ؟ ، حسنًا ، اتضح أن الناس تتأذى لمشاعرهم إذا لم يحصلوا على إعجابات. لذلك يقومون بتعديل سلوكهم لجذب المزيد من الإعجابات “. تعرضت صحة الشباب العاطفية ورفاهيتنا للخطر بسبب علامة الإبهام الصغيرة السخيفة التي كانت وفقا لمطورها تهدف إلى جعل الناس يشعرون بالرضا وليس التنافس والتأثير على ثقافة الشاب وهويته .الفيلم يصدمنا بالإحصاءات المرتبطة حول انتحار الفتيات الصغيرات ووجود وسائل التواصل الاجتماعي . وسلط جوناثان هايدت ، عالم النفس الاجتماعي الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الأصابة بألاكتئاب والقلق ولا سيما لدى المراهقين الأصغر سنًا . في الفيلم الوثائقي كانت هناك جزء من إحصائيات الاكتئاب وإيذاء النفس والانتحار التي أدت إلى دخول المستشفى وتحديداً في صفوف المراهقات الأمريكيات الناتجة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
هل فكرت يوماً بالجانب المظلم لمنصات التواصل الاجتماعي؟ . يعمل المخرج ( جيف أورلوفسكي ) في فيلم “المعضلة الاجتماعية” على كشف أعمق أسرار منصات التواصل الاجتماعي و يشير إلى أن إدماننا عليها وانتهاكاتها لخصوصياتنا والتي تعتبر من أهم ميزاتها وليست أخطاء أو ثغرات يتم العمل على إصلاحها .لا يخفى على أحد أن وسائل التواصل الاجتماعي مسببة للإدمان ، في الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” شهادات بعض المنشقون عن شركات وسائل التواصل الاجتماعي ذوي الضمير المستيقظ التي تكشف الأضرار الذي تسببها شبكات التواصل وهو ما يُعتبر ميّزة وليست خطأ كما يظنٌ البعض . الفيلم الوثائقي يركز بشكل أكبر على الطبيعة الإدمانية لاستخدام الشبكات الاجتماعية ، مشيرا بالحقائق إلى المعدل المتزايد لحالات الاكتئاب والقلق والانتحار لدى الشباب والمراهقين الذين يلجأون إليها بشكل قهري. يمكن الاعتراض على عمل أورلوسكي بنبرة كارثية معينة أو تحيز واضح في وجهة نظره ، على سبيل المثال ، أن الإنسان لديه ما يكفي من النضج أو التمييز ليقرر ما يناسبه في معضلة العيش بالقرب من الشبكات أو بعيدا عنها. والحقيقة هي أن إحدى عواقب التعلق المهووس بالتواصل الفوري وطغيان الإخطارات كانت في المراحل العمرية الصغيرة ومن البالغين الذين اعتقدوا في السابق أنهم ناضجون فكريا .
فيلم “المعضلة الاجتماعية ” عمل رائع لا غنى عنه لفهم المخاطر المزعزعة للاستقرار التي يمكن أن تروج لها الشبكات الاجتماعية في السياسة ، وبشكل مباشر أكثرالتهديد الذي تمثله كل يوم لإنسان شعر حتى وقت قريب بثقة تامة . أن وسائل التواصل الاجتماعي تسببت في كثير من مشاعر الألم والتوتر بين المراهقين، ولكنها في نفس الوقت أداة ممتازة للتواصل . الفيلم كان له التأثير المطلوب على مشاهديه، إذ كشف البعض حذف مواقع التواصل الاجتماعي من هاتفه فور مشاهدته، واكتفى البعض الآخر بإلغاء متابعة أشخاص وصفحات بعينها . يتمتع الفيلم الوثائقي ببداية مثيرة للاهتمام تصل إلى نقطة قوتها على وجه التحديد من خلال استجواب التأثير السلبي للشبكات الاجتماعية على النسيج الاجتماعي . والحجة مبنية من خلال العديد من المقابلات مع خبراء التكنولوجيا مثل تريستان هاريس ، وآزا راسكين ، وجيف سيبرت ، وجوستين روزنشتاين ، وشوشانا زوبوف ، وجارون لانيير ، من بين آخرين. يقدم كل من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم منظورا مختلفا يدرس كيفية بناء هياكل وسائل التواصل الاجتماعي لنموذج أعمالهم من خلال التلاعب بسلوك الأشخاص باستخدام ذكاء اصطناعي قادر على دفع العادات باستخدام عدد قليل من الخوارزميات المبرمجة التي تضمن عودة المستخدمين لاستهلاك المحتوى ، أيضا القوة التي يمتلكونها لتصبح قنوات نشر متخصصة في المعلومات المضللة والأخبار المزيفة
وتزوير الانتخابات والمظاهرات السياسية وزعزعة استقرار الحكومة ونظريات المؤامرة . من ناحية أخرى، يكتسب الفيلم شكل دراما وثائقية تحلل الصحة العقلية للمراهقين من خلال إظهار شاب مستعبد من قبل الهاتف الذكي وتطبيقات الشبكات الاجتماعية التي تضعف روابطه الأسرية وتجعله غارق في القلق وانعدام الأمن الذي يمنعه من إظهار عواطفه . يشير هاريس إلى “أن وسائل التواصل الاجتماعي كتقنية وأداة لم تلعب على نقاط قوتنا البشرية وغالبا ما تبرز أسوأ ما فينا ، وتهدف إلى القيام بذلك ” .
هل يمكن إصلاح وسائل التواصل الاجتماعي؟
وسائل التواصل الاجتماعي في وضعها الحالي فيها بعض العيوب والتجاوزات ، ماذا يمكننا أن نفعل لحماية أنفسنا من التلاعب بها؟ ، ماذا يمكننا ان نفعل لاصلاحها؟ ، هذه الوصايا ربما تحمي نفسط وعائلتك من الأثار المدمرة جراء إستخدام وسائل التواصل الأجتماعي :
أولاً – يمكنك القيام بدورك لحماية نفسك وعائلتك من خلال تطوير عادات صحية على وسائل التواصل الاجتماعي . ماذا نعني بذلك؟ افعل أشياء مثل الحد من وقت الشاشة. قم بإيقاف تشغيل الإشعارات. وعندما تشعر بأن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب لك القلق أو الاكتئاب عندها خذ قسطًا من الراحة وبنفس الطريقة التي تدعو الكاتبة ( فيكي كورتيس ) مخرجة وكاتبة فازت بجائزة إيمي للكتابة المتميزة عن عملها في المعضلة الاجتماعية مع ديفيس كومب ( محرر أفلام وثائقية وكاتب ومنتج ومخرج أمريكي ) مستخدمي تلك الوسائل إلى إعادة تقييم علاقتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، نعتقد على شركات التكنولوجيا أن تكون ملزمة بإعادة تقييم علاقتها ببيانات المستخدم لإنشاء سياسات أكثر ملاءمة أخلاقيا .
ثانيًا – المطالبة بوضع لوائح خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ، في الوقت الحالي هناك عدد قليل من اللوائح الحديثة التي تركز على خصوصية البيانات وتحمي المستخدمين . وفقًا لحديث كريستينا بودنار خبيرة الأمن السيبراني تقول بودنار “يجب علينا أيضًا معالجة “الإدمان على المنصات والتلاعب بالبشر ، وانتحال الهوية أواختطاف الهوية ، والحقيقة في المحتوى ، فضلاً عن التدابير الأخلاقية التي يجب وضعها حتى تعمل المنصات بشكل نزيه”.
ثالثاّ- يقوم المستخدم لهذه الوسائل بإيقاف تشغيل الإشعارات الخاصة به . وهذا أبسط الأشياء التي تعمل على حماية الأجهزة من سرقة المعلومات ، وكذالك إيقاف الإشعارات المرسلة مباشرة إلى هاتفك أو ساعتك أو الكمبيوتر المحمول أو جهازك اللوحي . تستخدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي الإشعارات لإغراءك بالعودة إلى المنصة وتمريرك مرة أخرى . من خلال إيقاف تشغيل الإشعارات، سوف لا تستجيب لدافع خارجي ولكن تختار بدلا من ذلك المشاركة في تجربة وسائل التواصل الاجتماعي من مواقع معروفة .
رابعاّ – لا تتعامل مع توصياتهم . تحب كل منصة المشاركة في المشاركات ومقاطع الفيديو التي تكون عشوائية من قنوات غير مألوفة لغرض الحفاظ على تفاعل المستخدمين مع تدفقات الاعلانات ذات محتوى مختلفة وليست ذات صلة. لا تقع في الفخ . التزم بالتفاعل مع الأشخاص والعلامات التجارية المعروفة لديك أو التي اتصلت بها عن قصد أو غاية لا تعطيها المزيد من البيانات لتحسين نموذجها .
أخيرًا – اطلب تصميمًا إنسانيًا من منصات التواصل الاجتماعي . يحدد مركز التصميم الإنساني (الذي شارك في تأسيسه تريستان هاريس) مبادئ التصميم الإنساني. وهي تشمل الهوس بالقيم الأنسانية النبيلة بدلاً من مقاييس المشاركة في الأبتذال والتفاهة ، وتغذية الوعي بدلاً من التنافس على الاهتمام ، الرسالة التي تنبع من كلمات وشهادات الخبراء والمسؤولين الذين تمت مقابلتهم من التكنولوجيين ورجال الأعمال والأكاديميين وخبراء الصحة العامة على حد سواء – هي أننا جميعا بحاجة إلى أن نصبح أكثر اطلاعا على ما يدفع خيارات الشركات؛ وتثقيف الآخرين؛ والدعوة إلى التنظيم لحماية الأفراد والصالح العام وإلغاء تثبيت الأشياء غير المطلوبة وكلما استطعنا اتخاذ خياراتنا الخاصة .
بلإضافة إلى هذه الاقتراحات، إذا استطعت، تجاهل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأجهزة التي تحاول إضافة قيمة ترفيهية إلى الموضوع. وعلى حسب قول كاثي أونيل إن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن ينقذنا من التضليل !! . أن مخترعي ومؤسسي بعض أكبر المنصات كانوا يعرفون أنهم يستغلون نقاط الضعف في النفس البشرية و فهموا هذا بذكاء – وفعلنا بدلا من اقتباس سوفوكليس، ربما بدأ الفيلم باقتباس من جارون لانير ( هو عالم كمبيوتر أمريكي ، فنان بصري ، كاتب فلسفة كمبيوتر ، تقني ، مستقبلي ، وملحن من الموسيقى الكلاسيكية المعاصرة.: “لقد تم تأسيس منصات الخداع والتسلل الى خصوصياتنا وكل مانقوم به في المركز الاول “. يثير الفيلم الوثائقي لعام 2020 المعضلة الاجتماعية عددا من المخاوف المشروعة بشأن الآثار السلبية لتكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي على مجتمعنا، لكنه يفشل بطريقة أو بأخرى في ربط النقاط في نقدها لوسائل التواصل الاجتماعي بمجموعة أوسع بكثير من المشاكل . “المعضلة الاجتماعية” ليست خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي – نفس الحوافز والمنهجيات التي تقود جميع المشاكل التي يسلط الضوء عليها الفيلم هي أيضا في نهاية المطاف تشخص نفس المشاكل التي تلوث جميع وسائل الإعلام والاتصالات الأخرى التي نواجهها في عالمنا الرأسمالي الاستهلاكي المدفوع بالإعلانات البراقة والمغرية .
في الختام :
الفيلم الوثائقي ( المعضلة الأجتماعية ) قدم حجة مقنعة للمشاهدين كي يبدأوا في إعادة التفكير بطريقة إستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف . هذا الفيلم سيجعلك بالتأكيد أكثر إدراكًا لسلوكك ليس فقط حول كيفية استخدامك أو استغلالك للإنترنت وتطبيقات التواصل الأجتماعي ، ولكن كي تفهم أستغلال الإنترنت لك ، وكيف تقع ضحية لاستغلال الشبكة العنكبوتية. وستفعل ذلك بطريقة تبدو وكأنها تدخُّل أقل من كونها دعوة للاستيقاظ . ويدرك مخرج الوثائقي أورلوفسكي كيف أن الإنترنت ساعد في خلق مدينة فاضلة “يوتوبيا” ومدينة فاسدة متزامنتيْن ” . على الرغم من أن الكثير من الناس لم يفهموا بالفعل كل الأشياء التي تتناولها “المعضلة الاجتماعية”، حتى أولئك الذين يعرفون الكثير السوشيال ميجيا وتطبيقاتها . الهدف من عرض الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” ،الفيلم فرصة عظيمة لتثقيف جمهور واسع والتأكيد على الجوانب المظلمة عند استخدام وسائل التواصل الأجتماعي .