عندما طرق سمعي نبأ إعلان الأمانة العامة لجائزة الشارقة للإبداع العربي فوز رواية (شَطّٱن الرّماد) للكاتب العراقي الدكتور علي عواد عبد الله بالمركز الأول ضمن منافسات الدورة السادسة والعشرين (٢٠٢٣-٢٠٢٢)، تجولت بين صفحات المواقع المختلفة عبر الإنترنت، ابحث بالدرجة الأولى عن معلومات تتعلق بالرواية، إذ إن عنوانها الذي لا يختزل، ذهب بي نحو الفضول والبحث عن البعد الثالث في مضمون العنوان الذي يفسر كل شيء مما حلّ بالمدينة الفاضلة “الموصل”. ويكشف عن بعض من همس الرواية الرمزية ، وآثار “الرماد” الذي تركه سقوط الحضارة وصراع الأضداد من أجل السلطة، ليس إلا. أيضا أن أقف أنا العراقي الذي سبغه سرد الأحداث المؤلمة في بلده دوما، أستكشف الأبعاد الرمزية والتعبيرية على خلفيات الرواية وحدود أبعادها، المجتمعية والسياسية والانسانية والمعيشية. إنما لم يقتصر ذلك على هذه الغاية، إنما رغبة في محاكاتي كاتب الرواية ومعرفة ما الذي جذبه لاختيار عنوان مثل “شطآن الرماد” السردي المغزى لروايته..
وإختيار شطآن، على ما أعتقد، أراد الكاتب على النقيض من الرماد، أن يعبر عن آلامه لجفاف سواحل نهر “دجلة” الذي يخترق مدينته الأثرية التي لا زال الاعتبار لم يرد لها، ولم تعد مدللة كما كانت في العديد من العصـور، رغــم أهمية عطاءاتها التاريخية والفكرية والعلمية والأدبية. وأخيرا، ظهور أنقاض مدينة قديمة إلى جانب أنقاض المدينة الجديدة بسبب جفاف النهر، شريان الحياة والخصب، الذي يفترض أن يولى بالاهتمام وإعادة نبض الحياة إليه… أقول: عجز البحث عما كنت أطمح لمعرفته. لكن من المؤسف، أن المؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام العراقية، المرئي والمقروء، لم تتناول هذا الحدث الهام على الإطلاق.
وتجدر الإشارة إلى أن الصديق الشاعر العراقي المقيم في برلين فارس مطر، كان قدر المسؤولية الإخبارية وتولي شخصياً عملية التواصل مع العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للقيام بنشر هذا الخبر المشرف. كما ورعى مباشرة بعد نبأ فوز الدكتور علي عواد عبد الله حديثي معه تلفونيا وهو في “نينوى” حيث باركت منجزه الروائي وقدمت له التهاني.
فازت الرواية من بين (٤٠٠) عمل مقدم للمنافسة في فئات الجائزة المختلفة، وكانت مدينة الموصل العراقية هي القيمة الرئيسة والمرتكز الدلالي الفاعل الذي بنيت أحداث الرواية حوله، إذ حاول الكاتب أن يجسد مرارة التجربة الإنسانية الحرة وهي تُختزل بين جدران أربع سعيا وراء دفنها ومحو كل تاريخها الحضاري والفكري…
وفقا لشروط المسابقة المتعلقة بعروض المنافسة، لا يسمح للكاتب بالطباعة والنشر قبل انتهاء إعلان الفائزين، بمعنى أن الرواية غير متوفرة حاليا. لكن المؤسسة العامة لجائزة الشارقة للإبداع العربي ستقوم بالإجراءات المتعلقة بتصميم الغلاف والطباعة والنشر والتوزيع.