كـأسُ الشمعة
عدنان الظاهر
1ـ النورُ هناكَ النارُ هُنا
ضوءٌ للشمعةِ في كأسي
جَسَدٌ يتحرّقُ مُتقِّدا
يسألُ ما جدوى
أنْ أشعلَ في رأسي أنخابا
أقوى من صوتِ النادلِ في الحانِ
يُطفئُ ناراً في نارِ
لكنْ هيهاتَ وهيهاتا
صحوُ الرأسِ كؤوسٌ تهوي قنديلاً قنديلا
والنشوةُ إزميلُ ولوعِ الأقمارِ خسوفا
تطلبُ طبّاً سريّا
كي تنجو من ضربةِ سِحرٍ تُخفيهِ عيناها
أغصانٌ فيها تتدلّى رُمّانا
تتعهدُ ألاّ تغلقَ في حانٍ بابا
ألاّ تُطفئَ في ليلٍ مصباحا
أنْ تجعلَ حُرّاسي أثوابا.
2ـ الكوكبُ مكّوكُ فضاءِ التشويشِ الكوني
حيثُ الصاعدُ نِدُّ النازلِ لا ضدُّ
الأبيضُ والأسودُ صنوانِ
لا أثرٌ للفوضى
جسدٌ يسلخُ من جِلْدٍ روحا
الروحُ رواحُ النُطفةِ عصفاً مأكولا
الفوضى …. من يدري ؟
أدري أينَ تشبّثَ أخمصُ أقدامي
في لوحِ زُجاجِ نبيذٍ كَنَسيٍّ قُدسي
لا قوّةَ للنادلِ والساقي
ساقيةُ الحانةِ أقوى
تتصلّبُ يوماً يوماً عودا
تمثالَ عقيقٍ ناريِّ التكوينِ
تمزجُ راحاً في راحِ سعيرِ الماسِ القاسي
تتبادلُ أقداحا
آهٍ لو غضّتْ طَرْفا
لو غطّتْ عيناً أبقتْ أُخرى
لو جبلتْ من شمعةِ ميلادي قَسّا !
3ـ آهٍ آآآآآآآآآآآآآآآآهِ
الحفلةُ يُلغيها
قبلَ نفاذِ الشمعةِ دوّارُ السُكرِ
مرَّ الميلادُ سريعا
حالَ وبدّلَ أُسّاً أسّا
عطّلَ أنفاسا
كسّرَ كأساً في كأسِ
حرّقَ أوراقَ طِلاءِ الظلِّ
أضحى شَبَحاً يتراءى خَطْفاً حرفا
سقَطتْ أوراقُ اللُعبةِ لم تبلغْ شأوا
من عالٍ سقطتْ رقماً رقما
” الجوكرُ ” مغشوشٌ كذّابُ
مقلوبُ الصورةِ في دورةِ أقداحِ السُمّارِ
يتلبّسُ وجهاً مصبوغا
إبليسُ يُنافسُ شيطانا
مَلِكاً يتصابى عُريانا
يلعبُ لا يخسرُ شيئا.
4 ـ أطفأتُ الأنوارَ تِباعاً سبْعاً سَبْعا
غامتْ في عيني آفاقُ الدُنيا
مدّتْ في الظُلمةِ أشباحا
لا في الكوّةِ من نورٍ في الدُرِّ
لا خطفٌ يتلآلآُ إشراقا
أملٌ لا يأتي إنْ طالَ ظلامٌ في المدِّ
وتفاقمَ حتى أعيى إفراطا
يا هذي أنتِ
ما جدوى اللوذِ بأذيالِ الصمتِ
صمتُكِ هذا يُشقيني حقّا.