<h2 style="text-align: center;"><strong> ترجَمةٌ .. فاشِلة!</strong></h2> <h4><strong>عادل سعيد</strong></h4> <h4>للغةُ ميِّتةٌ .. مَلعونٌ مَن أحْياها)!</h4> <h4>ألافُ الأميالِ قطَعْتُها</h4> <h4>كي ينطلقَ صوتي جَهيراً</h4> <h4>كما مِن حنْجَرةِ جَدّي، الطرزانيّة، قبل مئات الآلاف</h4> <h4>و هو يستدعي جَدّتي التُعَشِّبُ فوق أقرَب تَلّة</h4> <h4>ـ بعد أن اصطادَ أرنباً ـ</h4> <h4>فيصير لها الهواءُ جناحَيْن</h4> <h4>و الأغصانُ أُرجوحَة .......</h4> <h4>ثُمَّ احتفالُ شِواءٍ و حُبٍ</h4> <h4>و بما يجودان بهِ من جِلْدٍ و عَظْم</h4> <h4>يصيرانِ معَ الوحوشِ حولهما،</h4> <h4>......أشقّاء!</h4> <h4>***</h4> <h4>كم مِن أجْناسٍ صادفْتُ</h4> <h4>تناولَتْني في ثَريدِها..</h4> <h4>لكنْ كيف لرأسي أن لا يُصابَ بِعُسْرِهَضْم</h4> <h4>و فيه عشراتُ اللغاتِ الشرِهَة</h4> <h4>تتناولُ لَحْمَ ( لُغتي) ثَريداً</h4> <h4>و تتركُ لِقِطِطها البَدينة</h4> <h4>مهمّةَ أنْ تلْحَسَ ما تبقّى في رأسي</h4> <h4>من فُتاتِ لُغاتٍ نافِقة!؟</h4> <h4>***</h4> <h4>لُغَتي (الأُمٌّ) ـ تعَنْكَبَتْ فوق شَفَتَي ـ</h4> <h4>ثمّ أغتصَبَتْ لساني</h4> <h4>و هو في دارِ حَضانةِ فَمي..</h4> <h4>فصِرتُ أخفِقُ في ترجمةِ نفسي للناسِ</h4> <h4>و .. لِنفسي..!</h4> <h4>و حينَ يأكلُ ( قِطُّ اللغة)</h4> <h4>لسانَ لُغَتي الوحيدة</h4> <h4>أنزِلُ سوناري</h4> <h4>لِفَكِّ شفْرةِ اللغة السِرّيّةِ بينَ أحشائي،</h4> <h4>علّها .............!</h4> <h4>فيستيقظُ ( ناطورُها)</h4> <h4>لِيُطلِقَ جرَسَ إنذارٍ أحْمر .....</h4> <h4>لحظتَها أجَفَلُ إلِيَّ ....</h4> <h4>في كَهْفي الأخَرَس!</h4> <h4>***</h4> <h4>ـ لستُ قارئَ كَفّ ـ</h4> <h4>لكِنْ ـ في زَعْمي ـ أنني أعرفُ غابةَ مُجاورة</h4> <h4>كراحةِ كَفّي ..</h4> <h4>و حين يضيقُ عَلَيَّ جَسدي و البيْت</h4> <h4>ـ أنا الجاهِل .. بِكفّي و جسدي و البيت ـ</h4> <h4>أتوغّلُ في شِعابِها ....</h4> <h4>لكِنْ .. مَهلاً!</h4> <h4>يبدو أنني أخترقتُ قوانينَ الغابة</h4> <h4>بعدَ أنْ توغّلتُ في أحشائِها المُحرّمة ..</h4> <h4>فصِرْتُ</h4> <h4>ـ كما أنا هذي اللحظة ـ</h4> <h4>ضَفيرةً مِن رُعْبٍ و شَهْوةِ افتِراس</h4> <h4>تدورُ حولَ نفسِها</h4> <h4>كفَتّالةِ ريحٍ</h4> <h4>بين ذئبٍ يتطايرُ شرَراً</h4> <h4>و غزالٍ يتفتَّتُ رُعْبا ..</h4> <h4>أستَصْرخُ جيناتِ جَدّي المَشاعِيِّ الأوّل</h4> <h4>في التخاطر مع الحَيوانات و الجَمادات و الآلهة</h4> <h4>و عبقريتِه في الفِرار،</h4> <h4>لتُنْجِدَني في توفيقي بين (رأْسَيْن في الحَلال!)!</h4> <h4>إذْ ( أترجمُ) للذئبِ</h4> <h4>موافقةَ الغزال: أنْ ينالَ منه ( لُقْمة) واحدة</h4> <h4>فيرضى الذئبُ</h4> <h4>و قد ينجو الغزال ........</h4> <h4>لكنّي في عُشرِ ثانيةٍ أدركْتُ</h4> <h4>ـ هل تَبقّى ( إدراك)!؟ ـ</h4> <h4>كم كنتُ مُترْجِماً فاشِلاً....</h4> <h4>لحظةَ ... فرَّ الغزالُ</h4> <h4>فـ .........</h4> <h4>إفْترَسَني الذِئب!</h4> <h4></h4>