ثلاث قصائد في استقبال العام الجديد
شعر: سنا شعبان
– I –
إصرار
أيتها القناعة أرجوك انصرفي
لقد كنت هنا من قبل ولمدة طويلة
ألا تعلمين أن وقتك قد انتهى؟
ألا تعلمين أنني مللت؟
***
كلّ هذا الزيف
حياة ترتشي
أوقات تسرق
الخداع… يشلّ
***
في صباح مشرق أغلقت الباب
تنفست الصعداء
شممت رائحة الشجر
أصفو بين الأسود والأزرق
والقسوة تخرج من قلبي
***
جُبلت في درب الشجاعة
الجبان ينبذني
والعقد تأتي مع كل كذبة
الخداع يخنق العقل
***
الأشجار اقتلعت
والحقائق بزغت
تبحث عن إعفائك
***
ذات صباح مشرق أغلقت الباب
وتنفست عطر الشجر
اللئيم يصفع الكريم
وعلى الكريم أن يعرف
بهذا السماح يستقبل السلام
– II –
تسامح
لا تكره أعداءك لأنهم لا يستحقون وقتك….
هم الأجنحة التالفة لغراب مرير
یدوس على أكتاف الآخرين لرفع نفسه….
***
اصرفهم من عقلك
لأنهم ليسوا بمقدار فكرة واحدة من أفكارك …
ألقي التحية كما تحب أنت أن تحيا…
كما الشمس تحي الزهور عند بزوغ الفجر في ضوء هادئ…
تصرف كما تمليه طبيعتك وليس طبيعة أعدائك…
ولترتفع فوق الشفقة ..
***
لا تدع ماضيك يؤثر على تصرفاتك…
ولكن دع الماضي يلقنك دروس ما لا يجب أن تفعل…
اجعله يقودك بعيداً عن كل الأشياء التي لا تحبها…
لتسامح ولكن لا تنسى…
ولتهجر آلام الماضي وتتحرر من الإطار القديم…
***
غامر إلى المجهول
لتدعه يريك الطريق…
– III –
الكلمات
أغلاطك لا تنساها
وفّر لذلك الطير الأسود
هذا الشحرور المعلق على ذراعك يبلع كلماته…
والخوف من الرفض يمزّق روحه.
***
مع ضربات القلب دعه يغني ويرشد القاسي إلى النور
لأن من صلب العتمة ينبثق النهار
وعبر الشعور بالرضا تتغيّر الأوضاع
ثق: الأخطاء دروس ونحن لا نخطئ إلّا لننمو
***
وعادت تلك العفاريت تتسرب عبر عقلي
تريد مقاسمة مشاعرها
وأنا لا أريد أن أسمع
يوقظون الأوجاع التي تبدو أحياناً أنها لا ترحل
***
لكن الشمس تلفحني بعض الأوقات
تأخذ بيدي،
وتذكرني أن لا قيد يمسكني
***
وأيام تهطل الأمطار
ويكسو الرمادي كل شيء
وأنا أنغمس بالكلمات
فيسقط عني كل هم
لندن