مثقوبةٌ السماء بهذا الليلْ نحاسيٌّ وجهُ القمر خريفيُّ المُحيّا دنيٌّ قريب وقحُ الحضورِ كجثة متوهجة بشحوبها من هول الخطيئة نحاسيٌّ وجهُ القمر خريفيُّ المُحيّا كأن كل الليل دماؤهُ المُتخثرة آه يا خثراتِ الليل كم أنت ماهرة في معرفة دروب قلبي يا وجه القمر المُكفن بالغيم الشفيف يا وجه الغد المغطى بالغيب الشفيف حزانى أصابعي تفوتها كل أعراس الطفولة لا تلامس وجنتي طفلتي إلا حين يشرب حركاتها وصوتها النوم أغادر في باكورة الصبح والشمس ماتزال سرَّة لبطنِ الأرض أعود مُجنحاً بالليل أخلعُ سترتي أخرج الليلَ من جيوبي أدق حذائي بالأرض لأسقط ّ حَصوة الليل وما ان أنتهي يلبسنيَ الليل ويسير بي إلى سريري أخلع نفسي عنه أحث الخطى نحو غرفة صغاري لأملأ أقداح العينين هاهما زهرتيَّ أسحبُ الوسادتين الصغيرتين أمد ساعدي لهما غصناً تتوسدانه أتمدد في وجه الريح كل الريح خوفا على أوراقهما الغضة اصفعيني يا رياح بالخريف لكن لا تنزعيني عن حياتهما أعطيني كل اليباس ودعيهما كشمس أحترق ليضيء وجه الرغيف آهٍ يا بدرنا الوحشي جعلوا طحينك من رميمي تخبزنا الحياة لنأكل خبزنا الشمس وترت شعاعها فوقي على قوس المدى احدودب ظهري لثقل النبال وفي عملي الثاني يأتي الليل بثوبهِ المُخمليِّ يركلني بجزمته السوداء الطويلة على طول قرص الساعة يركلني ويركلني بعيداً عن أحبتي عن بيتي ثم يلفني كسيجارة يدوية الصنع أيها الليل ذو القبعة الطويلة والياقة الصوفية العالية ما لك وما لنا نحن الفقراء لا نصلحُ سُكراً لقهوة عينيك لا نصلحُ أزراراً على أكمامكِ الطويلة دعنا ، إليك عنا أما من نَفْسٍ أما من شمسٍ على هذه الأرض تضع في يميني مسماراً من نورها كي أخدش به غرورك آه ياخلايا الذاكرة ذبل العمر والطالع آه يا خلايا الذاكرة كيف تسقطين في فنجان قهوته السحيق سأطعنك أيها الليل الأرستقراطي بكل ما أوتيتُ من شموع ِ الذكريات قلتُ لصاحبي وكف الليل تعصرنا حتى ينساب بيننا نبيذ الضجر: أتذكر حين كان لدينا ذكريات قال تعال نبحث عن قنديل في زوايا الذكريات. كالبقع الكئيبة على جدران بيتي خلايا الذاكرة ليست نوافذاً، ليست ماء وليست فجوة لا تستطيع أن تمسحها فتزيلها وإن طليتها ازدادت حضوراً وتحرقُ شمسُ الرغيف يدك إن أردت تناول ما يكفي من النايات والأزاميل لثقب كل جدرانك أكره أن أكون وحدي في سريري نغوص في طمي الليل هو يعرف كيف يتسرب إلى روحي من أذني من عيني من شفتي آه يا ربي لمَ خلقتني مثقوباً وقذفتني في لجة الليل لاذعٌ طعم الليل يكدسُ مِلحهُ على سواحل ِ الأجفان واخزةٌ نجومهُ أشتاق عناق تلك السواعدِ الصغيرة أشتاقُ ملمسَ خيوطِ الشمس ِ وصنع ضفيرة أأمد أصابعي لأرسم بسمة ً على وجوه صغاري النائمين ترحب بمجيئي ؟ لكن الليل مضغ أصابعي باردٌ لعابُ الليل للساعة على جداري أصابع تشيرُ تحذرني من اقتراب موعد العمل مجدداً اعذروني سأذهب للنوم المنبه يوشك على النباح تركت منذ زمن بعيد زوادة حلمي حين ضاقت عن عصاها كتفُ الليل لكم زوادة الأحلام ليلاً وأقتات منها في نهاري خناجرُ الساعة تحفر وقت راحتي توشك أن تشد عني شراشف سريري أسرفتُ بالبوح الليل يختبئ خلف الأشياء فقد اتكأت الشمس على الأفق لتنهض سجادة الليل عادت وتناثرت خيطانا من ظلال ألف سنة وأنا على هذا الحال جنين في رحم الرغيف مُقلتاي خثراتٌ من ليل وصبحي ظلْ ظلُ ذياك الخريف